كشفت لجنة أميركية لتدقيق الحسابات في برنامج إعادة إعمار العراق أن حوالي مائتي مليون دولار تم هدرها في برنامج تدريب الشرطة العراقية الذي قالت اللجنة إن السلطات العراقية لا تحتاجه ولم تعبر أبدا عن رغبتها فيه. وقال تقرير صادر عن المفتش العام لبرنامج إعادة إعمار العراق -من المنتظر أن ينشر اليوم الاثنين- إن المحققين كشفوا أن السفارة الأميركية في بغداد لم تحصل على أي تعهد خطي بهذا الخصوص من السلطات العراقية التي تقبلت الأمر بفتور حسب المفتشين. وأضاف التقرير أن السفارة تخطط لنقل كلية الشرطة التي كلف بناؤها 108 ملايين دولار إلى العراقيين مع نهاية العام الحالي, بالإضافة إلى عزمها إيقاف برنامج التدريب بمدينة البصرة في جنوبالعراق بعد أن كلّف 98 مليون دولار, وخفض عدد المستشارين من 350 مستشارا إلى 36 فقط. وشددت اللجنة على ضرورة الحصول على موافقة واضحة من سلطات أي بلد مضيف واستعداد سلطاته للتعاون قبل البدء بتنفيذ أي برامج في مجال إعادة الإعمار أو العمل الإنساني، حتى لا يتكرر ما حصل في برنامج إعادة إعمار العراق الذي تعاملت معه سلطات بغداد بكثير من الفتور وربما الريبة. فقد نقل عن وكيل وزارة الداخلية العراقية عدنان الأسدي قوله للجنة المفتشين الأميركيين إن برنامج تدريب الشرطة العراقية "عديم الفائدة", وإن الضباط العراقيين أجمعوا على أن التدريبات التي تلقوها في إطار البرنامج لم تكن مفيدة بالنسبة لهم. يذكر أن الولاياتالمتحدة أنفقت نحو ثمانية مليارات دولار على برامج تدريب وتجهيز الشرطة العراقية منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003, رغم عدم وجود برنامج واضح للتدريب, وغياب تحمس الجانب العراقي لهذا البرنامج. كما يعتبر المراقبون أنه رغم سنوات طويلة من التدريب وإنفاق مليارات الدولارات ما زالت قوات الشرطة العراقية عاجزة عن حفظ الأمن في العراق ومنع حصول الهجمات والتفجيرات, بل إن البعض يرى أن الشرطة نفسها تمثل هدفا سهلا لهجمات المسلحين. اخبارية نت – الجزيرة نت