أعلن الهلال الأحمر القطري اليوم الخميس عن تخصيص ستة ملايين ريال (حوالي 1.6 مليون دولار أميركي) للإغاثة الإنسانية في شمال جمهورية مالي الذي يشهد أزمة إنسانية متفاقمة بفعل النزاعات المسلحة والجفاف. وقال رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري محمد بن غانم المعاضيد إن الوضع في شمال مالي يبعث على القلق بحكم ارتفاع الأسعار ونقص المياه واستمرار العنف، مما "يستوجب منا مساعدة الشعب للبقاء على قيد الحياة". وعلى هامش توقيع مذكرة تعاون بين الهلال الأحمر القطري والصليب الأحمر المالي، شدد المعاضيد في مؤتمر صحفي بالدوحة على ضرورة الإسراع بإغاثة الشعب المالي في مخيمات النزوح واللجوء. ونصت مذكرة التعاون على التزام الهلال الأحمر القطري بالعمل على تلبية الاحتياجات المتزايدة للشعب المالي "وتحديدا تلك المجموعات المتضررة من الجفاف والعنف في الشمال". المؤتمر شدد على أن الوضع الإنساني بمالي يبعث على القلق (الجزيرة نت) زيارة ميدانية ويأتي توقيع المذكرة بعد زيارة ميدانية قام بها وفد من الهلال الأحمر القطري لشمال مالي بهدف تقييم الوضع الإنساني، ولتحديد الحالات التي تتطلب التدخل العاجل. ووفق عرض قدّمه أحد الموفدين، فقد أدى النزاع إلى انهيار البنى الصحية وتعرض بعض المستشفيات للنهب بالكامل، بينما يعاني معظمها من نقص حاد في المستلزمات والكوادر. وعلاوة على ذلك، يعاني السكان من نقص حاد في المياه مما يضطرهم للشرب من الأنهار والمياه السطحية التي تعرضهم للأمراض المعدية، بينما أدى العنف إلى انعدام السيولة المالية وشح التموين الغذائي بعد إغلاق البنوك والمحال التجارية. وبناء على التقييم الميداني، قرر الهلال القطري توفير التجهيزات الضرورية لمستشفى غاو الإقليمي ومده بالعديد من الأخصائيين، إلى جانب توفير احتياجات العديد من المراكز والمستوصفات الصحية. وتشمل خطة الهلال القطري توفير مولدات كهربائية للمناطق المتضررة وبناء شبكات مياه وتنفيذ برامج لدعم أصحاب الماشية والمزارعين. مخيمات اللاجئين بموريتانيا تعاني من شح المياه ونقص الغذاء (الفرنسية) تقزيم المشهد من جانبه، رأى رئيس المنتدى الإسلامي للقانون الدولي الإنساني فوزي أوصديق أن الغرب تعمّد "تقزيم المشهد" الإنساني في شمال مالي لاعتبارات سياسية وأيديولوجية، وفق تعبيره. وشدد أوصديق في حديث للجزيرة نت على أن قواعد القانون الدولي الإنساني توصي بالتعامل مع جميع أطراف النزاع والفاعلين في الميدان من أجل إغاثة الفقراء والمتضررين بغض النظر عن الموقف من الصراع. أما رئيس جمعية الصليب الأحمر المالي سيسي عبد الرحمن فقال إن مالي لا تستطيع تلبية احتياجات شعبها في الشمال، ودعا المجتمع الإنساني لتقديم العون للمتضررين. يُشار إلى أن عدد اللاجئين الماليين بلغ -وفقا لمكتب الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة- 268 ألفا يتوزعون على موريتانيا وبوركينا فاسو والنيجر والجزائر. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد أرجعت تقلص أعمال الإغاثة في شمال مالي إلى انعدام الأمن وعمليات السرقة والنهب. اخباريةنت – الجزيرة نت