قال مسؤول سوداني إن 23 شخصا قتلوا وأصيب نحو 24 آخرين في اشتباكات مسلحة بين قبيلتي دار فايد العربية وقبيلة التقلي النوبية بولاية جنوب كردفان قبل انتخابات بالمنطقة الواقعة بالتماس والتي تشهد استقطابا حادا بين الحزبين الحاكمين بالشمال والجنوب. وأوضح نائب والي جنوب كردفان والقيادي في الحركة الشعبية لتحرير السودان عبد العزيز الحلو أن الاشتباكات التي وقعت أمس أدت إلى تشريد أكثر من خمسمائة أسرة بعد أن أحرق المهاجمون منازلها. ومن المقرر أن تشهد الولاية انتخابات طال انتظارها في الثاني من مايو/أيار المقبل لمنصب الوالي وبرلمان الولاية وأثارت نزاعات في كل مراحلها في هذه المنطقة، التي شهدت مواجهات عنيفة بين الشمال والجنوب خلال الحرب الأهلية وتشهد حاليا استقطابا حادا بين حزبي المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية لتحرير السودان. حشد مليشيات ويرشح حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال الوالي الحالي أحمد هارون للمنصب الذي تتهمه الحركة الشعبية بحشد مليشيات لمهاجمة أنصارها لمنعهم من التصويت. وقال الحلو المرشح لمنصب الوالي إن هارون أصدر أوامره لمليشيات بمهاجمة مدنيين في بلدة الفايد مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات وحرق أكثر من خمسمائة منزل. ويهيمن جنوب السودان على نحو 75% من إنتاج النفط في البلاد البالغ 500 ألف برميل يوميا وصوت سكان الجنوب في استفتاء تقرير المصير الذي جرى في يناير/كانون الثاني الماضي لصالح الانفصال وتشكيل دولة مستقلة في يوليو/تموز المقبل، واكتشفت معظم احتياطات النفط في الشمال في ولاية جنوب كردفان. وأكد مصدر بالأمم المتحدة لوكالة رويترز وقوع أعمال عنف في الفايد بجنوب كردفان مما تسبب في وقوع خسائر بشرية، لكنه لم يقدم المزيد من التفاصيل، ولم يتسن الاتصال على الفور بحزب المؤتمر الوطني للتعقيب على التقارير. وأفردت اتفاقية السلام الشامل بين الشمال والجنوب عام 2005 وضعا خاصا لجنوب كردفان قضى بإجراء ما عرف بالمشورة الشعبية بشأن البروتوكول الخاص بالمنطقة في الاتفاقية ومدى تحقيقها لطموحاتهم. لكن انتخابات المجلس التشريعي بالولاية -الذي ستنبثق منه مفوضية ستشرف على المشورة الشعبية- لم تجر في موعدها في أبريل/نيسان 2010 بسبب اعتراض الحركة الشعبية على الإحصاء السكاني، مما حتم إجراء إحصاء جديد ستجري على أساسه انتخابات الثاني من مايو/أيار المقبل. حظر بدارفور في موضوع آخر طالب زعيم فصيل في حركة تحرير السودان المتمردة بدارفور المجتمع الدولي بفرض منطقة حظر جوي على الإقليم لوضع نهاية "للإبادة المستمرة" هناك، منتقدا تجاهل المجتمع الدولي الأوضاع بالإقليم الواقع غربي السودان. وصرح عبد الواحد محمد نور في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية بأن الحكومة السودانية تستغل الأوضاع الحالية في جنوب السودان وليبيا لتشن هجمات جديدة على المدنيين في دارفور، قائلا إن "شعبنا يُقتل، يُعتدى عليه، يُرحل من أرضه" متهما الخرطوم بالقيام "بإبادة مستمرة". وقال "إنني أطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن بضرورة فرض منطقة حظر جوي بدارفور.. لقد حان الوقت لجعل النظام يتوقف عن مواصلة هجماته".