خلف غياب مؤسسات الدولة اليمنية في بعض مناطق البلاد، خاصة أبين مأساة إنسانية كبيرة، بعدما حاول مواطنون نهب مستودع للذخيرة يقع بمديرية خنفر، حيث وقع انفجار ضخم في المستودع أسفر عن سقوط 110 قتلى وأكثر من 100 جريح . قال أطباء إن عدد قتلى الانفجار ارتفع إلى 110 قتلى على الأقل وإنه يتوقع انتشال المزيد من الجثث . وأضافوا أن قتلى الانفجار بينهم نساء وأطفال بالإضافة إلى العديد من الرجال .
وذكر مصدر أمني أن الانفجار وقع عندما “دخل سكان من منطقة باتيس شمال مدينة جعار في محافظة أبين إلى مصنع للذخيرة لنهب وسلب ما تبقى من معداته، وقد انفجرت أثناء ذلك مواد تستخدم لتصنيع الذخيرة أعقبها نشوب حريق” .
وقالت مصادر محلية إن التفجير الذي شهده مصنع الذخيرة بمنطقة الحصن بمديرية خنفر جعار بمحافظة أبين لم يكن ناتجاً عن انفجار محتوياته وإنما كان بسبب قيام أفراد الجماعات المسلحة بتفخيخه طوال الليل ومغادرتهم له فجراً .
وذكر شهود عيان أن 30 مسلحاً اقتحموا الأحد المستودع في باتيس وأخرجوا أسلحة منه نقلوها في أربع مركبات .
وحملت الأجهزة الرسمية تنظيم القاعدة مسؤولية التفجير، وقال محافظ أبين صالح حسين الزوعري إن تنظيم القاعدة ومن تعاون معه يتحملون مسؤولية ذلك الحادث الأليم الذي سقط فيه مواطنون أبرياء من أبناء المنطقة وقعوا ضحية فخ تلك العناصر الإرهابية . ووجه بتشكيل لجنة للتحقيق الفوري حول حادثة الانفجار والحريق في المستودع الذي كانت قد استولت عليه عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة والمتعاونين معهم أول أمس الأحد .
وكان العشرات من المواطنين الذين جاءوا إلى مستودع الذخيرة لنهبه قد انفجرت فيهم المواد الكيماوية الموجودة في المكان، وأسعف العشرات منهم إلى مستشفيات في أبين، فيما تم نقل البعض الآخر إلى مدينة عدن، وحيث كانت نسبة الحروق لدى البعض منهم مرتفعة تصل إلى أكثر من 70% .
وتداعى الكثير من الشخصيات الاجتماعية والسياسية في مديرية خنفر لغرض تشكيل لجنة شعبية لتولي إدارة مديرية خنفر وعاصمتها جعار، وتشكلت اللجنة من كل من: د . محمود علي عاطف الكلدي رئيساً، د .محمد صالح الشدادي نائباً، والمحامي عبدالله اليزيدي ناطقاً رسمياً” إضافة إلى الحاج محمد عبدالولي وناصر كابس وآخرين .
وأكد المحامي اليزيدي أن الهدف من تشكيل اللجنة هو حفظ الأمن والنظام في المديرية والمحافظة على المصالح العامة ورعايتها وإدارة شؤون المديرية بعد إخلاء جعار من المظاهر المسلحة التي سببت رعباً للمواطنين خاصة بعد انسحاب قوات الشرطة منها وتركها عرضة للاختطاف .
وكان القيادي البارز في الحراك الجنوبي علي محمد السعدي قد اتهم الرئيس علي عبدالله صالح بدعم الجماعات المسلحة في أبين وإضعاف قدرات الجيش بهدف إخافة العالم من خطر القاعدة ليستمر في الحكم .