أقامت حركة "توافق" الاحد الماضي بساحة التغيير ندوة بعنوان "الواقع السياسي بين آمال الشباب ومخاوفهم " شارك فيها كل من الدكتور محمد عبد الملك المتوكل أمين عام اتحاد القوى الشعبية والأستاذ محمد المنصور المين العام المساعد للشئون السياسية بحزب الحق والدكتور أحمد بن مبارك ممثلاً للشباب الذي أكد بأن العلاقة بين الشباب والأحزاب يجب أن تكون علاقة "تكامل"، وأن ليس دور الشباب القيام بالتفاوض وإنما تحديد سقف المطالب والحفاظ على الزخم الثوري، كما نقل مخاوف وهواجس الشباب المستقل الذي تلمسها من خلال معايشته لهم في ساحة التغيير ومواقع التواصل الاجتماعي الالكتروني والتي لخصها في مخاوفهم من أن المشترك يريد استعمالهم كورقة ضاغطة فقط بهدف تحسين شروط التفاوض دون الاهتمام بتضحياتهم والالتزام بسقف مطالبهم التي حددوها بوضوح، إلى جانب قلقهم من نزول بعض الأحزاب الكبيرة بكل ثقلها للساحات وممارسات أعضائها التي تعزز أحياناً قناعات سابقة لدى الشباب تجاه هذه الأحزاب بأنها ما سيكون عليه المستقبل. كما نقل تساؤل الشباب عن رؤية المشترك لإمكانية التعامل مع من ارتبطت أسماؤهم بالفساد، كما أشار إلى حصر العضوية في اللجنة التنظيمية على أحزاب وجهات معينة، واقترح إيجاد ميثاق شرف بين أحزاب اللقاء المشترك بعضها البعض وبينها والشباب. الدكتور المتوكل نبه من جهته إلى ضرورة التمييز بين رفض الحزبية ورفض الممارسة الحزبية مؤكداً بأن الحزبية والتعددية هي سنة كونية ومظهر ضروري من مظاهر المجتمع المدني، ولكنه تحدث عن سوء بعض الممارسات الحزبية والتي عزى السبب فيها إلى أن بعض الأحزاب نشأت تاريخياً في ظروف سرية ولهذا لم يكن يعنيها القاعدة الشعبية وإنما كانت تسعى "لانقلابات عسكرية " كما أنها عانت من التعبئة السيئة تجاه الآخر داعياً إياها إلى تجاوز ذلك والانتقال إلى ثقافة الحوار وممارسته داخل الأحزاب وبين الأحزاب بعضها البعض، كما دعا إلى رفض ثقافة الإقصاء والعداء وبث روح التقبل والتسامح بين الجميع منوهاً إلى أن هذا هو دور الشباب، ونبه الدكتور المتوكل إلى سعي السلطة لإظهار الصورة وكأنها أزمة بين السلطة والمعارضة بينما الحقيقة هي إنها ثورة شعب على نظام مذكراً بمراحل الثورة وتخوف الأحزاب أن تنضم لها من بدايتها حتى لا يخشاها الشباب مشيراً إلى ما تعرضت له الأحزاب من نقد وهجوم شديد لعدم انضمامها وما أن أعلنت وطلبت من قواعدها الالتحام مع الشباب بدأت مخاوف الشباب من انضمامهم، وأكد الدكتور المتوكل على ضرورة تحاور الشباب فيما بينهم للاتفاق على مطالب معينة تمثلهم وتقديم قيادة لتتحاور باسمهم ما لم فمن الصعب أن يتحاور المشترك أو غيره معهم لافتاً إلى حرص المشترك على مشاركة الشباب في أي خطوة أو مبادرة أو تفاوض، مؤكدأ بأنهم سيصبحون الأقوى ولن يتمكن احد من تجاوزهم لو اتفقوا على من يمثلهم. الأستاذ محمد المنصور حيا صمود الشباب وتضحياتهم قائلاً بأن الثورة اليمنية مميزة وهي أطول ثورة عربية، وقد أفرزت صورة جديدة عن اليمن غير تلك التي حرص النظام على تصديرها، وتحدث عن تجربة الأحزاب الستة المنضوية في اللقاء المشترك وكيف أنهم حرصوا على تجنب سلوك النظام والذي زرعه في اليمن من إقصاء وتهميش داعياً الشباب أيضاً إلى رفض هذا الإرث وتجنب الوقوع فيه من جديد لأنه جعلنا في النهاية مقسمين إلى هويات متعددة لا يجمعها سوى البحث عن تحقيق ذاتها في إطار من الفوضى فهذا حزبي وهذا قبيلي وهذه مرأة إلى غيرها من التقسيمات، وأشار إلى توصل الجميع لقناعة مفادها انه من المستحيل إلغاء الأخر، مؤكداً استحالة أن يفكر اللقاء المشترك في الالتفاف على ثورة الشباب، كما استحضر تجربة اللقاء المشترك مع "الحراك الجنوبي السلمي" وبقاء المشترك داعماً له دون أن ينضم رسمياً له ونوه إلى أن كثير من أعضاء الحراك الجنوبي هم من قواعد المشترك، وأكد في ختام حديثه على أنه لا حاجة لفرض مسافة بين الأحزاب والشباب لان ما يجمعهم الآن هو هدف واحد سيتحقق بتوحد الجميع شباب وقبائل وأحزاب. الندوة التي أدارتها الأستاذة الهام الكبسي حضرها عدد من الشخصيات الأكاديمية والشباب وناشطين وقد شارك بعضهم بمداخلات وأسئلة تمحورت كلها حول علاقة الشباب بالأحزاب وتم الإجابة عليها من قبل المتحدثين.