أثار رفض جماعة الإخوان المسلمين المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني وعدم مشاركتها في مؤتمر الوفاق القومي بالإضافة إلى وصف القيادي الإخواني الدكتور عصام العريان الحوار بأنه "مكلمة"، غضب القوى السياسية حيث وصفوا ذلك بأنه "تعالي" من الإخوان على الشعب المصري سيؤدي إلى فرض عزلة بينهم وبين المجتمع. الكاتبة الكبيرة سكينة فؤاد -نائب رئيس حزب الجبهة-، أكدت أنه علي الإخوان ألا ينعزلوا وأن يكونوا جزءا من جبهة واحدة تعمل لصالح الوطن إلا إذا كانت هناك مصالح خاصة يسعون إلي تحقيقها تهدد مصلحة الوطن وتتناقض معها ومع التحضير لأن يكون مجلس الشعب القادم معبراً عن جميع القوي الوطنية وعدم استئثار قوي معينة بمقاعد البرلمان.
وشددت على أن هذه اللحظة تقتضي بأن تتكاتف كل القوي الوطنية وكل الأمناء علي مصلحة الوطن ،لحماية الثورة من المخاطر التي تتعرض لها من القوي الداخلية والخارجية .
أما حسين عبد الرازق –الأمين العام السابق لحزب التجمع- فقال أنه من الواضح أن الوضع الذي أصبح فيه الإخوان المسلمين بعد ثورة 25 يناير والدور المؤثر الذي يلعبونه مع المجلس العسكري والمجالات الجديدة التي فتحت أمامهم أصابتهم بنوع من الغرور والتعالي وكشف عن موقفهم الحقيقي من الديمقراطية والعمل المشترك حيث توالت المواقف التي بدوا فيها وكأنهم يتعاملون مع الآخرين وهم على القمة يملكون مفاتيح الدنيا والآخرة أما جميع الأحزاب والحركات والتيارات فهي على السفح.
وأكد عبد الرازق أن الإخوان بذلك يرتكبون خطأ سوف يدفعون ثمنه لأن القوة الحقيقية في مصر هي الشعب الذي قام بالثورة وما يفعلونه سيؤدي بهم إلى عزلة.
في حين قال أيمن نور-مؤسس حزب الغد والمرشح للرئاسة- أن للإخوان مواقف محترمة قبل الثورة تحسب لهم كمشاركتهم للقوي السياسية في مقاطعة انتخابات البرلمان المزورة ،والمشاركة بالجمعية الوطنية للتغيير وجمع التوقيعات علي بيان التغيير ،وأن تغيير سياسة الإخوان واختلاف مواقفهم بعد الثورة لتحقيق مصالحهم الشخصية وترتيب أوراقهم للفوز بمقاعد البرلمان.
وقال عمرو هاشم ربيع الخبير السياسي ان عدم حضور الاخوان فى المؤتمرات التى يتم دعوتهم اليها و منها مؤتمر الحوار الوطنى و مؤتمر الوفاق الوطنى يعتبر نوع من التعالى المتعمد و الواضح و المتكرر على القوى السياسية و الذى كان موجودا قبل الثورة و لايزال موجودا بعدها.
وأضاف ربيع ان السبب وراء تعالى الاخوان على الاحزاب و القوى الساسية الاخرى اما لاثبات امكانية انهم يستطيعوا كسب اغلبية المواطنين فى صفهم اما خشية من ان يقوم الاخرين بفرض شروط عليهم قد يتناولها العمل الجماعى و العمل الائتلافى مشيرا الى انه في العمل الجماعى و الائتلافى يطالبون تنازلات متبادلة.
كما أضاف أنه من الممكن استبعادهم و عدم دعوتهم مرة أخرى لأى مؤتمر يجمع القوى السياسية ردا على موقفهم.