قالت مجموعة قبلية في اليمن إنها سيطرت على معسكر للجيش على بعد 100 كيلومتر خارج العاصمة صنعاء بعد اشتباكات تغلبت فيها على قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس علي عبد الله صالح. وقال الزعيم القبلي الشيخ حامد عاصم لرويترز إن مقاتليه قتلوا قائد المعسكر وأصابوا جنودا في الحرس الجمهوري بينما قتل ستة من رجاله في الاشتباك بنيران المدافع الرشاشة وقذائف صاروخية.
ويأتي ذلك بعد معارك في الشوارع استمرت أياما في صنعاء وأسفرت عن مقتل 80 على الأقل.
وكانت حدة المعارك بين القبائل الموالية لشيخ مشايخ قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر وقوات الرئيس صالح تراجعت الخميس في صنعاء، في وقت تضاعفت فيه النداءات المطالبة برحيل صالح. وتزامن ذلك مع دعوة شباب الثورة السلمية إلى حشدٍ مليوني اليوم تحت شعار "جمعة سلمية الثورة".
وبعد ثلاثة أيام من المواجهات العنيفة التي خلفت عشرات القتلى والجرحى، عاد الهدوء المشوب بالحذر إلى العاصمة عشية يوم تحرك شعبي مقرر الجمعة بين أنصار صالح ومعارضيه.
وكانت قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس صالح قد جددت أمس قصفها لمنطقة الحيمة غربي صنعاء.
انفجار
وفي تطور آخر قالت وزارة الدفاع اليمنية في بيان على الإنترنت إن 28 شخصا على الأقل قتلوا في انفجار فجر الخميس بمنطقة لتخزين أسلحة في صنعاء، كما سمع دوي انفجارات متفرقة في العاصمة قرب منطقة الاحتجاجات حيث يطالب آلاف المعتصمين بتنحي صالح.
ونقل مراسل الجزيرة نت في صنعاء عبده عايش عن مصادر قبلية القول إن هاشم عبد الله الأحمر شقيق زعيم قبيلة حاشد والحارس الشخصي السابق للرئيس صالح والنائب البرلماني عن حزب المؤتمر بمحافظة عمران، هو من يتولى قيادة المجاميع المسلحة القبلية التي تجابه قوات الرئيس.
وأشارت المصادر إلى تمكن هاشم الأحمر من بسط سيطرته على مقرات تسع وزارات ومقرات حكومية، بينها الداخلية والإدارة المحلية والصناعة والسياحة، إلى جانب السيطرة على المقر الرئيسي لحزب المؤتمر الحاكم، ووكالة سبأ، ومعسكر النجدة، وشركة الطيران اليمنية، ومصلحة أراضي الدولة.
نزوح
وترافق ذلك مع حركة نزوح كبيرة للمواطنين من صنعاء، حيث غادرها الكثير من الأسر إلى محافظات أخرى، بينما نزح قاطنو حي الحصبة إلى أحياء بعيدة، واتجه آخرون نحو القرى والأرياف هروبا من جحيم المعارك والقذائف الصاروخية.
وكان عبد القوي القيسي مدير مكتب الشيخ الأحمر أفاد في تصريح له بأن 45 قتيلا ومئات الجرحى تكبدها أنصار الأحمر خلال ثلاثة أيام من المعارك والقصف الذي طال منزل الأحمر ومحيطه.
وذكرت مصادر قبلية أن ستة أشخاص قتلوا بيد مسلحين في معارك عنيفة دارت أمس في منطقة أرحب شمال العاصمة صنعاء، مع لواءين عسكريين من الحرس الجمهوري الذي خسر 12 جنديا وثلاث دبابات وعربات عسكرية.
الحرب الأهلية
وبينما استبعد الأحمر جر البلاد إلى حرب وأعلن استعداده لوقف إطلاق النار إذا التزم الرئيس بذلك، حذر المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك المعارض في اجتماع طارئ له من إصرار الرئيس صالح على جر البلاد إلى أتون حرب أهلية.
وأكد المجلس في بيان له رفضه للعنف ودعمه لسلمية الثورة الشعبية في اليمن. وحمل اللقاء المشترك النظام اليمني المسؤولية الكاملة عن ممارسات العنف وافتعال المعارك والحروب بين اليمنيين.
وأدان البيان عدوان قوات النظام على المناطق والقرى الآمنة، واستهدافها المتكرر والمتعمد للقيادات القبلية والوحدات العسكرية التي أعلنت تأييدها لثورة الشباب السلمية.
ودعت المعارضة الشعب اليمني بكل فئاته إلى الالتفاف حول ثورتهم السلمية، وقطع الطريق على كل محاولات الزج باليمنيين إلى الاقتتال فيما بينهم.
وطالب مجلس المعارضة المجتمع الدولي ومجلس الأمن بدعم الشعب اليمني وحقه في التغيير وبناء دولته المدنية وتلبية طموحاته وتطلعاته.
من جانبهم دعا شباب الثورة السلمية إلى حشد مليوني الجمعة تحت مسمى "جمعة سلمية الثورة"ن ودعوا من تضرر من قصف قوات صالح إلى الالتحاق بالساحات لمساندتهم وحمايتهم، في حين دعا الموالون للنظام اليمنيين إلى التظاهر لدعم "النظام والقانون".
قلق دولي
ومع تصاعد العنف قررت دولة قطر الخميس تعليق عمل سفارتها في صنعاء مؤقتا وسحب العاملين فيها إلى أن تتوقف أعمال العنف في اليمن.
أما بريطانيا فدعت رعاياها الخميس إلى مغادرة اليمن فورا بسبب تزايد العنف، وقالت إنها ستقلص عدد العاملين في سفارتها هناك.
ودعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الخميس أطراف النزاع الدامي في اليمن إلى "الوقف الفوري لأعمال العنف".
من جهتها، طالبت مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون الخميس بالرحيل الفوري للرئيس صالح وحثته على "الإصغاء" لمطالب اليمنيين وأصدقاء اليمن.
وكانت فرنسا قد أعربت عن "أسفها" "للمعارك الجارية في صنعاء"، وحملت صالح "المسؤولية الكاملة" عن الأزمة السياسية في البلاد والناجمة عن رفضه التوقيع على المبادرة الخليجية التي تقضي بتنحيه عن السلطة