تتواصل في مدينة تعز للأسبوع الثاني على التوالي التظاهرات الاحتجاجية المطالبة بإقالة مدير الأمن الملاحق قضائياً "عبد الله قيران" بعد أن تلطخت يديه بدماء أبناء تعز المسالمين، ووقوفه وراء حالة الانفلات الأمني التي تعيشها المدينة منذ ارتكابه جريمة إحراق ساحة الحرية في التاسع والعشرون من مايو الماضي والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 60 معتصماً وإصابة المئات. واستقدم "قيران" بلاطجة من محافظتي عمران وصنعاء لتنفيذ مخططه الإجرامي، الذي يديره بالاشتراك مع قائد معسكر الحرس الجمهوري بتعز "مراد العوبلي"، ويستهدف قتل النفس المحرمة ونهب الممتلكات العامة والخاصة، في محاولة يائسة ومكشوفة للإساءة لثورة التغيير السلمية. وتظاهر الآلاف صباح اليوم في مسيرة حاشدة جابت شوارع المدنية مرددين هتافات منها "يا قيران يا بلطجي با نجيلك بانجي" و "يا جبران يا حاشدي بنجيلك با نجي". يأتي هذا في حين تواصل قوات الحرس الجمهوري المتمركزة في كثير من المؤسسات والمستشفيات الحكومية قصف ساحة الحرية والأحياء السكنية المجاورة لها، بعد أن تمكن شباب الثورة من استعادتها الثلاثاء الماضي وإعادة الاعتصام فيها بعد أكثر من أسبوعين من اقتحام قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري للساحة وإحراق الخيام فيها. وشهدت مدينة تعز بعد منتصف ليلة أمس قصفا لقوات الحرس الجمهوري بقذيفة (بازوكا) على مبنى مكونة من ستة طوابق في شارع جمال قرب فندق ديلوكس، كما أطلقت أطقم عسكريه النيران بشكل عشوائي مساء أمس أيضاً على المواطنين المارة في منطقة كلابه، في وقت تدور فيه اشتباكات عنيفة بين قوات الحرس ومسلحون قبليون بشارع الستين الممتد من مفرق الذكره وحتى مفرق شرعب. وقال مراسل الصحوة نت في مدنية تعز إن قوات الحرس الجمهوري المتمركزة في مستشفى الثورة، الذي حولته إلى ثكنة عسكرية بعد أن طردت موظفيه ونزلائه من المرضى، تبدأ يوميا في الساعات الأولى من الفجر بقصف لأحياء السكنية المجاورة لساحة الحرية مما أدى إلى حدوث أضرار جسيمه بمبنى العلوم الإدارية مساء أمس. وكشف المراسل عن تحركات واسعة في الأوساط السياسية والحقوقية والحزبية في مدنية تعز لإيقاف جرائم الأمن والحرس المتواصلة في المدينة، لافتا إلى أن اجتماعاً موسعا لمشائخ ووجهاء وبرلمانيو تعز بالإضافة إلى وقيادات حزبيه عُقد صباح اليوم، ناقش جرائم الأمن والحرس المتواصلة بحق المدنيين السلميين، وحمل مدير الأمن "قيران" مسئولية الأحداث الأخيرة في المدينة باعتبارها المسئول الأول عنها. كما أكد الاجتماع على ضرورة إقالة "قيران" وتوجيه رسالة إلى نائب الرئيس "عبدربه منصور هادي" بشأن ذلك، محذرين من تداعيات بقاءه.