الفيلسوف الفرنسي آندره غلوكسمن قلق من الحالة في مخيم أشرف. ويقول إن أشرف هو معيار للوضع العراقي الذي تركته أمريكا. وقال آندره غلوكسمن في مقال نشرته صحيفة «فيغارو» الفرنسية: «القوات الأمريكية أنهت مهماتها في العراق دون ضجيج: لا انتصار علني ولا هزيمة رسمية. وأضاف المقال: أوباما الآن يستطيع أن يعكف على الانتخابات لولاية ثانية لأن الاستهداف لسفك دماء من جديد في بغداد كان ينتظر انسحاب الجنود الأمريكان.. فأكبر قوة عظمى في العالم قد دفعت ثمناً باهظا ل "هذا الانسحاب الهادئ" لأنها أيدت حكومة المالكي مباشرة تلك الحكومة التي صنيعة للحكومة الدينية في إيران وليست ديمقراطية يمكن الثقة بها.. إن الرجعية الطائفية والدينية تتربص وسط مؤامرات بوليسية واستهداف الإنسان في قمة الحكومة.. المالكي لا يريد نزع فتيل التصعيد وإنما يريد إبراز سلطته ويقدم المزيد من الخدمة لمسانديه في طهران وهكذا يهاجم على الضعاف.. انه ومنذ شهور يهدد حوالي 3500 من الرجال والنساء في مخيم أشرف للاجئين بالتشتيت والتسليم إلى إيران.. إنهم وإزاء تعهد خطي بالحماية واللجوء، سلموا أسلحتهم للأمريكيين إلا أن الجيش الأمريكي تركهم وشأنهم متجاهلاً هذا التعهد وهم الآن أصبحوا عرضة للإيذاء والهجمات من قبل حكومة بغداد بينما حكومة طهران متعطشة بدمائهم. وبينما سماء أشرف أصبحت ملبدة بالغيوم فان واشنطن تنأى بنفسها عن القضية.. فهل الأممالمتحدة والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين وأوربا لا يعرفون أن هناك جرائم في طريقها للوقوع؟ إنهم يتفاوضون ونتمنى أن ينجحوا في الالتزام بحماية الأفراد الغير مسلحين الذين يتعرضون للخطر.. على أمل أن لا يكون في حال استعداد لذريعة لتبرير تقاعسهم الدائم.. إن مصير أشرف يعتبر معياراً.. فهل عهد المذابح سيستأنف في العراق؟ فكل شيء غير معلوم…»