قمة روما ويوفنتوس تشعل الصراع الأوروبي    أول تعليق من رونالدو بعد التأهل لنهائي كأس الملك    جامعة صنعاء تثير السخرية بعد إعلانها إستقبال طلاب الجامعات الأمريكية مجانا (وثيقة)    اليوم الإجتماع الفني لأندية الدرجة الثالثة لكرة القدم بساحل حضرموت    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انهيار سريع وجديد للريال اليمني أمام العملات الأجنبية (أسعار الصرف الآن)    جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    بن الوزير يدعم تولي أحد قادة التمرد الإخواني في منصب أمني كبير    وفي هوازن قوم غير أن بهم**داء اليماني اذا لم يغدروا خانوا    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    الخطوط الجوية اليمنية توضح تفاصيل أسعار التذاكر وتكشف عن خطط جديدة    الانتقالي يتراجع عن الانقلاب على الشرعية في عدن.. ويكشف عن قرار لعيدروس الزبيدي    سفاح يثير الرعب في عدن: جرائم مروعة ودعوات للقبض عليه    مقتل واصابة 30 في حادث سير مروع بمحافظة عمران    خطوة قوية للبنك المركزي في عدن.. بتعاون مع دولة عربية شقيقة    يمكنك ترك هاتفك ومحفظتك على الطاولة.. شقيقة كريستيانو رونالدو تصف مدى الأمن والأمان في السعودية    غارسيا يتحدث عن مستقبله    احتجاجات "كهربائية" تُشعل نار الغضب في خورمكسر عدن: أهالي الحي يقطعون الطريق أمام المطار    العليمي: رجل المرحلة الاستثنائية .. حنكة سياسية وأمنية تُعوّل عليها لاستعادة الدولة    الكشف عن قضية الصحفي صالح الحنشي عقب تعرضه للمضايقات    الحوثيون يعلنون استعدادهم لدعم إيران في حرب إقليمية: تصعيد التوتر في المنطقة بعد هجمات على السفن    مخاوف الحوثيين من حرب دولية تدفعهم للقبول باتفاق هدنة مع الحكومة وواشنطن تريد هزيمتهم عسكرياً    دوري ابطال اوروبا: دورتموند يحسم معركة الذهاب    مبلغ مالي كبير وحجة إلى بيت الله الحرام وسلاح شخصي.. ثاني تكريم للشاب البطل الذي أذهل الجميع باستقبال الرئيس العليمي في مارب    الرئيس الزُبيدي يعزي رئيس الإمارات بوفاة عمه    مكتب التربية بالمهرة يعلن تعليق الدراسة غدا الخميس بسبب الحالة الجوية    رئاسة الانتقالي تستعرض مستجدات الأوضاع المتصلة بالعملية السياسية والتصعيد المتواصل من قبل مليشيا الحوثي    مأرب ..ورشة عمل ل 20 شخصية من المؤثرين والفاعلين في ملف الطرقات المغلقة    عن حركة التاريخ وعمر الحضارات    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    بعد شهر من اختطافه.. مليشيا الحوثي تصفي مواطن وترمي جثته للشارع بالحديدة    رئيس الوزراء يؤكد الحرص على حل مشاكل العمال وإنصافهم وتخفيف معاناتهم    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    الذهب يهبط إلى أدنى مستوى في 4 أسابيع    الشيخ الزنداني يروي قصة أول تنظيم إسلامي بعد ثورة 26سبتمبر وجهوده العجيبة، وكيف تم حظره بقرار روسي؟!    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    هربت من اليمن وفحصت في فرنسا.. بيع قطعة أثرية يمنية نادرة في الخارج وسط تجاهل حكومي    كأس خادم الحرمين الشريفين ... الهلال المنقوص يتخطى الاتحاد في معركة نارية    وزير المالية يصدر عدة قرارات تعيين لمدراء الإدارات المالية والحسابات بالمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي    تنفيذية انتقالي لحج تعقد اجتماعها الدوري الثاني لشهر ابريل    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    بنوك هائل سعيد والكريمي والتجاري يرفضون الانتقال من صنعاء إلى عدن    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انظر كيف تتهاوى عروش الجبابرة الطغاة ؟؟.. إنّ في ذلك لذكرى

"حضرموت اون لاين / بحث أعده :أبو إبراهيم محمد بن صالح بن عبد الله بابحر – خطيب جامع سميح بحي السّحيل – سيئون"
في هذا البحث سأسلط الضوء على أسباب هلاك الدول والملوك ودمار الشعوب والأمم , من الناحيتين : الناحية الشرعية , والسنن الإلهية .
ثم أربط بينها وبين ما نراه اليوم من تهاوي الدول واحدة بعد الأخرى , حيث وأن بعضها قد سقط وغرق في محيطات النسيان , والبعض الآخر آيل إلى الغرق والسقوط , والثالث ينتظر مصيره , في عالم متقلب , وصراعات متسارعة , وتاريخ لا يجامل , بل يسطر على كل أحد محاسن عمله ومساوئه , ويثبت لكل دولة ومملكة أيام أمجادها وساعات انتكاساتها .
جاء في "تفسير المنار" للسيد رشيد رضا – رحمه الله – (10 / 38-39):" إن الله تعالى برحمته قد وضع لسِيَر الأمم سنناَ متبعة ثم قال:{ وَلَنْ تجَْدَ لِسُّنةِ اللهِ تَبْدِيلاً }.
أرشدنا سبحانه في محكم آياته إلى أن الأمم ما سقطت من عرش عزها ، ولا بادت ومحي اسمها من لوح الوجود إلا بعد نكوبها عن تلك السنن التي سنها الله على أساس الحكمة البالغة ، { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ } من عزة وسلطان ورفاهة وخفض عيش وأمن وراحة ، { حَتَّى يُغَيِّرُوا } أولئك { مَا بِأَنْفُسِهِمْ } [الرعد:11]. من نور العقل ، وصحة الفكر ، وإشراق البصيرة ، والاعتبار بأفعال الله في الأمم السابقة ، والتدبر في أحوال الذين جاروا عن صراط الله فهلكوا ، وحل بهم الدمار ، ثم لعدولهم عن سنة العدل ، وخروجهم عن طريق البصيرة والحكمة ، حادوا عن الاستقامة في الرأي ، والصدق في القول ، والسلامة في الصدر ، والعفة عن الشهوات ، والحمية على الحق ، والقيام بنصره ، والتعاون على حمايته ، خذلوا العدل ، ولم يجمعوا هممهم على إعلاء كلمته ، واتبعوا الأهواء الباطلة ، وانكبوا على الشهوات الفانية ، وأتوا عظائم المنكرات ، خارت عزائمهم ، فشحّوا ببذل مهجهم في حفظ السنن العادلة واختاروا الحياة في الباطل على الموت في نصرة الحق ، فأخذهم الله بذنوبهم ، وجعلهم عبرة للمعتبرين .
هكذا جعل الله بقاء الأمم ونماءها في التحلي بالفضائل التي أشرنا إليها ، وجعل هلاكها ودمارها في التخلي عنها .
سنةٌ ثابتةٌ لا تختلف باختلاف الأمم ، ولا تتبدل بتبدل الأجيال ، كسنته تعالى في الخلق والإيجاد ، وتقدير الأرزاق ، وتحديد الآجال .
علينا أن نرجع إلى قلوبنا ، ونمتحن مداركنا ، ونسبر أخلاقنا ، ونلاحظ مسالك سيرنا ، لنعلم هل نحن على سيرة الذين سبقونا بالإيمان ؟.
هل نحن نقتفي أثر السلف الصالح ؟.
هل غير الله ما بنا قبل أن نغير ما بأنفسنا ، وخالف فينا حكمه ، وبدل في أمرنا سنته ؟.
حاشاه وتعالى عما يصفون ، بل صدقنا الله وعده ، حتى إذا فشلنا وتنازعنا في الأمر ، وعصيناه من بعد ما أرى أسلافنا ما يحبون ، وأعجبتنا كثرتنا فلم تغن عنا شيئا ، فبدل عزنا بالذل ، وسُمُوّنا بالانحطاط ، وغِنانا بالفقر ، وسيادتنا بالعبودية .
نبذنا أوامر الله ظهرياً ، وتخاذلنا عن نصره ، فجازانا بسوء أعمالنا ، ولم يبق لنا سبيل إلى النجاة إلاّ الإنابة إليه ".
سفينة الحياة
نحن جميعاً نعيش في سفينة هذه الحياة , نشترك في حلوها ومرها , ونتقلب بين أتراحها وأمراحها , ونشرب من كأس حزنها وسرورها .
ولا بد لنا بعد ذلك من ربّان خبير , وسائق أمين , وغواص ماهر , يسري بالسفينة إلى بر الأمان .
ولا بد أن يتعايش ركابها ,ويتوافق من على متنها , على مبدأ البر والتقوى , حتى يسلموا ويأمنوا .
فإن خان الأمين , وتنازع الرُّكاب فاليبشروا جميعاً بالمصير الواحد .
قال الشاعر :
إذا جار الأمير وكاتباه *** وقاضي الأرض داهن في القضاء
فويلٌ ثم ويلٌ ثم ويلٌ *** لقاضي الأرض من قاضي السماء
ولقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه السفينة , ولمن هم على متنها مثلاً , فقال صلى الله عليه وسلم :( مثل القائم على حدود الله و الواقع " و في رواية : و الراتع " فيها و المدهن فيها " كمثل قوم استهموا على سفينة في البحر فأصاب بعضهم أعلاها و أصاب بعضهم أسفلها " و أوعرها " فكان الذين " في أسفلها إذا استقوا من الماء فمروا على من فوقهم فتأذوا به " و في رواية : فكان الذين في أسفلها يصعدون فيستقون الماء فيصبون على الذين في أعلاه فقال الذين في أعلاها : لا ندعكم تصعدون فتؤذوننا " ، فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا فاستقينا منه و لم نؤذ من فوقنا " و في رواية : و لم نمر على أصحابنا فنؤذيهم " فأخذ فأسا فجعل ينقر أسفل السفينة ، فأتوه فقالوا : مالك ؟ قال : تأذيتم بي و لابد لي من الماء . فإن تركوهم و ما أرادوا هلكوا جميعا و إن أخذوا على أيديهم نجوا و أنجوا جميعا ".
[ قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 109 - ح69: رواه البخاري ( 2 / 111 ، 164 ) و الترمذي ( 2 / 26 ) و البيهقي ( 10 / 288 ) و أحمد ( 4 / 268 ، 270 ، 273 ) عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم ].
سُنّة اللّه
إن هناك سنناً لا تتغير ولا تتبدل , بل تمضي بمضي التاريخ والزمان , ومن ذلك سنة الله في الدول والأمم والملوك والشعوب.
من حيث الانتشار والانحسار , والهزيمة ولانتصار , والبقاء والسقوط , وهكذا.
وقد عنى القرآن الكريم ببيان هذا , لاستلهام العبرة والعظة .
فقال جل وعلا في سورة يوسف: ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ ).
وقال جل وعلا: ( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً ) .
وقال سبحانه وتعالى: (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ).
ونَبّه الله تعالى إلى أن تلك السُّنن قائمةٌ على الأسباب والمقدمات , و متى ما وجدت الأسباب كانت النتائج .
ولذلك يقول جل وعلا منبهاً لهذا الأمر :( سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً ).
ويقول جل وعلا:( سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً) .
ويقول سبحانه:( فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً ) .
فهي سُننٌ كونيةٌ تمر في حياة الناس، وفي حياة المسلمين خاصّة، وقلّما يعتبر معتبرٌ ويتذكّر متذكرٌ .
من ذاكرة التاريخ
كم حفظت لنا ذاكرة التاريخ من أسماء الدول , وأسماء الأمراء والملوك والسلاطين والرؤساء والوزراء , ولكن .. إن ذهبت تفتش عنهم اليوم .. أين هم !! وأين دولهم وحكوماتهم !!؟.
ذهبت أدراج الرياح , وطويت كطي البسط , إما على يد عدو أو على يد صديق , إما رغبةً أو عُنوةً .
لكل شيء إذا ما تم نقصانُ *** فلا يغِرّ بطيب العيش إنسانُ
هي الأمور كما شاهدتها دولٌ *** من سره زمن ساءته أزمانُ
وهذه الدار لا تبقي على أحدٍ *** ولا يدوم على حال لها شانُ
أين الملوك ذوي التيجان من يمنٍ *** وأين منهمْ أكاليل وتيجان
أتى على الكل أمرٌ لا مرد لهُ ***حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا
فجائعُ الدهر أنواعٌ منوعةٌ ***وللزمان مسراتٌ وأحزانُ
فَعَبْر القرون الخوالي : سقطت أكثر من ثلاثين دولة مسلمة بداية من مأساة الأندلس، مروراً في واقعنا المعاصر بمأساة المسلمين في فلسطين، وها نحن نشهد مأساة المسلمين في أفغانستان، وفي العراق , وها نحن ذا نشاهد سقوطاً مدوياً لدول معاصرة , مع اختلاف الزمان والأسباب .
وأما سقوط الحكّام والعظماء , فهاكم بعض أسماء حكّام دولة واحدة من تلك الدول كمثال لغيرها .
فهذه الدولة العباسية التي بلغت من العز والمجد غايته , وقد حكمها ثمانية و ثلاثون خليفة بالعراق وسبعة عشر خليفة بمصر .
انظر إلى ما آل إليه حال بعض أولئك الحكام :
فهذا الخليفة العباسي العاشر : جعفر المتوكل على الله بن المعتصم بالله قتل , ثم ولده المنتصر بالله بن المتوكل على الله قتل 247 – 248 ه . ثم عمه أحمد المستعين بالله بن محمد المعتصم بالله خُلع ثم قُتل 248 – 252 ه . ثم ابن أخيه المعتز بالله بن المتوكل على الله قتل صبراً 252- 255 ه . ثم محمد المهتدي بن الواثق بالله قتل 255 – 256 ه . وهذا عبد الله المعتز ابن الراضي بالله ولي الخلافة يوماً واحدا فلم يهنأ بها ولا ذاق طعمها 296 ه .
ثم جاء دور سمل الأعين وتكحيلها :
فالمستكفي بالله بن المكتفي عبد الله أبو القاسم , سُملت عيناه وسجن حتى مات 333 – 334 ه .
وهذا القاهر بالله ؛ قال في " شذرات الذهب في أخبار من ذهب " (2 / 349): القاهر بالله أبو منصور محمد بن المعتضد بالله أحمد بن طلحة بن جعفر العباسي , سُملت عيناه وخلع في سنة اثنتين وعشرين وكانت خلافته سنة وسبعة أشهر وكان ربعة أسمر أصهب الشعر طويل الأنف فاتكاً ظالماً سيء السيرة , كان بعد الكحل والعمى يحبس تارة ويترك أخرى , فوقف يوماً بجامع المنصور بين الصفوف وعليه مبطنة بيضاء , وقال: تصدقوا عليّ فأنا من عرفتم. فقام أبو عبد الله بن أبي موسى الهاشمي فأعطاه خمسمائة درهم ؛ ثم منع لذلك من الخروج فقيل إنه أراد أن يشنّع بذلك على المستكفي ولعله فعل ذلك في أيام القحط , توفي في جمادى الأولى وله ثلاث وخمسون سنة .
وفي " النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة "(1 / 355) سنة 332: وفيها استوحش الناس من الخليفة القاهر بالله، ولا زالوا به حتى خلعوه في يوم السبت ثالث جمادى الأولى , وسملوا عينيه حتى سالتا على خديه فعمي , وهو أول خليفة سملت عيناه , وسملوه خوفاً من شره , فكانت خلافته إلى حين سُمل سنة وستة أشهر وسبعة أيام أو ثمانية أيام , وبويع بالخلافة من بعده ابن أخيه الراضي بن المقتدر جعفر والراضي المذكور اسمه محمد.
قال الصولي : كان القاهر هَرِجاً سافكاً للدماء محباً للمال قبيح السيرة كثير التلون والاستحالة مدمنا على شرب الخمر فإذا شربها تغيرت أحواله وذهب عقله .
من أسباب زوال الدول والملوك
1- الكفر بالله :
قال الله تعالى:{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }.
وقال تعالى:{ وَمَن كَفَرَ فَلا يَحْزُنكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ }.
وقال تعالى:{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ * كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ }.
قال ابن كثير : والمعنى في الآية: أن الكافرين لا تغني عنهم الأولاد ولا الأموال، بل يهلكون ويعذبون، كما جرى لآل فرعون ومن قبلهم من المكذبين للرسل فيما جاؤوا به من آيات الله وحججه.
فرعون المثال القديم للدولة الكافرة :
قيل:" كان أولاً يدعو النّاس إلى عبادة الأصنام ثم دعاهم إلى عبادة البقر فكانت تعبد ما كانت شابة فإذا هرمت أمر بذبحها , ثم دعا بأخرى لتعبد ثم لما طال الزمان قال:" أنا ربكم الأعلى " ".
قال في تفسير " روح المعاني " (19/74):" والذي يغلب على الظنّ ويقتضيه أكثر الظواهر أنّ اللعين كان يعرف الله عز وجل، وأنّه-سبحانه- هو خالق العالم، إلاّ أنّه غلبت عليه شقوته،وغرتّه دولته،فأظهر لقومه خلاف علمه، فأذعن منهم له من كثر جهله ونزر عقله.
ولا يبعد أن يكون في الناس من يذعن بمثل هذه الخرافات ولا يعرف أنها مخالفة للبديهيات... وأمّا من له عقل منهم ولا يخفى عليه بطلان مثل ذلك فيحتمل أن يكون قد وافق ظاهراً لمزيد خوفه من فرعون، أو مزيد رغبته بما عنده من الدنيا ".
لقد كان فرعون أول الممتنعين عن قبول الحق، وأول الداعين إلى رفضه وعدم قبوله ترفعاً وتكبراً وتعظّماً عن الإيمان بالله وعبادته،وكان من الآثمين الخاطئين .
يقول تعالى: { ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ * فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ * فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ } .
مصطفى كمال أتاتورك نموذجاً في العصر الحاضر :
يرجع أصله إلى يهود الدونمة بتركيا , قضى على الخلافة الإسلامية , حارب الدين بجميع شعائره , ادعى لنفسه مكانة تضاهي العبودية .
ومن أعماله القبيحة :
1- نصب تماثيله في كل مكان.
2- رفع راية القومية التركية وإعادة عقائد الترك الوثنية القديمة مثل عبادة الذئب الأبيض (بوزقورت) الذي صوره على طوابع البريد، ووضعوا له الأناشيد وصاروا في المدارس يعتبرون جنكيز خان كإله، وكتبت عشيقته اليهودية (خالدة أديب) كتاباً سمته (طوران الجديدة)، وكتب (موئيز كوهين) (تكين ألب) اليهودي كتاب (الكمالية والروح التركية) وقال : إن رب الكمالية الذي عبدته منذ بدايتها هو القومية.
3- قطع صلة تركيا بالإسلام .
وخلاصة القول لقد كان يحكم وكأنه ليس في تركيا أحد.
كان يقول : أنا تركيا وتركيا هي أنا، أنا رئتها التي تتنفس بها، فكل محاولة لتدميري هي محاولة لتدمير تركيا.
يقول عرفان أوركا : إن أتاتورك قد اقتنع بأن كفاحه يجب أن يوجّه إلى الدين , وكان يعتقد من صغره أن لا حاجة إلى الله، وكان يقول: إن قوة العقل والإرادة تتغلبان على قوة الإله، وكان في آخر عهده يرفع قبضته ويشير إلى السماء ساخرا مهددا .
خاتمته : لقد أصيب بمرض الكبد – بسبب الكحول التي في الخمر- وأصبح الماء يجتمع في بطنه باستمرار، وصار يثور بسرعة عجيبة وضعفت ذاكرته وصار الدم ينزف من أنفه بلا انقطاع وأصيب بالأمراض الجنسية، وصار يحك بين فخذيه باستمرار .
كانت المياه القاتلة في جوف الكبد تتجمع فيسحبونها بالإبر، انتفخ بطنه وتورمت قدماه.
صار يضعف يوما بعد يوم ويستطيل وجهه ويختفي الدم منه ويبيض بياض العاج، ثم صار عاجزاً عن الحركة بمفرده
..كان يصيح صياحا يخترق شرفات القصر الذي يقيم فيه (دولمة باغجة) في القسطنطينية . وأصبح جلداً على عظم، وبقي يذوب ويصغر ويتفتت حتى يتحول إلى فضلة امتص ماؤها. كان وزنه عندما مات (48) كغم فقط، سقط طاقم أسنانه، فمه يكاد يصل إلى حاجبيه، أوصى أن لا يصلى عليه صلاة الجنازة، وفي يوم الخميس (10) نوفمبر سنة (1938م) الساعة التاسعة وخمس دقائق رحل أتاتورك من الدنيا ملعوناً في السماء والأرض .
قال تعالى:{ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ * وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ } وقال تعالى:{ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ }وقال تعالى:{ كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ * فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ }.
[انظر : المنارة المفقودة - د. عزام / قذائف الحق - محمد الغزالي ].


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.