قال ممثل "برنامج الغذاء العالمي" في اليمن، إنّ صنعاء هي أولى عواصم العالم التي قد تنفذ من المياه، وهي إحدى السلع الأساسية الحيوية التي ينبغي على الناس أن يجدوا طريقة للتزوّد بها، ولكنّ الأمر يكلّف ثروةً. واضاف جيان كارلو كيري ، أنّ العاصمة اليمنية قد تكون أول مدينة على الأرض تستنفذ مواردها المائية، في ظل نقص الفيول الذي يزيد من صعوبة استخراج هذه السلعة الأساسية الحيوية. هذا إلى جانب الأزمة الإنسانية التي تواجهها الدولة الصحراوية مع تحوّل الانتفاضة الطلابية فيها إلى نزاع سياسي عنيف، وبالتالي ارتفاع سعر السلع الأساسية. إلى ذلك، علا سعر القمح، المادة الغذائية الرئيسية في البلاد، بنحو 40% في غضون الأشهر الخمسة الماضية. وقال أما الآن، ومع ارتفاع درجات الحرارة في خلال فصل الصيف، تواجه اليمن مشكلة جديدة ألا وهي العثور على ما يكفي من الوقود لتشغيل المضخات التي تستخرج 60% من إمدادات المياه المخصصة للعاصمة من مئات الأمتار تحت الأرض. وترجع شحة المياة بالعاصمة إلى جملة من الأسباب تقف وراء المشكلة أهمها النمو السكاني المتسارع وتغير أنماط الاستهلاك في طرق استخدام الموارد المائية المتاحة المتمثلة بحفر الآبار العميقة والعشوائية التي استنزفت الخزانات الجوفية إضافة إلى تعرض الموارد للهدر الجائر خاصة في المجال الزراعي بالتوجه على زراعة المحاصيل التي تستهلك كمية كبيرة من المياه كالمانجو حيث أن زراعة القات تستهلك 30% من الموارد المائية في اليمن والعشوائية في بناء السدود سواءً من حيث الموقع أو التنظيم. وقد اقترح العديد من الخبراء لتوافر الكفاءة الاقتصادية في الاستخدام وترشيد الاستهلاك سواءً كان منزليا أو زراعيا أو صناعيا كما هو حاصل في معظم الدول الأوروبية الغنية بالمياه رفع التعرفة السعرية لفاتورة المياه حسب كمية الاستخدام والجهة المستخدمة منزلية – تجارية للحد من مشكلة المياه في اليمن، كما طالب الحكومة بمنع استيراد الحفارات ومنع الحفر العشوائي وأن تعتبر المياه مصدراً سيادياً ولا يجب الحفر إلا بترخيص.