كشفت دراسة علمية اجراها الدكتور خالد الصوفي أستاذ العلاقات العامة والاتصال السياسي المساعد كلية الإعلام – جامعة صنعاء أن الفضائيات الاخبارية غير اليمنية احتلت أهم مصدر لدى جمهور الشباب اليمني يستقي من خلالها المعلومات حول ثورات الربيع العربي بنسبة(33.9%) ثم الفضائيات اليمنية الخاصة في الترتيب الثاني بنسبة (15.5%) وفي الترتيب الثالث الفضائيات اليمنية الحكومية بنسبة (8.5 %) وتأتي في المركز الرابع مصادر الاتصال الشخصي بنسبة (7.0 %) وفي المركز الخامس تأتي مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة (6%) يليها بالتوالي الصحف اليمنية الأهلية ، الصحف اليمنية الحزبية ، المواقع الإخبارية والصحف الالكترونية اليمنية، الصحف والمواقع الالكترونية غير اليمنية، الإذاعات غير اليمنية، الصحف اليمنية الحكومية وفي الأخير الإذاعات اليمنية . واوضحت الدراسة المعنونة "دور وسائل الإعلام في تشكيل الصورة الذهنية للحكام العرب لدى الشباب اليمني بعد ثورات الربيع العربي" أن المهتمين جدا بمتابعة أخبار وتطورات ثورات الربيع العربي يأتون في المرتبة الأولى يليهم متوسطو الاهتمام ثم من لا يهتمون وان التعرض المرتفع لوسائل الإعلام لمتابعة أخبار وتطورات ثورات الربيع العربي جاء بنسبة (23,8%) , والمتوسط بنسبة (14,7%) , والمنخفض كان الأعلى بنسبة (61,5%). وتوصلت الدراسة التي قدمت في المؤتمر العلمى الدولى الثامن عشر التي نظمته كلية الإعلام بجامعة القاهرة تحت عنوان "الإعلام وبناء الدولة الحديثة" الاسبوع المنصرم الى تصدر الفضائيات الإخبارية غير اليمنية بقية وسائل الاتصال من ناحية ثقة جمهور الشباب اليمني بها في الحصول على المعلومات عن ثورات الربيع العربي بنسبة (15%) يليها القنوات الفضائية اليمنية الخاصة بنسبة (11.4%) بينما جاءت القنوات الفضائية اليمنية الحكومية ومصادر الاتصال الشخصي في الترتيب الثالث بنسبة (9.1%) لكل منهما وفي المركز الرابع الصحف اليمنية الأهلية بنسبة ( 8.1%) و تأتي الصحف اليمنية الحزبية في المركز الخامس بنسبة (7.8%) ثم مواقع التواصل الاجتماعي بالترتيب السادس بنسبة (7.9%). وفي الترتيب السابع تأتي المواقع الإخبارية والصحف الالكترونية اليمنية بنسبة (5.9%) ويأتي في المركز الثامن كل من الصحف الحكومية اليمنية والاذاعات اليمنية بنسبة (5.6%) لكل منهما بينما جاء في المركز التاسع كل من الصحف غير اليمنية والمواقع الالكترونية الإخبارية غير اليمنية بنسبة (5.3%) وفي المركز الأخير الاذاعات غير اليمنية بنسبة (4.7%) وتدل النتائج السابقة على فقدان ثقة الجمهور بوسائل الإعلام الحكومية بمختلف أنواعها. وبينت نتائج الدراسة أن الفضائيات الإخبارية غير اليمنية حصلت على أكثر المصادر التي يتابعها ويستقي جمهور الشباب اليمني من خلالها المعلومات حول ثورات الربيع العربي بنسبة ( 11%) و جاء الاتصال الشخصي كدواوين المقيل والأهل والأصدقاء في الترتيب الثاني بنسبة (9.7%) ثم القنوات الفضائية اليمنية الخاصة في الترتيب الثالث بنسبة (8.8%) وتأتي في المركز الرابع الصحف اليمنية الأهلية بنسبة (8.1%) وفي المركز الخامس مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة (7.9%) وفي المركز السادس الصحف اليمنية الحزبية وفي الترتيب السابع الفضائيات اليمنية الحكومية ثم المواقع الإخبارية والصحف الالكترونية اليمنية وكذا الصحف الحكومية اليمنية في المركز الثامن يليها الصحف والمواقع الالكترونية غير اليمنية، الاذاعات غير اليمنية، الصحف غير اليمنية وفي الأخير تأتي الاذاعات اليمنية وتدل هذه المؤشرات على ارتفاع معدل تعرض المبحوثين لوسائل الاتصال الشخصي وهو ما يدل على أهمية الاتصال الشخصي في المجتمع اليمني وذلك يرجع إلى أنه ما يزال مجتمعاً محافظاً تقليدياً وما يزال لقادة الرأي فيه الدور الأكبر في عملية التأثير وفي العملية الاتصالية بشكل عام إضافة إلى دور مقيل القات الذي يجمع مختلف الشرائح في مكان واحد. تدل النتائج على فقدان ثقة الجمهور بوسائل الإعلام الحكومية بمختلف أنواعها و التي حصلت على مراتب متأخرة مما يدل ان الكثيرمن جمهور الشباب لا يتابعها ولا يعيرها ثقة كبيرة. وافصحت النتائج ان عرض وجهات النظر المختلفة جاءت في مقدمة الأسباب التي تدفع المبحوثين للتعرض لوسائل الاتصال ثم لكونها تهتم بتحليل الأخبار ثم لمصداقيتها ثم للحصول على معلومات دقيقة ومفصلة ثم لتميزها بالسرعة والآنية في نقل الأخبار ثم لتميزها بالعمق والشمول في التغطية وتدل هذه النتائج على أن الجمهور اليمني من الشباب عند تعرضه لوسائل الاتصال تدفعه الأسباب المعرفية أكثر من مجرد قضاء وقت الفراغ اما أهم أسباب عدم متابعة المبحوثين لأخبار وتطورات أحداث ثورات الربيع العربي لعدم وجود وقت لدى المبحوثين وقد يرجع ذلك أن هؤلاء من طلاب الجامعة في العينة ثم لعدم اقتناع المبحوثين بكون ما يحصل ثورات في المرتبة الثانية وفي المرتبة الثالثة جاء لاعتقاد المبحوثين بحرمة الخروج على الحاكم المسلم وجاءت الأسباب الفنية كانقطاع الكهرباء وعدم الاقتناع بوسائل الإعلام في المرتبة الرابعة. وخلصت الدراسة الى أن الصورة العامة للحكام العرب لدى الشباب اليمني تتسم بالسلبية بنسبة (70.7%) بينما جاءت النقاط الإيجابية بنسبة (10.4) بينما النقاط المحايدة جاءت بنسبة (18.9) وعن اتجاهات المبحوثين وتصوراتهم نحو الحكام العرب توصلت الدراسة إلى ارتفاع نسبة المعارضة بشدة على العبارات الإيجابية بالمقياس مما يدل على شدة سلبية الصورة نحو الحكام العرب وتؤكد النتائج حصول الجمل السلبية على المراتب المتقدمة من الموافقة بشدة في تصورات العينة عن الحكام العرب حيث يرون أن : الحاكم العربي يعتمد في تولي المناصب الحساسة في الدولة على الولاءات وليس الكفاءات محتلة الترتيب الأول وجاءت يشعر معظم الحكام العرب أن رحيلهم عن الحكم سيدخل بلدانهم في فوضى و حرب أهلية في الترتيب الثاني ثم يسعى معظم الحكام العرب إلى تأبيد السلطة بيدهم ويعملون على توريثها في الترتيب الثالث وفي الترتيب الرابع يعمل معظم الحكام العرب على توسيع نفوذهم للحصول على سلطة مطلقة وجاءت كلا من العبارتين لا يتخذ الحاكم العربي أي قرارات منفردة أو غير مدروسة , ويحرص الحكام العرب على ثروات شعوبهم ولا يفرطون بها في الترتيب الخامس كما يتجهون بقوة نحو عدم الموافقة على مضمون العبارة: لا يرى الحاكم العربي نفسه أهم من الشعب أو متفضلا عليه محتلة الترتيب السادس. وتشير النتائج إلى صورة سلبية يحملها المبحوثون نحو العبارات التالية: يوسع الحاكم العربي من نفوذ أسرته وأقربائه ويمنحهم سلطات كبيرة. وأن الحاكم العربي مستعد للتفريط بالثوابت الوطنية في سبيل بقائه في الحكم وأن الحكام المستبدين هم من قامت عليهم ثورات الربيع أما بقية الحكام العرب فليسوا كذلك؛ بالترتيب التاسع ويتصف الحكام العرب بالضعف عند مواجهة الضغوط الخارجية محتلة الترتيب العاشر. وتشير نتائج الدراسة على مقياس الاتجاه وجود اتجاه مؤيد للجملة السلبية: يتسم غالبية الأشخاص الذين يقربهم الحاكم العربي منه كبطانة بعدم النزاهة. واتجاه رافض لجملة: يتصرف الحاكم العربي مع شعبه على اعتبار أن الشعب هو المالك الحقيقي للسلطة وتأكد النتائج اتجاه المبحوثين بالتأييد للجملة السلبية : يتصف الحكام العرب بالقسوة وشدة العنف عند تعاملهم مع شعوبهم ؛ وباتجاه رافض لجملة: الحكام العرب يقفون صفا واحدا عند أي خطر قد يهدد الأمة العربية وكذلك رفض الجملة الموجبة : يلتزم الحكام العرب بالوعود والتصريحات التي يلقونها أمام وسائل الإعلام وباتجاه معارض للعبارة الإيجابية بأن الحكام العرب الذين لم تقم ضدهم ثورات لن يصروا على البقاء اذا طالبتهم شعوبهم بالرحيل وتشير النتائج الى أن المبحوثين يحملون صورا سلبية عن الحكام العرب من خلال تأييدهم للعبارة السلبية: يعمل معظم الحكام العرب على طمس أي معالم إيجابية لمن سبقوهم في الحكم، ويخلق معظم الحكام العرب تحالفا بين نظام الحكم ورجال الأعمال في بلدانهم, وكذلك من خلال رفضهم للعبارة الإيجابية : حكام الدول العربية الذين لم تقم ضدهم ثورات يحضون برضاء من شعوبهم ويقدس الحكام العرب الدستور والقوانين النافذة في بلدانهم ولا ينتهكونها. وتتجه عينة الدراسة إلى عدم تأييد العبارة الإيجابية : يهتم الحاكم العربي بالنخب الفكرية والكفاءات العلمية بمنحها المكانة اللائقة بها وكذلك شدة الرفض للعبارة : يتصرف الحاكم العربي وفق الصلاحيات المخولة له في الدستور.وذلك يعني حملهم لصورة ذهنية سلبية للحكام العرب. وتوصلت الدراسة الى وجود علاقة ارتباط طردية سلبية ضعيفة بين كثافة التعرض لوسائل الإعلام والصورة المدركة عن الحكام العرب لدى المبحوثين حيث جاءت قيمة معامل ارتباط بيرسون (-0.186) عند مستوى معنوية (0.005) وهذا يدل أنه كلما زاد معدل التعرض لوسائل الإعلام زادت الصورة الذهنية المدركة للحكام العرب سلبية وعدم وجود فروق دالة إحصائيا بين الصورة الذهنية المدركة للحكام العرب لدى الشباب اليمني عينة وفقاً للمتغيرات الديمغرافية وعدم وجود فروق دالة إحصائياً بين نوع الصورة وتعرض المبحوثين للوسائل الاتصالية ، ويرجع ذلك لتجاوز مستوى المعنوية الخطأ المسموح به إحصائياً والذي يبلغ (0.05). وهدفت الدراسة إلى: رصد معرفة وعي الشباب اليمني ومدى اهتمامه بمتابعة أخبار وتطورات ثورات الربيع العربي وأكثر وسيلة اتصالية ساهمت في تشكيل هذا الوعي والتعرف على سمات وملامح الصورة الذهنية المتشكلة لديه عن الحكام العرب ومعرفة المصادر الاتصالية التي يلجأ لها الشباب اليمني لاستقاء المعلومات أثناء الأزمات الوطنية والخارجية. وتكتسب هذه الدراسة أهمية من كونها تبحث في مجال الصورة الذهنية والذي يعد من المجالات النادرة البحث في اليمن فضلا عن أهمية موضوع الدراسة والذي يتناول صورة الحاكم العربي لدى الشباب باعتبارهم أهم مفجري ثورات الربيع العربي حيث لم يتم تناوله في اليمن من قبل ولا في الوطن العربي وبالتالي ترجع أهمية هذه الدراسة إلى جدة الموضوع وحداثته في الدراسات العربية. خصوصا وان سائل الإعلام والاتصال باتت تقوم بدور مهم وجوهري في نقل المعلومات المختلفة لكافة القطاعات الجماهيرية التي تستهدفها, ولم يعد دورها يقتصر على نقل المعلومات فقط, بل أصبحت تؤدي دوراً لا يستهان به في رسم الصورة وتشكيلها للشعوب والدول والمنظمات على حد سواء, وتزداد أهمية الدور الذي تؤديه وسائل الاتصال في تكوين الصورة الذهنية لدى الأفراد عن دول شعوب العالم الأخرى مع قلة فرص الأفراد في الاحتكاك والسفر إلى هذه الدول حيث تعد وسائل الاتصال في هذه الحالة المصدر الرئيس للمعرفة بشؤون الدول الأخرى والإحاطة بما يجري في أراضيه. وأجابت هذه الدراسة على مجموعة من الأسئلة والفروض من هذه الاسئلة: ما مدى اهتمام الشباب اليمني بمتابعة أخبار وتطورات ثورات الربيع العربي ؟ وما الأنماط الاتصالية والمصادر الاتصالية التي يتلقى ويعتمد عليها من خلالها الشباب معلوماته عن ثورات الربيع العربي ؟ وما أسباب تفضيل الشباب اليمني لوسيلة إعلامية دون أخرى كمصدر للمعلومات ؟ وما معدل الوقت الذي يقضيه الشباب اليمني في متابعة أخبار ثورات الربيع العربي؟ وما أسباب عدم متابعة الشباب اليمني لأخبار وتطورات ثورات الربيع العربي ؟ ما ملامح الصورة الذهنية المدركة عن الحكام العرب لدى الشباب اليمني؟. واستخدم الباحث منهج المسح الميداني(Survey) باستخدام صحيفة استبيان كأداة لجمع البيانات في إطار البحوث الاستكشافية الوصفية التي تهدف إلى " اكتشاف ظاهرة معينة أو مجموعة من الظواهر وإلقاء المزيد من الضوء عليها إما بهدف تكوين أو تحديد مشكلة معينة بدقة قبل البدء بدراستها أو وضع مجموعة من الفروض حول مشكلة محددة بغرض اختبارها". وتحدد مجتمع البحث في هذه الدراسة بمدينة صنعاء نظرا لأنها الأكثر كثافة سكانية بين المدن اليمنية, كما تجمع بين سكانها كلا من الشرائح الريفية والحضرية ويمثلون مختلف المناطق والمحافظات بحكم كونها عاصمة البلاد , كما تتفاوت أحياؤها في مستوياتها الاقتصادية والاجتماعية وبلغ حجم العينة 400 مفردة ، باسلوب العينة العشوائية الطبقية وقام الباحث مع فريق من الباحثين بعد تدريبهم وشرح تعليمات الميدان لهم بتوزيع استمارة الاستبيان في مناطق وأحياء العاصمة بحسب المستوى الاقتصادى من خلال ثلاثة مستويات؛ المستوى الأول(مناطق شعبية) المستوى الثاني(مناطق متوسطة) المستوى الثالث (مناطق راقية) مستبعدا الدخول في ميدان الاعتصام حتى لا يحصل تحيز لنتائج البحث, وعند تطبيق البحث لم نتمكن من استرداد عدد كبير من الاستمارات وبعد المراجعة المكتبية للاستمارات التي وصلتنا تم استبعاد 42 استمارة لعدم صلاحيتها وتم التحليل الإحصائي على ( 266) استمارة وهو عدد شامل لمختلف شرائح السن ويفي بغرض هذه الدراسة واستغرقت عملية توزيع استمارات الاستقصاء على مفردات العينة في العاصمة وجمعها شهرا تقريبا ( من منتصف يناير – منتصف فبراير 2012) .