ما كان أبونا آدم ليقوى على الاستمرار في العيش على هذه الأرض وحيداً ، فأهداه الواهب من صلبه هدية عبارة عن روح أنثوية مؤنسة لقلبه ، وقرينة لروحه ووعاءا لذريته. كانت الهدية الأولى تعبير عن حب الإله لعبده ، فنتج عنها سلسلة من الحب اللامتناهي بين بني البشر. إن لفظ هدية ارتبط في ذهني بالحب ليس لأنني مادية ، ولكن المشاعر المجردة قد تقتضي اقترانها بملموس كي تترجم عملياً. هذه السنة منظوري لمبدأ التهادي تغيَّر منذ جاءني أستاذي المشرف دكتور رافي شنكر ، وتعلو وجهه ابتسامة عريضة . سألته ، ما الذي يفرحك؟ . أجابني : لقد تلقيت للتو هدية عبارة عن كتاب تافه من أحد طلابي السابقين ، ولم أقبله ، بل تجرأت على انتقاد طالبي على هذا الاختيار السيئ! . صدمت قليلا ، لكنه سرعان ما امتص هذا الشعور قائلاً : عزيزتي . لا تتفاجئي ، فقد يهديكي أحدهم شيئا ما بدافع الكره ؛ حينها أنصحك ألا ترميها ، ففي مرات قادمة ستحتاجين هدية ما ، كيفما كانت لتهديها عدوك! . لازلت للان غير متقبله هذا الاقتراح ، ولكنني لا انفي أنني ادرسه كخيار. لم أفكر مطلقا في تصنيف دوافع ولا قيمة الهدايا التي أتلقاها على الرغم من الجهد الذهني والمالي الذي أبذله لإسعاد من حولي بهدايا تتناسب وشخصياتهم واحتياجاتهم. يا أيها المارون في شرايين فؤادي لتستقروا داخله لكم مني كل ما سخر من عطايا الدنيا أهبه لكم دون سؤال ,ولكم أيها المارقون في أهوائكم دولاب في حجرتي مليء بجبال من الهدايا المركونة تنتظر أن انفض عنها الغبار ، وأرسلها لمن ضاق عليهم قلبي بما رحب مع ابتسامة مصطنعة تعلو محياي . * كاتبة من وادي حضرموت .