بات في حكم الأكيد أن أضع جامع عمر بالمكلا في أولوية اهتماماتي كل أسبوع حينما أتوجه لقضاء صلاة الجمعة وبعد أن كنت أطوف بين جوامع المكلا في كل جمعة استقر بي المقام منذ أشهر عديدة في حرم هذا الجامع الكبير والعظيم الذي يعد بالنسبة لي ولأبناء مدينة المكلا ومحافظة حضرموت عامة المرجع والحضن في حدوث أي ملمة أو نكبة أو قاصمة أو مصيبة لاسمح الله على جبين حضرموت الأرض والإنسان .. استقر بي المقام في ذلك الجامع بعد أن وجدت فيه بغيتي من حدائق فضيلة الشيخ ناظم باحباره المزينة ببراعة الاستهلال وحسن الأداء وتلمس الهموم والقرب من المواطن والنصيحة للمسئول ولعامة المسلمين في خطب تجمع بين جمال الكلمة وبلاغة المعنى وقوة الحرف. ولاشك أنه لايختلف معي الكثيرين في أن ارتقاء فضيلة الشيخ ناظم عبدالله باحباره لمنبر جامع عمر لم يكن محض صدفة أو نتيجة لعلاقات أو محسوبيات يهرع الكثيرون مع الأسف لنيل شرفها ليقال ويقال ويقال ، بل تم له ذلك بما امتلك من رصيد كبير في الخطابة والتوجيه الإرشاد ، وتاريخ حافل في مجال الدعوة إلى الله في الخارج والداخل ، ولاشك أن ارتقاء هذا الرجل لهذا المنبر التاريخي أضاف لمسة واضحة وإبداعاً لاينتهي في كل خطبة يسجل فيها تنوعاً وتألقاً في عرض مواضيع الخطب مع جولات من الجمال في استهلالها ونهايتها ليوصل الفكرة ويحقق المراد بالكلمة الصادقة مقرونة بالنص القرآني والحديث الصحيح والأثر . ومع أني استمع في بعض الحوارات مع أصدقاء وأعزاء وأحباب لكلام في حق شيخنا الفاضل ناظم عبدالله باحباره فيما سبق إلا أني أجد نفسي مضطراً لتوضيح بعض الأمور التي يجب أن لا نفتعلها لنسمح لمن يسعى لوأد العلاقة بين هذا الخطيب المفوه وبين من يحدث نفسه بالحضور إلى جامع عمر بالمكلا لسماع بعضاً من ورائع خطبه التي خصص كثيراً منها لملامسة هموم المحافظة وآلامها وطموحات أبناءها . وبقي أن يتذكر الجميع أن لحوم العلماء مسمومة ومن حقهم علينا إن أخطأوا – فهم بشر بلاشك- النصح والإرشاد فقلوبهم عامرة بقبول النقد والتوجيه وكاتب السطور أحد الذين قدم إلى فضيلة الشيخ قبل سنتين وقدم له بعض الأمور التي يراها فكان له الشيخ مجيباً ولمراده مرحباً ومستجيباً ، وبات حبل التواصل لاينقطع وخيوط التناصح تجتمع .. وأخيراً … فللحديث بقية ولجامع عمر حكايا كثر منذ عزم السلطان القعيطي على بناء هذا الجامع الكبير في وسط المكلا الصغيرة ، وثمة جولات للشيخ الفاضل رحمه الله السيد عبدالله بن محفوظ الحداد ، كما وتبقى للشيخ صالح بابعير عاشق المآذن ذكرى عطرة وخير كلام سنطوف بها في سطور قادمة. وأختم بالتذكير أننا في حضرموت نفتقد الكثير من النصح وتأخذ عنا المقاهي والدكك والتجمعات الكثير من النصح لغيرنا علماء وعامة فيتأخر سبيل التصحيح الذي لايجد موقعه الصحيح في خضم هذه الفتن والأزمات .. ودمتم بخير وعافيه حفظ الله علماءنا من الفتن وجنبهم الزلل وأفاد بهم العباد والبلاد التي هي في حاجتهم أكثر من أي وقت مضى ليقودوا الناس لما فيه صلاح أحوالهم ورضا الكريم المنان.