بفضل الوحدة المباركة نعمنا بالديمقراطية وأضحينا نتكلم ونكتب عن أشياء لم نجرؤ على فعلها قبل ذلك ومنها الاعتصامات والاحتجاجات ….الخ هذه الوحدة يطالب اليوم بعض منا نصب المشانق لها في الساحات العامة لا لجريرة ارتكبتها أو فعل إجرامي قامت به ولكنها تدفع ضريبة عن شخوص أساءوا لها ربما عن عمد أو عكسه وعليها تعمل هذه التصرفات التي لصقت بها وأدينت عنها دون محاكمة عادلة بل ان البعض اعتبرها أي الوحدة قد ماتت وكفنت أوانها كثوب بال تمرق ولم يعد يجد فيه الترقيع. لذا احتفل منا بذكرى فك الارتباط ونادي من نادي بالتصحيح والفدرلة ، وفيما رأى آخرون العودة الى ما قبل عام 1967 وخصوصاً بحضرموت ومشيخات وسلطنات أخرى والانسلاخ عما كان يسمي بجمهورية اليمن الديمقراطية العشبية وفي أجواء كهذه كل يوم نسمع عن طروحات ورؤى جديدة وهو حراك ايجابي لتلاقح الأفكار والتوافق بشأن رؤية تخرجنا مما نحن فيه لتجنبنا التصادم العنيف المفضي لمواجهات مسلحة عوضا عن العراك الفكري. وحينها لن نجد من يقدم لنا المبادرات السلمية وان وجدت لن تنفع اذا طغت أصوات المدافع والرشاشات وسيطرت على المواقف والمشهد بالرغم من أن القوى الإقليمية والدولية الفاعلة لن تدع ذلك يحدث لما سيمثل هذا من تهديد لمصالحها الإستراتيجية من منطلق المكانة الحيوية لليمن , وهو ما أكده دولة رئيس مجلس الوزراء الإستاد السياسي المخضرم محمد سالم باسندوه بما مضمونه أن الموقع لليمن هو وراء قيام الدولة الإقليمية والدولية بدور الوسيط والنازع لفتيل التوتر بين الفرقاء اليمينين وتركنا نهباً للصراع كما ترك الصومال لأكثر من عشرين سنة !! ولا أظن أن أحد من أبناء اليمن على غير علم أو دراية بما تعانيه الصومال وأهلها وعليه فان الحكمة يجب أن تتجلى وتسود بالاستيعاب كل هذه الآراء وتفنيدها بأبعادها المختلفة وما هو ممكن منها وماهو عصي عن التطبيق ولنبدأ بمناقشة رؤية وفكرة فك الارتباط (الانفصال) ونسال إذا تم هذا الأمر اليوم وليس غدا بحسب طموح أصحابه .. هل سنعيش بسلام ؟ ! وهل يمكن لدولتي الجنوب والشمال أن تنعما بالاستقرار وتتجهان نحو التنمية ؟! أم أن الحرب الباردة ستطل برأسها من جديد حتى نصل الى الاحتراب كما يحدث قبل الوحدة ؟ّّ! وهل ستكف الدولتان عن دعم المعارضين هنا وهناك , ثم إلى أين ستوجه خيراتهما إلى البناء أم إلى سباق التسلح والمخابرات ؟! فكروا أكثر قبل الإجابة !! وننتقل إلى دعاة العودة لعهد ما قبل توحد السلطنات والمشيخات في الجنوب في إطار (جمهوري) ويقول إن بعض هذه السلطنات المشيخات قدمت نماذج رائعة في الحكم والإدارة الحسنة والتنمية استنادا للمراجع التاريخية واخص بالذكر في حضرموت ولكن الفعل الثورجي والقومجي وأدها وقضى عليها ولا بأس هنا أن نعتذر لسلاطيننا عن أخطاء جلدتنا الذين كانوا يظنون وليس كل الظن إثم انهم يفعلون خير لأهلهم . ولكن هل نمكن العودة بالزمن القهقراء ونطلق من حيث وقفنا (سلاطينياً ) 1967 ونحن اليوم في الألفية الثالثة ؟! وهل يمكن لحضرموت في ظل هذا المتغيرات الإقليمية والدولية أن تعود كيانا مستقلا ؟ وهل سيستطيع السلاطين القيادة ويتقبلهم كل الشعب ؟ّ! مسالة فيها اختلاف باين .. أكيد !! يبقى أمامنا المحور الثالث والأخير (الفدرالية ) وهو خيار أعده مناسبا بتصوري المتواضع وأشبهه وبالإمساك بالعصا من النصف ويجمع بين كل الآراء بمرونة , ويبعد عنا شبح المواجهات الدامية والصراعات الساحقة وسباق التسلح والتجسس على بعضنا ويعفينا عن اغتصاب (الزمن ) ومحاولة (جرجرته) سنين إلى الخلف وفي هذا السياحة (الفدرالي ) نسترشد بدولة الإمارات العربية المتحدة كمثال واقعي يحتذى به , إذا وافقنا على الفدرالية مثلا ! بحيث تتنافس الأقاليم في التنمية والعيش بسلام تحت مظلة دولة واحدة في تام وليشارك الجميع من ثورجيين وسلاطين ووحدويين وانفصاليين وحراكيين وغيرهم في بناء أقاليمهم التى يجب أن تدار بنظام انتخابي ديمقراطي كأن كل إقليم بلد مستقل يضع لنفسه القوانين التي تناسبه طبقا لخصائصه .. وكفى المؤمنين شر القتال !! بهذا لا أظن إنني جئت بالأسد وليس الذئب من ذيله , ولكنها محاولة من مواطن يمن (حضرمي) غيور على أهله ووطنه , وطنه الذي احتضن جنسيات عديدة صومالية وهندية الخ وذابت في كيانه وأصبحت جزء من نسيجه أي (تيمننت)و(تحضرمت) إذن هي اليمن .. الأم الرؤوم الحاضنة لكل محبيها .. فذودوا عنها ولا تتنازعوا فتذهب ريحكم ..وتندموا حيث لاينفع الندم !!! أقول قولي هذا فان أصبت فتوفيق من الله وان اخطات فمن نفسي ومن الشيطان … شاركوني الرأي فمنكم نستفيد