يتنوع الشعر الشعبي في اليمن بتنوع محافظاته , فكل محافظة يمنية لها خصوصيتها في اللهجة والشعر والإيقاع الفني وحتى على نطاق المحافظة الواحدة يوجد هناك تنوع داخل المحافظة , والشعر الشعبي في اليمن موروث ضخم يمتد لآلآف السنين وهو الأقدم على مستوى الجزيرة العربية ومن أقدم الثقافات على مستوى العالم العربي , ويقابل مسمى الشعر النبطي في الدول العربية أو الشعر الشعبي في الخليج , مسمى الشعر الحميني في اليمن , وهو لون يصنفه النقاد على أنه أقرب إلى الفصحى نظراً لوضوح مفرداته بالرغم من تطعيمه ببعض المفردات العامية الواضحة الدلالة يستسيغه ويطرب له السامع خصوصاً عندما يغنى أو يؤدى بشكل تواشيح دينية , ويعود الشعر الحميني بأصوله إلى منطقة صنعاء وما حولها من الأقاليم , وبالتحديد مدينة كوكبان التي كانت منارة علم في حقبة من الزمن قبل وأثناء التواجد العثماني في اليمن . والشعر الشعبي في اليمن حليف في مختلف مراحل النضال الوطني التي مرت بها اليمن , وكانت القصيدة الشعبية والزامل والأناشيد الوطنية هي التي تهز المشاعر وتحرك الجيوش وتلهب الحماس وترفع المعنويات , ومن الفنون التي يؤدي الشعر الشعبي في اليمن " الزوامل " وكانت مسيرة الزامل قديماً تتم في المناسبات المختلفة , والزوامل إحدى الفنون اليمنية التراثية الأصيلة , وعندما نتناولها كرقصة فهي ملحمة بطولية للدفاع عن الأرض والعرض ورد كيد الأعداء , أو جانب من الجوانب الإنسانية التي التي لها دور في حل القضايا الإنسانية , وكان اهتمامها بالنبض الشعري أكثر من اهتمامها بالنبض الحركي للرقصة , وللشعر الشعبي اليمني في جنوباليمن انتشار انتشار كبير في شبه الجزيرة العربية والعالم العربي , خصوصاً الأشعار التي انتشرت من خلال الفن الأصيل , وأشهرها اللحجي واليافعي والعدني والمهري والحضرمي ومنها الدان الحضرمي والزوامل التي تتنوع بين تراث البر والبحر والجبل والوادي والصحراء , وللرحلات البحرية التي كانت تنطلق للتجارة والعلم من جنوباليمن الى الهند وشرق آسيا تأثير على أشعار البحارة وعرف الكثير منهم على مستوى اليمن وخارج اليمن, ومن الشعر الشعبي في اليمن الشعر التهامي , والذي له خصوصية في اللهجة والموقع الجغرافي , ويشير الكاتب والباحث السعودي " محمد العرفج " وقد نشرت للباحث عدد من المقالات في مجلة " حبان " الثقافية وصحيفة "الرياض" , مفادها أن بني هلال أول من نظم الشعر الشعبي , وانحدروا من اليمن وبالتحديد محافظة شبوة . كما ينتشر الشعر الشعبي بشكل كبير في في محافظات الجوف ومأرب وصعدة وشبوة وذمار , ويعاني الشعر الشعبي في اليمن من التهميش والسرقة ونسب جزء كبير من تراثه وأشعاره إلى مصادر أخرى , وفي ظل الظروف التي مرت بها اليمن والحروب التي طحنتها واهمال الجهات الرسمية المختصة بهذا الموروث , ولا يوجد مهرجان رسمي يمني يجمع شعراء اليمن من كافة المحافظات مع الثقافات العربية الأخرى , بالرغن أن الساحة اليمنية تعج بالشعراء والشاعرات والبحور الشعرية المختلفة ولازال الكثير منها لم يعرف لدى الآخرين الى الآن , ولازالت المهرجانات محصورة في نطاق داخلي للمحافظات والسمرات والجلسات الشعبية والتي تقام بشكل مستمر داخل اليمن .