قال الشيخ العلامة أحمد بن حسن المعلم رئيس اتحاد علماء ودعاة المحافظات الجنوبية ، نائب رئيس هيئة علماء اليمن بأن ماتمر به البلاد عامة وحضرموت على وجه الخصوص من أحداث لم يعهدها المجتمع من بغضاء وشحناء وصراعات بين المسلمين وقتل واغتيال وخوف وغيرها هي أحد النتائج للفساد الكبير والفتنة العظيمة التي يعمل المنافقون وذوي المصالح الشخصية على زرعها ونشرها بين الناس ، ويساعدهم البعض على تنفيذها بدون أن يشعر . جاء ذلك خلال خطبة الجمعة اليوم بجامع خالد بن الوليد بالمكلا حيث تحدث العلامة المعلم عن الأسباب التي أدت لظهور أحداث وقضايا غريبة عن مجتمعنا الحضرمي وعاداته وما حوادث القتل والخوف والسرقة إلا ثمارا سيئة لفتنة موجودة بمحافظة حضرموت . وقد تناول الشيخ أحمد عددا من الحوادث التي حصلت في الآونة الأخيرة بمحافظة حضرموت مستشهدا بها بكون محافظة حضرموت لها حساد وحاقدون كثر وفي مواقع مختلفة ولأغراض متنوعة يحيكون لحضرموت وأبناءها المؤامرات تلو المؤامرات وفينا سمّاعون لهم منخدعون بحديثهم محققون لأهدافهم حتى أصبح بعض أبناءنا جزء من تلك الفتنة التي تضر بحضرموت الأرض والإنسان ، وهذا مصداقا لقوله تعالى عن المنافقين : ( لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ) . وأوضح المعلم بأن ماحصل الأسبوع الماضي من قتل لعشرين مسلما بأحد النقاط العسكرية بمنطقة الريدة الشرقية هو أحد المظاهر للقتل الذي انتشر ، مستنكرا هذه الحادثة الشنيعة التي تستهدف مسلمين ، متسائلا بأي حق تم قتل هؤلاء . كما تحدث الشيخ المعلم عن الفتنة التي حصلت بين قبيلتي الصاعر والعوامر بسيئون مؤكدا بأن هذا هو مايراد لقبائل حضرموت من فتنة تؤدي لتقاتلهم فيما بينهم . ولم يغفل الشيخ أحمد ماحصل في مدينة المكلا مساء يوم الأربعاء من قيام أحد الشباب من أبناء حضرموت بإطلاق الرصاص بشكل قاتل في شارع عام متسائلا كيف تحصل مثل هذه الحوادث من أبنائنا مرجعا السبب في ذلك للآباء وإهمالهم لأبنائهم وعدم المتابعة لهم . مشكلة المخدرات والخمور أحد القضايا التي لم تغفلها خطبة الشيخ المعلم حيث قال بأن حضرموت أصبحت للأسف من أكبر البؤر للمخدرات فسواحلها مصدر لجلب هذه المادة من الخارج وحدودها مصدر لتصديرها للخارج ، ومايصل للبيوت وأبنائنا فحدث ولاحرج فكم من الجرائم والفضائح التي تحصل وسببها الرئيس هي المخدرات ، حتى أضحى القائمون على تهريب المخدرات يشكلون عصابات إجرامية تكون مصدر الخوف والإقلاق ليس لحضرموت فقط وإنما للمنطقة ككل ، بل وأصبح البعض من تجار المخدرات لهم تأثير في تسيير شئون البلاد وهم من يتحكمون فيها فإلى أين سيوجهنا تجار المخدرات ؟ . فتنة الشبهات كانت جزء من حديث الشيخ المعلم حيث قال بأن فتنة الغلو التي توصل لتدمير الناس واستباحة دمائهم ومانشاهده اليوم من اغتيالات وقتل ماهي إلا نتائج لذلك المرض الذي مصدره شبهه ، ومن فتنة الشبهات ظهور لفتنة المذاهب المنحرفة والأفكار الشاذة ومن أشهرها هذه الأيام فتنة الرفض والتشيع الغالي ، والتي أصبح البعض منها مذهب وسياسة ويمثل ذلك الحوثي ، وله الآن مندوبون في حضرموت سواء من خارج المحافظة أو من أبنائنا الذي هم قلة إلا أنهم يشكّلون خطورة كبيرة على المجتمع . وقد أطلق العلامة المعلم نداء عاجلا لأبناء حضرموت بالتخلي عن السلبية والتواكل وإلقاء بالمسئولية على الغير ولن ننجح أبدا إن بقينا على ذلك لأن الكل سيرمي بالمسئولية وسنكون متخلين عنها وسيكون المتربص هو سيد الموقف ، هو الذي يعمل ويسيرنا إلى مايريد ، فعلى المجتمع أن يعرف هدفه ويوجه جهده لتطبيقه بالتكاتف والتعاضد فيما بيننا ، وترك الإقصاء واحتكار الرأي فكلما ارتفع أي مكون حضرمي فإذا بمجموعة تظن أنها هي من تعمل وغيرها لا يعمل وتبدأ بالتهميش وعدم الاستشارة والمشاركة حتى ينتهي ذلك المكون .