* يحكون لك عن قصص أقرب إلى الخيال لكنه الواقع.. ويصفون لك مشاهد لاتوصف لكنها الحقيقة.. ويكثر الرواة وتتواتر الأخبار.. الجريمة واحدة.. ذبح امتحان الشهادة العامة الأساسية والثانوية.. بحضور وتوقيع الجميع.. وبكامل قواهم العقلية!! كيف ارتضينا لأبنائنا هذه النكبة القادمة؟؟ كيف ارتضينا لأنفسنا هذا العار؟؟ يخرج الأب من بيته بعد أن يوصي إبنه بالحرص على (القطاف) وتخزينها في مكان آمن وجاف!! بعيداً عن الرطوبة وأعين المراقبين!! * لم تعد الأمهات يدعون لأبنائهن بالتوفيق والنجاح.. كل الدعوات تحولت باتجاه واحد: الدعوة بتسهيل أمور الامتحانات وتيسير الغش!! عار مابعده عار.. لايبرره حالة التوهان التي نعيشها.. وحالة الأزمة التي تحيط بنا.. نعم كل شئ من حولنا تراجع .. الخدمات العامة.. الأمن.. الصحة والسكان.. الكهرباء والمياه.. لكن أن تتراجع القيم فتلك قاصمة الظهر!! * كيف سنفخر بعد اليوم بمن يحرزون المراتب المتقدمة؟؟ كيف سنفخر بحضرموت العلم والحضارة؟؟ فقد دفنا العلم والحضارة في قاعات الامتحان.. التي يهان فيها المرء ويهان!! انهيار القيم هو خيط سير باتجاه واحد.. انه الانحدار البائن.. *مكتب التربية بالمحافظة.. لايستطيع وحده أن يصفق.. كل ماحوله يتراجع فكيف يصمد وحده؟؟ لقد خذلهم الأمن خذلاناً عظيماً.. وخذلهم الآباء بتواطئهم مع حالة الغش؟؟ وخذلهم المجتمع حين سكت عن هذه المهزلة.. لقد وصل الأمر أن كان عدد المتواجدين من الآباء والأقارب والفضوليين (وتجار الاجابات الجاهزة) أكبر من عدد الطلاب الممتحنين!! والجمهرة حول المدارس مثل زيارة الشحر!! * نعم.. يحدث منذ سنوات طويلة.. حالة من التراخي مؤقته في بعض المناطق.. أو بعض المراكز.. ولكنها غالباً البعيدة عن عواصم المدن.. اليوم الفوضى العارمة في ملعبنا وفي قلب المدن وأرقي أحيائها!! * لم يعد لدي.. بعد أن تلقيت عتاب المخلصين من التربويين والآباء.. إلا أن أناشد الجميع بإلغاء امتحان الشهادة العامة.. مادمنا غير قادرين على توفير أجواء صحية لها.. وكفى ظلماً لهذا الجيل..