يدخل طلابنا الاختبارات في ظل ظروف أسرية صعبة لاشك أنها تؤثر على الطالب في تلقيه للمعلومات أو الأداء الامتحاني، وهذا يلزم الأسر وأولياء الأمور أن يقوموا بمزيد من الجهد لتوفير أجواء أفضل لأبنائهم وهم يؤدون امتحانات الثانوية العامة، أهم مرحلة دراسية تحدد مسيرة الطالب الدراسية والحياتية أيضاً. على الآباء أن يوفروا لأبنائهم الجو المناسب في البيت عن السؤال والنصيحة والمساعدة اللازمة. هناك من تجري في بيته امتحانات لأولاده وتذهب امتحانات ولا يعلم عنها شيئاً، وهذا يعكس تراجع اهتمام الأسرة بالتعليم، ومن ثم التراجع الطبيعي بالاهتمام عند الطالب الذي لم يعد يعوّل كثيراً على الدراسة، خاصة وطوابير العاطلين أمامه قائمة تنتظر أرقاماً جديدة، وهذا غير صحيح لأن أكثر العاطلين أميون بشهادات دراسية بسبب الإهمال والغش وضعف التحصيل. ما علينا من هذه المنغصات التي أصابت كل جسم من الوطن وفي المقدمة التعليم، نثق أنها ستزول بإذن الله لأنها حالة مرضية أصابت المجتمع والدولة والوطن بفعل تغوّل الفساد الذي قتل كل شيء وأفسد كل شيء ليبقى هو حياً «قاتله الله».. وهي حالة ستزول، وكلنا ثقة بزوالها، والدليل التضحيات التي تمّت والثورة التي اشتعلت بعد أن كانوا قد أمنوا من كل شيء. هناك ترقب ومطالبة تتم يومياً بمحاربة الفساد وإنقاذ اليمن و«ما ضاع حق وراءه مطالب».. ومن أهم مظاهر الفساد التدميرية للمستقبل والطالب والجميع هو «الغش». لا أريد أن أتحدث عن الغش في بداية الامتحانات على أمل أن تكون تجربة هذا العام أفضل من سابقاتها، ويحتاج الأمر إلى شعور بالأمل والإرادة بالتغيير للأحسن. لا تدعوا الإحباط والغش يسيطر على المستقبل .. على المعلمين والمراقبين أن يتقوا الله ويعرفوا أنهم في جبهة حرب حقيقية, فدائرة الغش أحد أهم مقاتل التعليم ونوافذ الخراب العام. على الطلاب أن يحاربوا الغش، ولا يسمحوا بوجوده في قاعاتهم لأن الغش في قاعة الامتحانات هو إهانة لكرامة الطلاب كل الطلاب واحتقار لقيم العلم واعتداء على حق هذا الشعب في النمو والتطور.. هو أشبه بالمخدرات التي ينشرها الأعداء لتحطيم الأجيال. تعاملوا مع من يغش ويروج للغش كعدوحقيقي ووباء يصيب الوطن والناس. نأمل بأن لا نسمع قصصاً وفضائح تقشعر لها الدفاتر ويستحي منها القلم تخرج من قاعات الامتحانات في يمن الحكمة. [email protected]