أدان اللقاء المشترك اغتيال السياسي البارز محمد عبد الملك المتوكل واعتبره مؤشرا خطيرا، في حين دعا مبعوث أممي الفرقاء اليمنيين إلى ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة جديدة لتفادي تفاقم التوتر وتعميق الأزمة السياسية. وقال حسن زيد الأمين العام لحزب الحق والقيادي في تكتل اللقاء المشترك إن الاغتيال يستهدف الأمن والاستقرار في اليمن، وإن هناك أيادي عابثة تسعى لتحقيق ذلك، مشيرا إلى أن الراحل كان يعلم أنه مستهدف. من جهتها أكدت الرئاسة اليمنية في بيان لها أن من قام بهذا العمل لن يفلتوا من العقاب وستلاحقهم أجهزة الأمن. وعن ملابسات الاغتيال، قال مراسل الجزيرة حمدي البكاري إن سائق دراجة نارية أطلق النار على المتوكل في شارع العدل بالعاصمة صنعاء ثم لاذ بالفرار. وأظهرت مقاطع فيديو بثت على الإنترنت الضحية مضرجا بالدماء أثناء نقله على سيارة إسعاف. وأضاف البكاري أن المتوكل شخصية جدلية وشهيرة، وله إسهامات في العملية السياسية، ولا يمكن تصنيفه في خانة أيدولوجية معينة، وكان يعمل مؤخرا على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين، مشيرا إلى أنه مقرب من كل الأطراف السياسية، وأن لاغتياله تداعيات خطيرة قد تفاقم الأزمة السياسية وتعطل الوصول إلى حل. ونقلت وكالة الأناضول عن عبد القادر المتوكل -أحد أقارب القتيل- قوله إن "الدكتور المتوكل فارق الحياة"، مشيرا إلى أن "مسلحين مجهولين أطلقوا النار عليه في شارع الزراعة بصنعاء". وتأسس اللقاء المشترك المعارض لنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح عام 2003، وله 85 نائبا في البرلمان، ويضم سبعة أحزاب كانت معارضة لنظام صالح، ومنها التجمع الوطني للإصلاح، والحزب الاشتراكي اليمني، والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري. سيرة الراحل والمتوكل من مواليد 1942 في محافظة حجةاليمنية، وهو كاتب ومفكر وسياسي وناشط حقوقي وأستاذ جامعي، عيّن رئيسا للقاء المشترك في أيام ثورة الشباب ثم ناطقا باسم أحزاب المشترك، ويمثل التيار الزيدي الشيعي الليبرالي. وحصل المتوكل عام 1980على الماجستير في الإعلام الإداري من الولاياتالمتحدة, وعلى الدكتوراه من جامعة القاهرة عام 1983. وفي العام 1989 ساهم في إنشاء التجمع الوحدوي للمشاركة والذي ضم سبعة أحزاب سياسية، وكان مقرر التجمع. وعمل بين عامي 1966 و1968 سكرتيرا أول بسفارة اليمن في القاهرة، ثم مديرا عاما للصحافة في وزارة الإعلام بصنعاء، وفي 1972 شغل منصب رئيس هيئة تحرير صحيفة الثورة. وفي 1994 عمل عضوا في لجنة الحوار الوطني التي صاغت وثيقة العهد والاتفاق، وفي 2001 انتخب أمينا عاما مساعداً لحزب اتحاد القوى الشعبية، وفي 2002 ساهم في إنشاء مجلس تنسيق أحزاب المعارضة اليمنية ثم في إنشاء اللقاء المشترك. تشكيل حكومة في غضون ذلك، قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، إنه يأمل تشكيل حكومة جديدة "خلال أيام"، مضيفا أنه لم يتم تحديد أي موعد لتشكيل الحكومة خلال التوقيع على اتفاق حضره بن عمر مساء السبت. وقال بن عمر إنه يخشى في حال عدم تشكيل الحكومة قريبا من "تفاقم التوتر المذهبي"، معربا عن قلقه من "التطورات الأخيرة التي استعملت خطابا معاديا للأجانب وأحيانا مذهبيا". ووقع ممثلون عن الحوثيين وخصومهم في التجمع اليمني للإصلاح على اتفاق تضمن "تفويضا للرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس الوزراء خالد بحاح بتشكيل حكومة كفاءات بعيدا عن المحاصصة الحزبية". وتعهد الموقعون "بدعم الحكومة المرتقبة سياسيا وعلنيا وعدم معارضتها". وكان عبد العزيز الجباري الأمين العام لحزب العدالة والنائب في البرلمان اليمني قد توقع في وقت سابق الأحد أن يتم الاتفاق على تشكيلة حكومة الكفاءات خلال أسبوع، مضيفا أن ذلك يعد حلا وسطا لتجاوز المحاصصة الحزبية. وكانت جماعة الحوثي أمهلت الجمعة الرئيس اليمني عشرة أيام لتشكيل الحكومة الجديدة، ولوحت بتشكيل "مجلس إنقاذ" في حال التأخر عن هذا الموعد، بحسب بيان لها. المصدر : الجزيرة + وكالات