قال المحلل السياسي والصحفي المعروف في تصريح لهنا حضرموت عقب إقرار العقوبات ضد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وقياديين حوثيين : لا شك إن فرض العقوبات الأممية على الرئيس السابق صالح ستكون لها تداعياتها السلبية على المشهد السياسي اليمني ،فحزبيا لمسنا ترجمة لهذه التداعيات من خلال القرارات الجريئة التي اتخذتها اليوم اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام (اللجنة المركزية)لحزب صالح بعزل هادي من موقعه كنائب لرئيس المؤتمر والذي كان ممسكا بعصب الحياة للمؤتمر والمتمثل بالجانب المالي والذي ظل هادي يتحكم به خلال الفترة الماضية وهو ما قد يؤدي بالتالي إلى انشقاق حزب المؤتمر إلى حزبين أو في أحسن الأحوال تكوين تحالفات في إطار الحزب في المركز بصنعاء إضافة إلى خلق حالة من الاصطفاف المناطقي( شمالي جنوبي ) أحدهما مع صالح والآخر مع هادي . وأضاف منصور : أما على مستوى الساحة الوطنية فهذه العقوبات سيكون لها أثرها في بروز خطاب إعلامي جديد يترجم الخلاف الموجود أصلا بين الرئيس هادي والرئيس السابق صالح والذي ظل إعلام المؤتمر يتحاشاه في الماضي قبل إن يتسيد المشهد الحديث عن العقوبات وهذا التراشق الإعلامي لن يكون في مصلحة هادي بالنظر إلى الماكنة الإعلامية الضخمة للرئيس صالح. وتابع يقول : أتوقع إن يلجأ حزب صالح في المستقبل القريب إلى الانتقام ممن يعتبرهم سببا في اتخاذ هذه العقوبات ضد زعيمه ،وسيكون ذلك عبر أكثر من وسيلة أبرزها العمل على إفشال الحكومة الجديدة التي أعلنت الجمعة برئاسة بحاح باعتبارها حكومة الرئيس هادي ونجاحها نجاح له والعكس صحيح ،إذ يرى المؤتمر انه غير ممثل فيها إلا بنسبة ضئيلة لا تعادل حجمه الحقيقي يعد يحظى بأي دعم حزبي بعد ان هجره حزب الإصلاح لما اعتبره مساهمة هادي وابرز معاونيه في إسقاط صنعاء بأيدي الحوثيين ،وكذلك تخلي الحوثيين عنه وتحالفهم مع صالح وهو ما تجلى بوضوح في المظاهرات المؤيدة لصالح والتي خرجت في صنعاء خصمه التقليدي الإصلاح الذي يرى المؤتمر انه نال أكثر مما يستحق في هذه الحكومة بفضل دعم الرئيس هادي. اما ما يتعلق بفصل هادي من موقعه القيادي المؤتمري فيمكن قراءته في سياق آخر يتمثل بتوجه عام للتخلص منه أولا من الحزب وسحب الغطاء الحزبي عنه ،وهو ما قد يضعف دوره، خاصة وان الرجل لم الجمعة ،وكل ذلك سيجعل هادي يحارب في أرض مكشوفة دون أي تحصينات أو دفاعات ،وربما يعجل من رحيله ويفتح شهية صالح للعودة مرة أخرى إلى كرسي الرئاسة .