على أبواب الحوار وإعادة رسم خارطة الطريق، نحن بين خيارين لامجال بينهما للمناورة أو اللعب بالأوراق أو المماطلة، والحسابات الحزبية أو الجهوية الضيقة البليدة.. حيث أصبحت قضايا الشعوب لاتتحمل النقاشات في الغرف المغلقة.. وبعد ارتفاع سقف الحريات، سيكون من المستحيل تمرير أي صفقة سياسية.. ومصر أمامنا تلتهب جيوبها الأنفية ومفاصلها وميادينها. الحديث عن التغيير أمر حتمي، لكن التغيير إن لم يلبِ احتياجات الناس، ويراعي خصوصياتهم، ويحافظ على ثقافتهم، ويحترم هوياتهم.. سيكون حواراً لاقيمة له.. وإن اتجه الحوار نحو طريق الدفاع عن ثوابت وأصنام.. هي من صناعتنا، ولاعلاقة لها بحاجات الناس، وبحثهم الطويل منذ الاستقلال عن العدالة في الثروة والسلطة.. سيكون حواراً لاعلاقة لنا به.. إن لم تتربع قضية ماأفسده النظامان السابقان للوحدة، والنظام الذي تلاها، وماألحقاه بنا من مصائب، محور القضايا.. فنحن نتجه لإنتاج حمار وطني.. لأنه سيكون قد تعامى عن الحقائق على الأرض.. وبغباء الحمار المعهود سيتجه إلى الطريق الخطأ.. التوزيع العادل والحقيقي للثروة والسلطة هما عماد الحوار.. تحت أي سقف سيتحقق ذلك.. ليس مشكلة كبيرة عندي.. لقد فشلت الدولة المركزية بالوحدة، وفشل قبلها الانفصال في تحقيق ذلك.. وسيفشل الحوار إن ركز على شكل الدولة الجديد فقط، وتجاهل هذه المسألة.