هناك من يستبعد وجود مؤامرة تستهدف اليمن ووحدته ضمن مؤامرة أكبر تشمل كل البلاد العربية بترتيب معين جرى الإعداد له مسبقاً ولاعلاقة لتغير الإدارات والحكومات التي تقف بلدانها أمام وخلف هذه المؤامرات وتجند لها في الداخل والخارج من يعمل على تنفيذها، وماثقافة إنكار المؤامرة إلا جزء منها تهدف إلى التغطية على هذه المسألة لتمر بهدوء دون أن يتنبه إليها أحد أو على الأقل حتى لايدركها إلا القليل الذي لايستطيع أن يفعل شيئاً ويبقى ينادي وحيداً ويحذر من خطورة مايحدث فلا يسمعه الناس، لكن مؤامرة من النوع والحجم الذي يجري تنفيذه على طول البلاد العربية وعرضها لايمكن أن يجري التستر عليه أو تمريره بصمت. وهنا أضع بياناً للشعب اليمني كله ليعلم أن المؤامرة التي تستهدف وحدته ليست أوهاماً كما يسوّقها الإعلام المضلل، إنها حقيقة لمن يعي ويفهم.. ليعلم الشعب اليمني أن سفارة إحدى الدول الغربية في بلادنا تستدعي إليها بعض الشخصيات في البلد مستغلة بذلك المناسبات والأحداث التي ترى فيها مبرراً لدعوتها، وكل هذا لاعلاقة له بالعمل الدبلوماسي بقدر ماله علاقة بتنفيذ السياسات الغربية والمؤامرات التي تحاك ضد هذا البلد والبلدان العربية الأخرى بما في ذلك الدول التي يظن أهلها أنهم بمنأى عن الخطر والمؤامرات. ذات يوم قريب مضى استدعى مسؤولو هذه السفارة عدداً من الشخصيات الإعلامية على خلفية ماتقوم به بعض الصحف من تجاوزات قانونية وأخلاقية فيما تنشره على صفحاتها، وفي سياق الحديث مع من تم استدعاؤهم يجري التحدث معهم بأساليب التحريض ضد البلد حيث يتحدث الملحق الثقافي قائلاً لهم: نحن معكم وبكل صراحة ويحرضهم على المزيد من نشر الفوضى وثقافة التخريب في البلد ويعرض عليهم العون والحماية وكلاماً كثيراً يحمل في طياته العداء والحقد على هذا البلد وأهله، وللأمانة يقولها أحدهم: لقد تفاجأت بما سمعت لم أكن أتوقع أن أسمع كل ذلك الذي لاعلاقة له بالعمل الدبلوماسي، وهو تدخّل سافر في الشأن الداخلي، ومهما تكن مواقفنا فإنها لاتصل إلى حد معاداة البلد والاستجابة لهكذا توجيهات ومطالب تملى على أبناء البلد لتخريب بلدهم، ثم بعد ذلك يطل السفير ليقول لهم هذه الجملة بالنص وافهموا ياأولى الألباب «نحن مع يمن آمن أو مع يمنيين آمنين أو ثلاثة يمنات آمنة» فلا تخدعنا مفردة الأمان في قوله فهناك دلالات واضحة في قوله وقد تركهم على أمل اللقاء بهم في مرات قادمة.. ليعلم الشعب اليمني في طول البلاد وعرضه أن المؤامرة على وحدتهم لم تعد سرية وأن دعاة الانفصال هم من ينفذون فصول هذه المؤامرة التي سيفشلها وعي اليمانيين وتمسكهم بوحدتهم بإذن الله. إن الإطلالة البائسة التي أطل بها بائس الأمس هي ذاتها لم تتغير وكنا نظن أن ذلك البائس وأمثاله قد تعلموا من الزمن، إلا أن الزمن هو من أثبت ويثبت أن أولئك ليسوا سوى أدوات يتم تحريكها في الوقت الذي يختاره اللاعبون بهم وأصحاب خارطة الدم التي رُسمت للوطن العربي ليصبح دول الحارات والأقاليم المشتتة والمتصارعة ومن المؤسف حقاً أن يتولى أو بالأصح يسعى أبناء هذه الدول لتنفيذ تلك المخططات والخرائط بالنيابة عن أعداء هذه الأمة. لقد وضح السبيل في حقيقة كل الشعارات التي ترفع متخذة من الدين ستاراً ومن الوطنية دثاراً ثم إنهم يعلنون مواقفهم المعادية للوحدة على شاشة القنوات التي من الواضح انها تنفذ موقفاً سياسياً في تناولاتها لأخبار اليمن ووحدته، ومع كل هذا يبقى الرهان على الله وحده ليخزي أصحاب دعوات الضلالة والفوضى ومن ثم على الشعب اليمني الذي يدرك جيداً أن الحلول الانفصالية هي بوابة الدمار الذي لن يبقي على شيء، ولن يقبل كل ذي عقل أن يفرط بالوحدة نزولاً عن رغبة أصحاب خارطة الدم ومن يسعى لتبني الحلول الانفصالية.. ولعل أهم ماجاءت به الأيام هو الفرق الواضح والصريح بين من يسعى بكل جهده للحفاظ على الوحدة ويدعو إلى الدفاع عنها ويقدم الحلول والتنازلات ويدعو إلى الحوار من أجل الوطن، وبين أولئك الذين يرون أن كل الحلول خاطئة عدا الانفصال ويهتفون بالتمزق والشتات ويدعون إلى الفتنة بين أبناء البلد الواحد الموحد. نعم ليدرك الجميع كم هو الفرق بين دعاة الوحدة ودعاة التمزق والفتنة ثم ليحكموا أو ليكونوا من الشاهدين على هذا الحال؛ فالشعب اليمني لن يسمح أن تمس وحدته ولن يسمع دعوات البائسين لأن الوحدة مستقبلهم ومستقبل الأجيال القادمة وهي سر الأمن والأمان والاستقرار، وكل خير في الحاضر والمستقبل وعلى الجميع ان يحددوا مواقفهم من الآن، وفي المقدمة الأحزاب السياسية التي يفترض ان تكون سباقة في تحديد مواقفها إذ أن هناك من ينتسب إليها وله مواقف عدائية ضد الوحدة وضد الشعب اليمني لأنه المستهدف في كل هذه المؤامرة التي اتضحت كل خيوطها وحبالها، وسيخزي الله البائسين الذين يريدون البؤس لهذا البلد وأهله..