سطر الجنوب العربي أفضل وأنقى تعريف لمفهوم التصالح والتسامح من خلال مسيراته المليونيه في عدنوالمكلا وبقية المحافظات,وبذالك نجح في طي أصعب صفحة من صفحات الماضي حصدت فيها الكثير من الأرواح حتى بات كلا الطرفين يذوق مرارة الهزيمة سواء المنتصر أو المهزوم ,لحين قرر هذا الشعب إن ينهي هذه المعاناة عبر جمعية ردفان الخيرية ليكون كلا الطرفين في تلك الحرب المشئومة في خانة النصر ,نصر الأخوة ليقطع كيد النظام المخلوع المحتل الذي كان يستخدم تلك الورقة بين الحين والآخر لإشعال الفتنة بين شعب الجنوب الواحد لشغله بالصراعات الداخلية فيما بينه وصرفه عن خصمه الحقيقي المتمثل بنظام الاحتلال وأفعاله من نهب وسلب في ارض الجنوب وخيراته ,ومن حكمة شعب الجنوب إنه قطع دابر ذاك النظام وأسرع بنبش التربة التي أوجدها ذاك الاحتلال في الجنوب من قبل عام 90 وحل محلها تربه صالحة قابلة للزرع والحصد عبر أيادي شباب الجنوب ومناضليه في 13 يناير2006م،, وكانت ثمار هذا الحصاد ثمار نقية تسر له قلوب الناظرين في 13 يناير 2013م عبر قناة عدن لايف . وفي الوقت التي نجد فيه تلك القلوب المؤلفة القادمة إلى عدن من جميع المحافظات الست لتجسد مبدأ التصالح والتسامح ,نجد حيرة ابناء المكلا أمام التشتت في مكونات حراكه وهم أبناء المحافظة الواحدة ,ولن ننكر جهود الطرفين في حشد الجماهير وترتيب المهرجانين وتنظيمهم سواء كان جناح بامعلم أو جناح باعوم بل أبدع كلا الطرفين في برامجه وفعاليته ,وسيكون إبداعهم اكبر لو توحدوا واتحدوا وعملوا على احتواء قناعات جميع الفئات والفصائل والمكونات الأخرى, حتى وان شاركت بعض تلك الفئات في إحدى ساحات الشرج أو المكلا فان مشاركتهم جاءت لمناصرة مبدأ التصالح والتسامح واصرف الكل نظره عن تشتت القيادات بين الشرج والمكلا ,ففضل البعض المشاركة مع عدم الاقتناع بما يجري من تمزق بين الساحتين برغم من الاحتشاد الكبير في المهرجانين وكان بإمكانه أن يكون اكبر لو اتحد المكونين تحت فعالية واحدة وفي موقع واحد في حي اكتوبر حسب الاتفاقية الذي أعدها مشكور الشخصية الاجتماعية الشيخ / عبد الملك بن مالك رئيس المجلس الأهلي للأمن والاستقرار وبمساهمة مثقفين من اجل الجنوب وبعض شخصيات ومقادمة قبائل حضرموت والذي حددت فعالية واحدة وموقع واحد وبيان واحد صادر عن الفعالية وليس كلمات أو خطب تلقى من أي مكون كان ,مثل البيان الصادر في فعالية ساحة الحرية في خور مكسر في عدن وهو بيان متفق عليه من كل المكونات في ساحة الحرية,وهذا كان أطيب حل لمشكلة الزعامات لان قضية الجنوب في الوقت الحالي ليست بحاجة إلى مكونات معدودة تحت قيادات وزعامات محدودة لان الشعب تجاوز مرحلة الانقياد والخطب الرنانة ووصل إلى مرحلة قيادة نفسه بنفسه وفرض قضيته على من حوله باستثناء احتياجه للتنسيق بين جميع شرائحه وتحديد آلية أعمال فعالياته .سبق وان نبهنا في مقالات واجتماعات عديدة من عواقب ذلك التمزق وطالبنا بتشكيل هيئة تنسيقية عليا تتولى تنسيق المهرجانات والفعاليات الوطنية العامة مثل عيد 14 أكتوبر و30 نوفمبر وبقية المناسبات الوطنية ,لتفادي التشرذم والتشقق في صف أبناء المحافظة الواحدة .والله الموفق.