يبدو لي من خلال ما نكتب عن حضرموت وما يتم مناقشته من كتابات عنها وعن مواضيع سياسية تتعلق بمستقبلها العالق شئنا ام أبينا بعراقيب غيرنا لأسباب قد نجهل الكثير منها وقد نعلم بعضهاوهو مدعاة للتأمل فيما يجري فينا وبنا ومن حولنا الامر الذي يخلص به المرء الى القول من هو الحضرمي وماذا يريد الحضرمي ..؟؟!! من دوافع الكتابة عن هذا الموضوع كنت البارحة من أحد الطيور المهاجرة من أرضها ( حضرموت ) وهو شخصية مثقفة وقلم صحافي مخضرم كتب منذ زمن في صحافتنا قديما ورسم معالمها عبر ماكانت تزخر به حينذاك هذه الصحف بأقلام حرة وطنية مبدعة خطت لنا تاريخ من ماضي صحافت تليدة إندثرت بفعلنا وفعل رياح التغيير والتهجير وعوامل التعرية القومية والإشتراكية في ذلك الزمن … كان الحوار مع هذا الكاتب يدخل في مناقشة مجريات الأمور على واقع حضرموت والمنطقة الجنوبية برمتها وكنت أجيبه على تساؤلاته عن رؤية متواضعة لما يحدث اليوم إستنادا لوقائع التاريخ الماضي القريب ..تحدثت له بكل مرارة عننا كحضارمة لازلنا على الاقل داخليا غير جاهزين أو مستعدين لماتحمله قادم الأيام لنا فضلا عن التفكير في خلق واقع وفرضه بما يلبي مصالحنا نحن الحضارم ضمن المشاريع المطروحة اليوم في أجندة الكل داخليا وخارجيا ..!! كانت الإجابات منه لاتشعر معها بالمطلق على إتساع أفق الحوار بشيء من الإنفتاح بل كانت التحفظات إن لم أقل التوجسات هي سمة الردود في نقاش ينبغي أن تنفتح له آفاق رحبة ودوائر متعددة في التفكير بمستقبل أمة لا معنى عندها للتحفظ على شيء ربما نختلف في الرؤى لكننا نفكر بعقل وفكرمفتوح وقلب يإن على مستقبل وطن نرى ضياعه للمرة الثانية على وشكه أو قاب قوسين أو أدنى منه ..!! لاأصدق ولا أجد مبررات للتحفظات لتي يبديها الكثير من الحضارمة من مناقشة مستقبل أجيالهم بالمطلق خاصة من أولئك المهاجرين في أصقاع العالم الذين إكتووا بنار الهجرة والتشريد القسري من أوطانهم كيف لهم يتعاملون مع أم القضايا لهم بهذه الصورة وكيف لهم يتوجسون من صنعة مستقبل إجيالهم القادمة ألم يحن الوقت اليوم أن ينهضوا ويتكاتفوا ويفكروا في رسم معالم خارطة وطن جديد يتشكل في الأفق وهم عنه نائمون أو هائمون ؟؟!! متى نتفض من سلبيتنا لوطننا ونشارك همه وهم من هم فيه وننهي مرحلة الشعار القائل ( من خذ أبونا هو عمنا )..!! البعض يخاف في المهاجر على لقمة عيشه لكي لايستبعد منها عند الحديث عن شيء اسمه وطن هناك والبعض الآخر مقيد بأجندة الوطن العائش فيه ولايقول الا ماقد قيل منهم فيه ..!! والآخرون يصرون في فلك أعمالهم وتجارتهم ولايعلمون عن هذا الوطن شيئا..!! أما الذين في الأوطان فهم في كثير منهم لايستطيع التفريق بين وطنه الأم ومساحة الإشتغال على دوائر الإنتماء الأكبر له فهو حينا يكون ملكيا أكثر من الملك ويترك وطنه تأخذه الرياح الى حيث ماأخذته من سنين خلت وهو لايدرك خطورة تفكيره ولافعله ولا حتى سلبية الفئة الصامتة من صمتها..!! ثم نتحدث عن حضرموت التاريخ والحضارة وهلماجرا من إستجرار وإستدرار الماضي الذي لانجعل منه قنطرة عبور الى مستقبلنا .!! حين أرى المشهد أشفق على حالنا وحال نخبنا ومثقفينا ونحن منهم لانزكي أنفسنا من ذلك.. وأتحدث مع نفسي للأجابة عن سؤال عريض كيف يكون إصلاح حالنا ونحن على ذات الشاكلة من وطننا وأنفسنا …لاأدري كيف أجيب لكنني بحيلة العاجز قد أجيبكم اللهم أعلم … فهل فقهتم ؟! ..أسأل الله أن يردنا الى جادة صوابه والله أعلم بمراده ..!!