صحيفة أمريكية: اليمن فضح عجز القوى الغربية    المناطق الأكثر غزارة للأمطار اليوم    طعم وبلعناه وسلامتكم.. الخديعة الكبرى.. حقيقة نزول الصرف    شركات هائل سعيد حقد دفين على شعب الجنوب العربي والإصرار على تجويعه    الشيخ الجفري: قيادتنا الحكيمة تحقق نجاحات اقتصادية ملموسة    رائحة الخيانة والتآمر على حضرموت باتت واضحة وبأيادٍ حضرمية    يافع تثور ضد "جشع التجار".. احتجاجات غاضبة على انفلات الأسعار رغم تعافي العملة    عمره 119 عاما.. عبد الحميد يدخل عالم «الدم والذهب»    بعد إخفاق يحيى.. جيسوس يطلب ظهيرا أيسر    نيرة تقود «تنفيذية» الأهلي المصري    لم يتغيّر منذ أكثر من أربعين عامًا    الاتحاد الأوروبي يوسّع مهامه الدفاعية لتأمين السفن في البحر الأحمر    مجموعة هائل سعيد تحذر من المعالجات العشواىية لأسعار الصرف وتنبه من أزمات تموينية حادة    غزة في المحرقة.. من (تفاهة الشر) إلى وعي الإبادة    السعودي بندر باصريح مديرًا فنيًا لتضامن حضرموت في دوري أبطال الخليج    العنيد يعود من جديد لواجهة الإنتصارات عقب تخطي الرشيد بهدف نظيف    - اقرأ سبب تحذير مجموعة هائل سعيد أنعم من افلاس المصانع وتجار الجملة والتجزئة    الاستخبارات العسكرية الأوكرانية تحذر من اختفاء أوكرانيا كدولة    صحيفة امريكية: البنتاغون في حالة اضطراب    حملات ضبط الأسعار في العاصمة عدن.. جهود تُنعش آمال المواطن لتحسن معيشته    قادةٌ خذلوا الجنوبَ (1)    مشكلات هامة ندعو للفت الانتباه اليها في القطاع الصحي بعدن!!    أحزاب حضرموت تطالب بهيكلة السلطة المحلية وتحذر من انزلاق المحافظة نحو الفوضى    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة نذير محمد مناع    إغلاق محال الجملة المخالفة لقرار خفض أسعار السلع بالمنصورة    لهذا السبب؟ .. شرطة المرور تستثني "الخوذ" من مخالفات الدراجات النارية    تكريمًا لتضحياته.. الرئيس الزُبيدي يزيح الستار عن النصب التذكاري للشهيد القائد منير "أبو اليمامة" بالعاصمة عدن    لاعب المنتخب اليمني حمزة الريمي ينضم لنادي القوة الجوية العراقي    هيئة مكافحة الفساد تتسلم اقرار نائب وزير التربية والتعليم والبحث العلمي    عدن.. تحسن جديد لقيمة الريال اليمني مقابل العملات الاجنبية    تدشين فعاليات المولد النبوي بمديريات المربع الشمالي في الحديدة    المشايخ في مناطق الحوثيين.. انتهاكات بالجملة وتصفيات بدم بارد    أمواج البحر تجرف سبعة شبان أثناء السباحة في عدن    سون يعلن الرحيل عن توتنهام    وفاة وإصابة 470 مواطنا جراء حوادث سير متفرقة خلال يوليو المنصرم    محمد العولقي... النبيل الأخير في زمن السقوط    طفل هندي في الثانية من عمره يعض كوبرا حتى الموت ... ويُبصر العالم بحالة نادرة    مع بداية نجم سهيل: أمطار على 17 محافظة    من تاريخ "الجنوب العربي" القديم: دلائل على أن "حمير" امتدادا وجزء من التاريخ القتباني    تقرير حكومي يكشف عن فساد وتجاوزات مدير التعليم الفني بتعز "الحوبان"    من يومياتي في أمريكا.. استغاثة بصديق    ذمار.. سيول جارفة تؤدي لانهيارات صخرية ووفاة امرأة وإصابة آخرين    مأرب.. مسؤول أمني رفيع يختطف تاجراً يمنياً ويخفيه في زنزانة لسنوات بعد نزاع على أموال مشبوهة    لاعب السيتي الشاب مصمّم على اختيار روما    أولمو: برشلونة عزز صفوفه بشكل أفضل من ريال مدريد    تعز .. الحصبة تفتك بالاطفال والاصابات تتجاوز 1400 حالة خلال سبعة أشهر    من أين لك هذا المال؟!    كنز صانته النيران ووقف على حراسته كلب وفي!    دراسة تكشف الأصل الحقيقي للسعال المزمن    ما أقبحَ هذا الصمت…    لمن لايعرف ملابسات اغتيال الفنان علي السمه    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    وداعاً زياد الرحباني    اكتشاف فصيلة دم جديدة وغير معروفة عالميا لدى امرأة هندية    7 علامات تدل على نقص معدن مهم في الجسم.. تعرف عليها    تسجيل صهاريج عدن في قائمة التراث العربي    العلامة مفتاح يؤكد أهمية أن يكون الاحتفال بالمولد النبوي هذا العام أكبر من الأعوام السابقة    رسالة نجباء مدرسة حليف القرآن: لن نترك غزة تموت جوعًا وتُباد قتلًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صحيفة نداء الجنوب 1974 : حضرموت السيادة .. حضرموت القيادة
نشر في هنا حضرموت يوم 28 - 01 - 2013

خلال تصفحي لأرشيفي من الصحف القديمة للجنوب العربي وحضرموت وقعت في يدي نسخة لمقابلة صحفية مع السلطان غالب بن عوض القعيطي مع صحيفة (( نداء الجنوب )) العدد 356 الاثنين 7 رمضان 1394 ه الموافق 22 سبتمبر 1974 م والتي تصدر من جده ورئيس تحريرها المرحوم عبدالله على الجابري تزامنا مع حملة جيش الإنقاذ وتحت أشراف المرحوم الشيخ /عبدالله سالم باعشن من أجل تحرير حضرموت والجنوب من فلول الجبهة القومية في تلك الحقبة من الزمن البغيض .
واليكم المقابلة الصحفية حيث يكشف السلطان غالب بن عوض القعيطي عن أسرار الانقلاب العسكري الذي دبرته بريطانيا في حضرموت ويتحدث بصراحة وشجاعة عن العلاقات بين الشعبين اليمني والحضرمي ويقول :
- رفضنا الدخول في وحدة مع شطر من اليمن بهدف أن تتحد اليمن أولا مع بعضها البعض
- رفضت حضرموت الإتحاد مع "الجزء " اليمني المحتل
- رفضنا هذا العرض الوحدوي لأنه صادر من الحكومة البريطانية الاستعمارية ولأنه لا يتجاوب مع رغبات الشعب الحضرمي
- البريطانيين قدموا وعودا معسولة ورشوات مالية لبعض ضعاف النفوس من ضباط جيش البادية والنظام وبعض الموظفين
- أما إنكار ( حضرمية حضرموت ) فهذه دعوى دعاية .. لن تجد – قطعا – من يصدقها إلا إذا خرجت الأمة العربية والعالم في مظاهرة ضخمة .. لإحراق كتب الجغرافيا والتاريخ
- الانقلاب العسكري الذي دبرته بريطانيا وصفق له العرب
- كيف أقامت بريطانيا دولة ماركسية في جزء من اليمن وضمت له حضرموت لتمكنيه من محاربة اليمن الكبرى
- تجاهل وجود حضرموت ومأساة شعبها .. سيحولها إلى بؤرة خبيثة .. للإلحاد وقاعدة أجنبية للعدوان .
نداء الجنوب:
الشعب الحضرمي يتهمكم يا سلطان غالب بالتفريط في سيادته وإضاعة مستقبله وعدم الاهتمام ولو بشجب الأساليب الإجرامية للشيوعيين في حضرموت المتمثلة في السحل والقتل والنهب والسلب والتشريد , وقد تشردت الغالبية العظمى من الحضارم هلال السنوات السبع الماضية !!
السلطان غالب القعيطي :
نحن لم نفرط في سيادة حضرموت ولم يكن لنا أي دور في إضاعة مستقبل الشعب الحضرمي والذي حدث ( وانتم تعرفونه ) أن بريطانيا دبرت انقلابا عسكريا في حضرموت عام 1967 م في شهر سبتمبر. وقد وقع هذا الانقلاب في غيابنا في جنيف لعرض قضية حضرموت على لجنة تصفية الاستعمار. وتم بتحريض من البريطانيين ووعود معسولة ورشوات مالية لبعض ضعاف النفوس من ضباط جيش البادية والنظام وبعض الموظفين .. وقامت هذه العناصر ( الخائنة مع الأسف ) بالانقلاب ليس لحسابها ولا لحساب الشعب الحضرمي .. بل لحساب ( الجبهة القومية – الشيوعية في ( عدن ) ..وقد لاقت جميع هذه العناصر المرتشية والخائنة المصير الأسود على أيدي الشيوعيين .. فكلهم اعدموا .. أو سجنوا أو هربوا وصودرت ممتلكاتهم وبعد أيام أو شهور وقع….. السلطة الشيوعية في عدن الجيش الحضرمي وضباطه وجنوده .. وكذلك فعلت بالإدارة المدنية والزعماء السياسيين ومشايخ القبائل بل بالشعب الحضرمي كله .
ونحن نشعر بالأسى والحزن لان مثل هذه الخيانة والحماقة أتت من حفنة رجال يعدون على أصابع اليدين في حضرموت وأدت إلى هذه المأساة المروعة التي يعيشها الشعب الحضرمي ( السجين ) المنهوب في بلاده والمشرد خارجها .. وأشعر بالأسف أكثر لان بعض قادة العرب في العالم العربي صفقت لهذه المؤامرة البريطانية .
لماذا لا نتكلم ونشجب ما يقع في حضرموت ظلم للإنسان وانتهاك لحرماته وتعدِ على حدود الله وحريات الأفراد وأموالهم – نحن لا نتكلم لأسباب قد لا يفيدكم ولا يفيد الشعب الحضرمي ذكرها- .. ولكن ثق إننا نتألم لما يجري في بلادنا وسنتكلم عندما نقتنع بان كلامنا سيفيد قضية شعبنا .. ( ولا ثمرة بلا عمل ) .. ونحن إن قلنا سنفعل .. وان لم نقل فافهم إننا لا نجد القدرة على الفعل .. ولهذا لا نقول .. (( قف ! )) .
واتهام من بعض العرب
نداء الجنوب:
قبل العودة للاستعلام والاستفهام حول نقاط معينة وردت في جوابكم على سؤالنا الأول .. نريد أولا سماع رأيكم في التهمة التقليدية المشاعة والمذاعة عنكم في العالم العربي بأنكم ( عملاء للاستعمار وأعوانه ) !! وان ثورة الشعب في الجنوب اليمني وحضرموت كانت موجهة ضدكم .. وضد الاستعمار معا .. فماذا تقولون دفعا لهذه التهمة ؟
السلطان غالب القعيطي :
الرسميون من الأشقاء العرب .. والعناصر المستنيرة من الأمة العربية تعلم جيدا وتماما .. ( إن الحماية – والوصاية والاستعمار البريطاني ) كانت مفروضة علينا .. وعلى شعبنا لا مطلوبة أو مرغوبة منا أو من شعبنا .. ولم نكن نملك السلطة للتخلص منها بقرار . ولم نكن نملك القوة لدحر الاستعمار بالسلاح ولم يتقدم احد من الأشقاء العرب كحكومات ولا من الأمة العربية كجماهير لتحريرنا من الحماية والوصاية والاستعمار ورفضنا هذا التحرير لتقام علينا الحجة ولم تقدم لنا المساعدة عسكريا أو اقتصاديا .. لتمكيننا من الوقوف ضد الاستعمار بمفردنا . والشعب الحضرمي لم يثر ضدنا .. ولم يطلب التخلص منا .. الاستعمار هو الذي ثار ضدنا , وسلم حضرموت لعملائه في عدن .. وقد أسمعتك القصة باختصار في سؤالك الأول .. فلا تدعني أكررها .. واكبر برهان على ذلك أن القبائل الحضرمية ثارت لمناصرتنا .. وضربتها بريطانيا بالطائرات .. ولا زال الشعب الحضرمي يحمل السلاح إلى اليوم ويعمل على تصحيح مسار ثورته سياسيا وعسكريا .. ولكن الثورة ستستمر وسنحاول تصحيح الأخطاء .. سنحاول.
هل الثورة من صنع الاستعمار !!
نداء الجنوب:
هل تعتبرون عظمتكم أن الأحداث التي جرت في عدن قبل الاستقلال بداية وتحريض من بعض الدول العربية تحمل معنى الثورة الشعبية .. وهل تلك الأحداث من صنع الاستعمار؟
السلطان غالب القعيطي :
إنني أتكلم عن حضرموت وليس عن عدن والمناطق اليمنية الأخرى ( اتحاد الجنوب العربي سابقا ) .. ما كان يجري هناك .. لا علاقة له بحضرموت .. ولا بالشعب الحضرمي .. والذي اعلمه أن الحكومات اليمنية المتعاقبة في صنعاء منذ 1945 م كانت تطالب باستعادة بعض المناطق اليمنية وتحرير مستعمرة عدن اليمنية .
وكانت الحكومات اليمنية في صنعاء تحرض أحيانا على أعمال العنف ضد الاستعمار منذ عام 1954م وحتى بعد أن أقامت بريطانيا دولة في المنطقة اليمنية الجنوبية .. وضمت إليها سلطنة الواحدي التي يعتبرها الشعب هناك جزء من حضرموت وأطلق على هذه الدولة ( اتحاد الجنوب العربي ) .. ووعدت بريطانيا بمنح هذا الاتحاد الاستقلال في موعد أقصاه الأول من يناير 1968 م .. وأقول بعد أن كونت بريطانيا هذا الاتحاد بالتشاور مع عناصر الحكم المحلية .. واستمر الأشقاء في صنعاء يطالبون بإلغاء هذا الاتحاد وخروج الاستعمار فورا وإلحاق هذه المناطق بسلطة السيادة والحكم في صنعاء باعتبارها جزء من الأراضي اليمنية ,, ولكن بريطانيا رفضت الاستجابة لمطالب صنعاء .. واستمرت السلطة الشيوعية في عدن ترفض الاستجابة لهذه المطالب .. ولكن بذريعة أخرى .. !
وعلى أي حال لم تكن حضرموت فيما اعلم هدفا لطموح سياسي توسعي من الأشقاء في اليمن .. ولم تعرض علينا من قبلهم فكرة ( الوحدة معهم سياسيا واقتصاديا ) .. ولو عرضت علينا فكرة الوحدة بين حضرموت واليمن لأخذناها بعين الاعتبار بعد التأكد من رغبات الشعب .. وزوال الحماية البريطانية عنه .. إن الوحدة هي المطلب الوطني لكل العرب .. ووحدة شبه الجزيرة العربية هي أكثر الأشياء أهمية وحيوية للأمة العربية بأسرها .. وهي – وحدة شبه الجزيرة العربية – أكثر قابلية للتحقق .. من أي وحدة بين قطرين عربيين أو أكثر .. والواقع انه لم تعرض علينا سواء من الأشقاء في اليمن – اليمن الشمالي الآن – أو من أي دولة عربية أخرى , لم تعرض علينا فكرة منحنا المساعدة لتمكننا من الوقوف ضد الاستعمار .. أو تطوير حضرموت اقتصاديا واجتماعيا .. فضلا عن الدعوة إلى الوحدة .
والعرض الوحيد الذي قدم لنا ( بالوحدة ) هو عرض من الحكومة البريطانية بالانضمام لاتحاد الجنوب العربي .. وقد رفضنا هذا العرض .. للأسباب التالية :
أولا – رفضنا هذا العرض الوحدوي لأنه صادر من الحكومة البريطانية الاستعمارية ولأنه لا يتجاوب مع رغبات الشعب الحضرمي .
ثانيا- رفضنا هذا العرض لأنه يطالبنا بالاتحاد مع منطقة يعتبرها اليمن جزء من أراضيه التي يحتلها الاستعمار .. ولم يطلب منا الاتحاد – مثلا – مع الدولة اليمنية المستقلة المعترف باستقلالها عربيا ودوليا.
ثالثا – رفضنا هذا العرض الوحدوي لئلا نصطدم بالأشقاء في صنعاء .. ويتهموننا بمحاولة التوسع أو الإعداد للتوسع على حسابهم وفي ظل الحماية البريطانية .. وهذا سيخلق لنا مشكلات في المستقبل مع الأشقاء في صنعاء .. كنا نعمل على تجنبها بأي ثمن .. وهاهي المحاذير التي كنا نخشى أن تقع .. ويدفع ثمنها الفادح الشعبان الحضرمي واليمني على السواء .. ولا زالت أخطارها .. وأضرارها تتعاظم بمرور الوقت …
نداء الجنوب:
في ردكم على سؤالنا الأول – قلتم عظمتكم – أن أسبابا ( لا يفيدنا ذكرها ) تمنعكم من ( كلام ) لا عمل به ولا فائدة منه .. فهل لنا أن نعرف ( المتاح المباح ) من هذه الأسباب .. بل نريد أن نعرف أكثر .. لماذا لا تشاركون – عمليا لا نظريا – في تعبئة وتنظيم الشعب الحضرمي للدفاع عن نفسه .. واستنقاذ بلاده من الحكم الشيوعي الذي اجبر أكثر من نصف سكان حضرموت على الفرار من ديارهم . وسلب ونهب من بقي منهم هناك .. وجردهم من حقوقهم المدنية وهو يسوق الشباب رجالا وتساءا في طريق التحول إلى الشيوعية بالإكراه .. ووسائل الاستقطاب والاجتذاب السياسية والثقافية وشن حرب لا هوادة فيها على العقيدة الإسلامية .. ؟
السلطان غالب القعيطي :
إنني جندي في خدمة الشعب الحضرمي , والذي افتخر بكوني واحدا من أفراده .. لا من حكامه .. وقضية مشاركتي في النضال ضد الطغمة الشيوعية الظالمة المتسلطة على الشعب الحضرمي والشطر الجنوبي من اليمن .. قضية مشاركتي هذه أمنية شخصية بالنسبة لي .. ولكنها رهن الاعتبارات التالية:
أ‌- استعداد الشعب الحضرمي نفسه للنضال دفاعا عن حقه ووطنه .. وعن دينه وعروبته وشرفه ومستقبله وأمنه واستقراره وازدهاره.. واستعداد الشعب الحضرمي للنضال واضح ومعلن .. ولكنه يحتاج إلى ( راية يلتف حولها ) .. وقيادة تاريخية قديرة على النضال وجديرة بثقة الشعب.
ب‌- استعداد زملائي زعماء ( حضرموت الكبرى ) وأهل الحل والعقد فيها للتنسيق معا والعمل على تعبئة الجهود رسميا وشعبيا .. لوضع إستراتيجية الكفاح المسلح .. ووضع تصور لمستقبل حضرموت – بعد تحريرها من الشيوعيين – يأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب الحضرمي .. ورغباته ويحقق طموحه في الأمن والمستقبل الأفضل ويقطع دابر الاختلافات والمنازعات في شبه جزيرة العرب ويحقق الانسجام بين شعبها ودولها .
أن اخطر التحديات التي تواجهنا في شبه جزيرة العرب .. وتعوق وحدتها الشاملة تتمثل في الشكل الجديد للاستعمار الذي يعمل تحت راية الماركسية .. ولكنه يخدم كل مصالح القوى الأجنبية .. ويحقق لكل أطراف الاستعمار ( القديم والحديث ) أهدافه الإستراتيجية .. والاقتصادية .. والسياسية .. ولا شك أن زعماء حضرموت وشعبها على استعداد للجهاد .. لما نالهم من هضم وظلم .
ج- استعداد ( الأشقاء العرب ) وبالذات دول شبه الجزيرة العربية وبالذات المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية اليمنية للاعتراف ( بحضرمية .. حضرموت ) وتمكين الإنسان الحضرمي من إثبات هويته الحضرمية والاعتراف بهذه الهوية , وتقديم المساعدة لها .. للإبقاء على حضرموت كمعقل قوي للإسلام والعروبة .. بدلا من تجاهل وجودها .. والسماح للشيوعيين بتحويلها إلى بؤرة خبيثة للإلحاد .. وقاعدة أجنبية للعدوان العسكري .. والتحريض الدعائي والسياسي الموجه ضد كل الأشقاء .. بل ضد الأمة العربية.
ماذا عن الوحدة ؟
نداء الجنوب:
ماذا عن الوحدة اليمنية أو الوحدة الحضرمية اليمنية بل ماذا عن أولئك الذين يقولون إن حضرموت ليست حضرموت .. بل هي جزء من اليمن ؟
السلطان غالب القعيطي :
نحن الحضارم وحدويون على نطاق واسع .. ونحن نؤيد الوحدة اليمنية – أوضحت لك هذا من قبل – وقد رفضنا الدخول في وحدة مع شطر من اليمن بهدف أن تتحد اليمن أولا مع بعضها البعض إثباتا لحسن النية وتجنبا لسوء الفهم , والتفاهم مع الأشقاء في صنعاء.
أما إنكار ( حضرمية حضرموت ) فهذه دعوى دعاية .. لن تجد – قطعا – من يصدقها إلا إذا خرجت الأمة العربية والعالم في مظاهرة ضخمة .. لإحراق كتب الجغرافيا والتاريخ .. كما حدث في الصين الشيوعية .. وأحرقت معها الإنسان الحضرمي نفسه .. أو غيرت لهجته .. وسحنته ونفسيته .. وسماته المميزة .
ومهما يكن من أمر فان القضية العاجلة الآن هي تقديم المساعدة للشعب الحضرمي المشرد خارج حضرموت .. وتحرير الجزء المسترق المنهوب من الشيوعيين في حضرموت ذاتها .. وتمكين الجميع من العودة بشرف إلى ديارهم ونحن نوافق بل نطالب بإعطاء الشعب الحضرمي حرية الاختيار وحرية اتخاذ القرار بشأن مستقبله … وإجراء استفتاء بين الحضارم لتقرير شكل الحكم الذي يريدون أو الاستفتاء عن الوحدة مع من تتم وكيف تتم ؟!
إن ( الوحدة الطوعية ) النابعة من الإرادة الحرة للشعوب هي المسلك المأمون .. المضمون .. والقادر على البقاء ومواكبة الأجيال .. ومسايرة كل التطورات .. ومجابهة جميع التحديات الخارجية والداخلية .. والتغلب عليها , هي الوحدة التي نريدها .. ويريدها الشعب الحضرمي .. لكل شبه جزيرة العرب والعالم العربي والإسلامي .. المهم أن تتم هذه الوحدة بأسلوب عادل .. عاقل .. كريم .. وان تتحقق بإرادة الشعب لا بإرادة الاستعمار ..
نداء الجنوب:
إن الأسلوب الذي تعرضون به أفكاركم يا عظمة السلطان يلفت الانتباه كثيرا ويعطي عكس الصورة القائمة في الأذهان عن حكام حضرموت … أين تعلمتم وما هو المؤهل العلمي الذي تحملونه . وان لهذا السؤال علاقة وطيدة.. بكل الذي قلتم وبالأفكار والحقائق التي شرحتم ..؟
السلطان غالب القعيطي :
لست اعرف ما هي الصورة القائمة في الأذهان .. ولست اعرف كذلك ما هي العلاقة بين ( مدرستي ! ) وبين الظلم الفادح الذي ألحق بي كحضرمي .. وبكل الحضارم قيادات وقواعد .. وفرض عليهم الهوان والإذلال والنكال ببلادهم .. والضياع والتشرد خارجها ..
غير انه إذا كان هذا الأمر يفيدكم .. فقد تعلمت في حضرموت والسودان الشقيق .. وأكملت دراستي في كلية ( ملفلد ) البريطانية متخصصا في التاريخ والجغرافيا ونلت بكالوريوس بدرجة شرف في تاريخ الدول الإسلامية عن جامعة أكسفورد .. وانأ الآن احضر رسالة دكتوراه عن علاقات حضرموت مع الدول الأجنبية في القرنين التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين .. وطبقا لنظام الجامعات البريطانية فان الجامعة التي تعطي شهادة البكالوريوس.. تعطيه بعد عامين مباشرة شهادة الماجستير .. والى ذلك فقد درست العلوم العسكرية في بريطانيا كذلك .. وان كانت رتبة ( جنرال ) التي صدرت بقرار استثنائي من الحكومة القعيطية عام 1966 م .. بعد أن أصبحت رئيسا للدولة والقائد الأعلى للقوات الحضرمية المسلحة ولكن .. أين هذه القوت المسلحة الآن . وأين الشعب الحضرمي نفسه .. إنهم جميعا في سجون حضرموت أو خارج حدودها .. أو تحت ترابها شهداء ..
( صورة للصفحة الأولى من صحيفة نداء الجنوب )
( صورة للعناوين – منشتات الرئيسية )
(صورة السطان غالب وهو يشرب لبن الأبل الحضرمية في العبر )
(( انتهت المقابلة ))
في ظل غياب الرؤيا الواضحة والصراع السياسي الذي يجري في الجنوب اليمني بدأت بعض الفئات تنادي باستبدال اسم (( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) باسم (( دولة حضرموت الاتحادية )) هذه الدولة العريقة صاحبة حضارة عمرها 5000 سنه بدلا من اسم دولتهم الجهوية والتي لا هوية لها . قبل 46 عاما ضموا دولة حضرموت إليهم واليوم يستخدمونه هوية لهم . من هو الرابح ياترى ؟!! وكما يقول المثل : عش دهرا ترى عجبا .
(كاتب وصحفي في صحيفة الرأي العام والطليعة الحضرمية في الستينات )
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.