قالها لي بحزن : منذ مدة لم يدخل السمك بيتي ، لقد استبدلت السمك بالبصل والطماطم ، أولاد لا يرونه إلا في الأعياد ، هذا حال رجل يعمل سائقًا لسيارة أجرة ، متوسط دخله الشهري ثلاثون ألفًا ،والله لقد دمعت عيناي عندما تفكرت في حاله ، وقلت في نفسي : سبحان الله يسكن مدينة المكلا – المدينة المشهورة بالثروة السمكية – ولا يستطيع أكل السمك ، أتعلمون لماذا ؟ لأن كيلو السمك تجاوز الألفين ريال ، أصبح متوسط ما تنفقه الأسرة على السمك خمسة عشر ألف ريال، بل أعجب من ذلك أن السمك أصبح يباع في مدن غير ساحلية بأقل مما يباع في المكلا ، فوا مصيبتاه . يحكي لنا حجر من الأحجار التي وجدت في أهرامات مصر أن أول ثورة قامت في التاريخ هي ثورة ضد الجوع ، قامت على أحد فراعين مصر لما جوع الناس ، وتلاعب بأقواتهم ، ومصادر أرزاقهم ، لهذا كان العبث بأقوات الناس ومصادر رزقهم لا يقدم حمقى الملوك ،والولاة المغفلين ، فإمكان الإنسان أن يصبر على الظلم والاستبداد والقهر ،لكنه لا يصبر على الجوع أبدًا . أخيرًا أدعو محافظ محافظة حضرموت الأخ : خالد سعيد الديني المحترم ، أن يتخذ الخطوات الآتية لحل أزمة غلاء أسعار السمك : 1. منع الاصطياد من قبل البواخر التجارية العملاقة التي تعمل على جرف مراعي الأسماك . 2. منع بعض وسائل الاصطياد الضارة ك(الحاوي و السخاوي) وغيرها من الوسائل التي تؤدي إلى هجر الأسماك لمراعيها . 3. مراقبة عملية بيع السمك ، ووضع وسائل معينة لضبط أسعاره . وفي الختام سيادة المحافظ أذكرك بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( لو عثرة بغلت بأرض العراق لخفت أن يسألني الله عنها لماذا لم تمهد لها الطريق يا عمر ؟) حفظ الله المكلا من كل سوء ، وجعل رزق أهلها رخاءً سخاءً وسائر بلاد المسلمين .