أدان حزب التجمع اليمني للإصلاح في بيانا صادر عن الأمانة العامة للحزب التصريحات التي أطلقها السفير الأمريكي لدى اليمن " جيرالد فايرستاين " مؤخراً بحق رجل الدين اليمني البارز الشيخ " عبد المجيد بن عزيز الزنداني " والتي وصف من خلالها مشاركة " الزنداني " في الحوار الوطني والمرحلة الانتقالية في اليمن بأنها لن تفيد بشيء ، وإن الشيخ " الزنداني" يعتبر أحد داعمي الحركات الإرهابية . البيان الصادر عن حزب الإصلاح وصف هذه التصريحات بأنها مسيئة وإنها لا تخدم مسيرة الحوار الوطني، بقدر ما ستزيد الوضع تعقيداً, على اعتبار أن جميع اليمنيين معنيون بالحوار الوطني وإنجاحه بمن فيهم شريحة العلماء والمفكرين ، معتبراً إن هذه التصريحات تعد تدخلاً سافراً في شئون الحوار الوطني بما لا يُسهم في تهيئة الأجواء الملائمة وتحسين شروط انعقاده. وفيما يخص وصف سفير واشنطن " للزنداني " بدعم الإرهاب ، قال البيان إن مثل هذه الدعاوى تفتقد مبرراتها، لانتفاء أدلتها الموضوعية ومسوغاتها القانونية . وليس حزب الإصلاح وحده من رفض تصريحات " فايرستاين " فقد سبقه إلى ذلك حزب الرشاد السلفي بإدانته لهذه التصريحات ، حيث أنتقد السلفيون هذا التصرف واصفين إياه بأنه يعد تدخلا معيباً في الشأن اليمني وتنافيا مع الأعراف والقوانين الدبلوماسية. بيان حزب الرشاد السلفي والذي عدد مواقف ومحامد " الزنداني " أكد على إن القضاء اليمني هو وحده من يقرر صلاحية الشخص وأهليته للمشاركة في الحوار الوطني من عدمه. انتظار حزب التجمع اليمني للإصلاح لخمسة أيام كاملة لتحديد موقفه تجاه تصريحات سفير واشنطن أثارة الغرابة والتساؤلات لدى الكثير من المتابعين ، كون إن الشيخ " الزنداني " والذي ولد في أحد القرى النائية بمحافظة " إب " اليمنية عام 1942م يعد أحد أهم وأبرز مؤسسيه برفقة الراحل الشيخ " عبد الله بن حسين الأحمر " كما إن " الزنداني " كان يشغل منصب رئيس مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح منذ تأسيسه وحتى الإطاحة به في المؤتمر الرابع للحزب الذي انعقد في 24- 2- 2007 من قبل ما يوصف بالتيار الليبرالي بداخل حزب الإصلاح والذي كان متعارضاً بشكل كبير مع التيار المحافظ بداخله والذي يُعد " الزنداني " أحد أقوى وأبرز رجالاته. وليس هذا فقط ما يثير تساؤلات الكثيرين ، فتصريح الأمانة العامة لحزب الإصلاح اعتبرت تصريحات " فايرستاين " بأنها تدخلاً سافراً في شئون الحوار الوطني ، فالغريب هنا إن أحدهم لم يسمع من قبل بأي تصريح أو بياناً رسمي من قبل الحزب وقيادته تنتقد تدخل الأمريكان في مسألة الحوار الوطني عندما كان سفير واشنطن في صنعاء يحضر اجتماعات ولقاءات اللجنة التحضيرية للحوار الوطني ، الأمر الذي يجعل الكثيرين يتسألون حول جدية الإصلاح في رفضه للتدخلات الخارجية في قضية الحوار الوطني الذي من المقرر أن ينعقد في العاصمة اليمنية صنعاء في ال 18 من شهر مارس المقبل . بعكس الحوثيين أو ما يسمون أنفسهم " بأنصار الله " فقد كان موقفهم واضحاً منذ البداية في رفض التدخلات الأمريكية في مسألة الحوار الوطني ، وكثيرة هي المرات التي أعلن فيها الحوثيون سحب ممثليهم في اللجنة التحضيرية للحوار الوطني بسبب مشاركة السفير الأمريكي لبعض جلسات عملها. بعض المراقبين فسر تأخر قيادة الإصلاح في إصدار مثل هذا البيان بأنه يأتي توافقاً وانسجاما مع ما قاله سفير واشنطن في صنعاء " جيرالد فايرستاين " من أن كون مشاركة " الزنداني " في الحوار الوطني لن يفيد بشيء ولربما قد تصعب مشاركته مشاركة بعض القوى الأخرى ومن ضمنها قوى الحراك الجنوبي الذي يتهم " الزنداني " باتخاذ مواقف متشددة تجاه الجنوبيين أبان حرب 94 . ويعزز البعض هذا التفسير بتسأل حول أسباب عدم قيام حزب الإصلاح بتسمية "الزنداني " ضمن قائمة ممثليه في الحوار الوطني رغم المكانة التي يتمتع بها الرجل لدى الحزب . وأعتبر هؤلاء إن بيان حزب الإصلاح لا يعدو أكثر من كونه مجرد بيان لتلطيف الجو ولدعم الشيخ "الزنداني " معنوياً لا أكثر وإن الرجل أصبح مجرد كرت .
وتأتي تصريحات سفير واشنطن في صنعاء بعد أياماً من مؤتمر صحفي عقده الشيخ " الزنداني " في منزله في أحد ضواحي صنعاء ، أنتقد فيه طريقة عمل اللجنة التحضير لمؤتمر الحوار الوطني متهماً إياها بتجاهل ملاحظاته وطلباته التي كان قد قدمها في وقت سابق لها ، ولعل أهمها أن تكون الشريعة الإسلامية هي مرجعية الحوار الوطني. وليس هذا فقط ما أزعج مؤسس جامعة الإيمان للعلوم الشرعية ، والذي أدرج على قائمة الداعمين للإرهاب بمجلس الأمن الدولي في فبراير من العام 2004 ، بل إن عدم إشراكه و رجال الدين في مؤتمر الحوار الوطني وعدم منحهم أي مقعد ، الأمر الذي قد يشكل لهم أهانه كبيرة في نظرهم ونظرة مؤيديهم خصوصاً بعد أن منحت السلطات اليمنية الطائفة اليهودية " 5 " مقاعد في المؤتمر . حيث عبر " عن أسفه وامتعاضه لمنح يهود اليمن هذا العدد من المقاعد في الوقت الذي لا يتجاوز عدد أفرادهم في البلاد ال " 300 " شخص ، مطالباً بأن يتم مساواة علماء اليمن باليهود لحدا أقل.