المتابع للأوضاع ، و ما يجري على ساحة حضرموت عموما ، و المكلا و الشحر و غيل باوزير خصوصا ، بعد احداث21فبراير الحالي في عدن ، و تداعياتها المستمرة ، هي أحداث خرجت عن مسارها الصحيح بالمطلق ، و تكلف الشعب الجنوبي أثمانا باهضة من قوته و طاقاته و قدراته ، دون نتائج محصودة على الواقع ، إلا ما كان منها في الأرواح و التدمير من اجل التدمير! إن ما يحدث اليوم في فلتان الشارع دون ضوابط ، هو احد أهداف المحتل ، من اجل حرف سكة قطار التحرير عن مساراته السياسية التي وضع فيها ، و حقق من خلالها مكاسب جمة ، سبيلا منه إلى قرب النهاية الحتمية للوصول إلى بر الأمان ! لعل أهم الدوافع للنظام بكل أركانه – و أهمها القبلي – هو البحث عن كيفية إعادة الأمور إلى مربع الصفر ، من خلال إثارة الفوضى و التخريب و انهاك القوى المناضلة ، حتى يصبح المواطن عاجزا عن الصمود امام حالتة الفلتان الامني تلك ، لتي بدأت علاماتها و اشاراتها تتضح خاصة ، ما يستهدف بؤر المجتمع المدني ، العدواللدود الحقيقي له في في الجنوب ، المتمثل في الحياة المدنية في عدن و حضرموت بالدرجة الاساسية . القضية الجنوبية اليوم تضرب في مقتل ، و هناك أيادي خفية تحرك قوى تجهل امرها في فعلها المضاد ، لما تقدم عليه جحافل النظام لاعادة عسكرة الوضع و التصفية للقيادات الميدانية ، من خلال إشاعة عدم الامن و الامان ، كذريعة للقيام بكل ما لم يستطع النيل منه ، خلال السنتين الماضيتين ، بعد حصركل اللاعبين على الساحة الجنوبية و كشفهم لديها ..!! حضرموت اليوم ، أراها تنساق طواعية الى الفخ الذي نصب للجنوب عامة ، و لها خاصة ، بإندفاع عفوي ، و ربما منظم ، تحت أية يافطة أو أجندة ، لذات الاهداف التي يذهب معها المحتل ، لتثبيت نفسه على الارض ، و اعادة تموضعه ، و الخروج من حالة الهزيمة و الخناق الذي وجد نفسه محصورا فيه ، و هو الامر الذي يجب على الجميع التداعي له ، و إعادة فرملته ، و وضع قطار التحرير في موضعه الصحيح و مساراته السياسية التي حان قطف ثمارها. و لعل في الشارع و التعبير الشعبي المنضبط ، و الذي يجب أن تؤتى ثماره ، و هو ما ينبغي أن يسود ، ليعطي نماذج مشرفة لكفاحنا السلمي . و لا يمكننا أن نعطي النظام ورقة الحل العسكري تحت ذريعة الفوضى و بسط النظام و القانون ، تلك الذريعة التي نرى تمثلات مشهدها اليوم بشكل مخيف ، يعود بنا الى أيام و مرحلة قد طويت صفحاتها السوداء في نهارنا و حاضرنا المشرق باذنه تعالى .. الأمر يحتاج اليوم الى سرعة التداعي و التواصل لنجدة المنكوبين في عدن و حضرموت ، و تدارس الاوضاع و رص الصفوف و السيطرة على الامور ، لتسير في وضعها الحقيقي ، وفق ضوابط و انضباط القيادات في العمل الميداني ، من أجل السيطرة على الشارع ، و إلا فإن ما يراد لنا من النظام سوف يحدث لا محالة ، عندها تضيع كل التضحيات التي قدمت في الميدان ، من الشهداء و الجرحى و و الأسرى و المطاردين ، تلك التضحيات التي قدمت فداء للوطن : فهل فقهنا ذلك ؟ . اللهم إني بلغت ، اللهم فاشهد .