قال خطيب جامع عمر بالمكلا فضيلة الشيخ ناظم عبدالله باحباره إن عقلية من تولوا أمر المسلمين في السنوات الأخيرة كانت عقليات نهب وسلب واستباحة فرضت على الشعوب هذا الغليان ورفض الظلم الذي رزحت تحت جبروته لعقود من الزمان سواء أكان في اليمن أو في دول عربية أخرى أسقطت فيها عروش طغاة وجبابرة . وأضاف باحباره في خطبة الجمعة أن الشريعة الإسلامية قد شددت أعظم التشديد في حقوق الناس مستعرضا الآيات والأحاديث الدالة على عظم المساس بحقوق الناس وأكلها بالباطل والظلم ، مستشهدا بخوف النبي صلوات الله وسلامه عليه من أكله لتمرة كان يعتقد أنها من الصدقة وقلق الخليفة العادل عمر بن الخطاب من ظلم رجل بمصر وتعثر دابة بالعراق قد يسأل عنها أمام الله ، مقارناً بما آل إليه حال من سلمهم الله أمر المسلمين الآن فقوضوا المجتمعات ظلما وطغيانا وقهرا ونهباً للمساكين والضعفاء. وعرج الخطيب باحباره على البيان الصادر مؤخرا من علماء اليمن حول الوضع الحالي الذي يرفض أي انقسام أو فيدرالية أو غيرها من أشكال التفكك معقباً عليه بأن ذلك البيان لم يأت من منطلق واقعي وأضاف : حيث أني أحد أبناء الجنوب الذين عانوا من التهميش والإقصاء والظلم والنهب ، وطالب العلماء بالهجوم على الفساد بمختلف أشكاله قبل أن يتحدثوا عن أشياء أخرى ، والسعي لمحاربة رؤوس الفساد الذين مازالوا موجودين ويحكمون في عدة مواقع في الدولة، كما تساءل عن سبب الحديث عن التلاحم وصنعاء نفسها منقسمة فكيف لها ان تؤمن أقاصي اليمن الذي يعيش تفلتاً وتفككا وانفلاتاً أمنيا بلاحدود وفيما يخص الفساد الذي غرقت فيه البلاد منذ سنوات قال خطيب جامع عمر إن الحكومة عندما طالبت العالم مساعدتها لرفد خزينة الدولة بعدة مليارات تصدى لها الاتحاد الأوروبي الذي كشف عن مليارات من الدولارات في بنوكها لمسئولين يمنيين ستنهض باليمن وستبنيه في حال استعادتها ، وكشف عن فساد العديد من البرامج الصحية ومنها برنامج مكافحة البلهارسيا الذي أضاع أكثر من مائتي مليار ريال لايدرى أين هي ولم تتحدث هيئة مكافحة الفساد عن مصيرها ، وبين أن حضرموت لم تكن بمنأى عن الفساد والظلم والتهميش طوال سنوات ذاق فيها أبنائها الويلات رغم كل ماتقدمه هذه المحافظة من خيرات وثروات في البر والبحر مع التزام أهلها بدفع الضرائب وإيرادات الكهرباء والمياه والهاتف. ودعا الخطيب باحباره إلى أن يترك الناس لتقرير مصيرهم ، بعد أن غرقوا في بحار من المواجع والآلام لم يحصلوا فيها على أبسط حقوقهم من دولة تطالبهم الآن بالتزام الصمت والهدوء. وحث الخطيب في الخطبة الثانية على التعاون والتكاتف وقال إن التغيير لايأتي في يوم وليلة بل يحتاج لكثير من الصبر والتعاضد والوقوف على الظالم وإنكار المنكر ونصرة المظلومين في أي قطاع في حضرموت ، والتضحية بالاحتجاج ضد ممارسات النهب والسلب لتامين حاضر ومستقبل أطفالنا وشبابنا حتى يقام العدل.