نفذت الولاياتالمتحدة يوم الخميس ضربات انتقامية دقيقة في العراق ضد جماعة تدعمها إيران اتهمتها واشنطن بالمسؤولية عن هجوم صاروخي كبير يوم الأربعاء أسفر عن مقتل جنديين أمريكيين وعسكري بريطاني. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن الضربات، التي بدت محدودة النطاق، استهدفت خمسة مواقع لتخزين الأسلحة تستخدمها جماعة كتائب حزب الله، ومنها مخازن أسلحة استخدمت في هجمات على قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة.
ولم يذكر الجيش الأمريكي عدد الأشخاص الذين ربما قتلوا في الضربات الأمريكية التي قال مسؤولون إنها نفذت بطائرات بطيارين.
لكن لا يوجد ما يشير إلى عمليات قتل بارزة على غرار ما أجازه الرئيس دونالد ترامب في يناير كانون الثاني عندما قتلت الولاياتالمتحدة القائد العسكري الإيراني الكبير قاسم سليماني.
وحذر وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر في بيان للبنتاجون بشأن الضربات من أن الولاياتالمتحدة مستعدة للرد مجددا إذا لزم الأمر.
وقال إسبر ”سنتخذ أي إجراء ضروري لحماية قواتنا في العراق وفي المنطقة“.
كان ترامب قد سارع إلى تفويض الجيش بالرد على هجوم يوم الأربعاء في العراق، والذي أطلق خلاله المسلحون عشرات من صواريخ كاتيوشا من شاحنة على معسكر التاجي شمالي بغداد.
وسقط نحو 18 صاروخا على القاعدة من بين حوالي 30 تم إطلاقها.
كانت تلك ثالث مرة خلال الشهور الأخيرة التي يشن فيها الجيش الأمريكي هجمات على جماعة كتائب حزب الله. وقتل الجيش الأمريكي أكثر من 20 مسلحا في ديسمبر كانون الأول ردا على هجوم على قاعدة عراقية أسفر عن مقتل متعاقد أمريكي. وكانت الضربة الجوية الأمريكية التي استهدفت سليماني في يناير كانون الثاني قد قتلت أيضا مؤسس كتائب حزب الله أبو مهدي المهندس.
ووقع الهجوم الصاروخي على معسكر التاجي في يوم ميلاد سليماني الثالث والستين، فيما يشير إلى أن المسلحين كانوا لا يزالون يتطلعون للثأر.
وردت إيران على الضربة الأمريكية بطائرات مسيرة التي قتلت سليماني بهجمات صاروخية من أراضيها على قاعدة عراقية تستضيف قوات أمريكية، مما أسفر عن إصابة أكثر من 100 جندي أمريكي بإصابات دماغية.
وأسفر هجوم الأربعاء عن إصابة نحو 14 من قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة ومن بينهم جنود أمريكيون وبريطانيون وبولنديون وغيرهم إلى جانب متعاقدين.
وفي إشارة على القلق من تحول التوتر بين الولاياتالمتحدةوإيران إلى صراع مفتوح، أقر مجلس النواب الأمريكي الذي يقوده الديمقراطيون يوم الأربعاء تشريعا يقيد قدرة الرئيس على شن حرب على إيران.
ويطبق الرئيس الجمهوري سياسة ”الضغوط القصوى“ على طهران بعد أن أعلن انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي الدولي الذي تم التوصل إليه في عهد الرئيس الديمقراطي باراك أوباما.