التقرير الذي اعدته شركة "تيليجن" المتخصصة في مقارنة التعرفات بالاتصالات والذي نشرته الصحف المحلية البحرينية قبل أيام والذي توصل إلي أن البحرين تعد الاغلي في كلفة الهاتف النقال بين دول مجلس التعاون الخليجي واحتلت المرتبة قبل الاخيرة في تعرفة أسعار الانترنيت، هذا التقرير يضع علامات استفهام كبيره على الدور المفترض أن تقوم به هيئة تنظيم الاتصالات في مجال المنافسة، ويبرز الواقع قبل الشعارات في موضوع الاتصالات. فمند سنوات أطلق سمو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة مبادرته لتحرير سوق الاتصالات وهي مبادرته جاءت في الوقت المناسب واستبشر معها المواطنون الخير على اعتبار أن المنافسة بين الشركات ستؤدي حتما إلي انخفاض الأسعار وهذا شي يخدم المواطن ويخفف الأعباء عنه. وفي ضوء ذلك شكلت هيئة تنظيم الاتصالات لكي تقوم بتنظيم المنافسة ولكن عدم تغير الأسعار في كلفة الاتصال عبر الهاتف النقال (25-30 فلس) واستمرار أو ثبات أسعار الانترنيت رغم كثرة الشركات المقدمة للخدمة يؤكد ما ذهب له هذا التقرير المهم بان الهدف من تحرير سوق الاتصالات لم يتحقق فالمنافسة غير موجودة ولا تستطيع إي شركة أن تخفض اقل من الأسعار التي تفرضها هيئة تنظيم الاتصالات وما هو موجود حاليا هو تقاسم لسوق الاتصالات من قبل الشركات ترعاه هيئة تنظيم الاتصالات. جزء أساسي من المنافسة حرية الشركات في تسعير خدماتها ولذلك فان تدخل هيئة تنظيم الاتصالات في رفض خفض الأسعار من قبل بعض الشركات وخصوصا بتلكو لا يصب في مصلحة المواطن ويلغي المنافسة عمليا فالمنافسة ليست في الخدمات فقط بل في الأسعار وهي مساله أساسية وليس من مهام هيئة تنظيم الاتصالات حماية الشركات الصغير هاو الكبيرة فمن لا يستطيع البقاء في السوق ويخفض أسعاره بالتأكيد ليس له مكان في السوق وهو قانون العرض والطلب، ومن غير المعقول أن يدفع المواطن ثمن أو قيمة بقاء شركات عن طريق عدم خفض الأسعار حفاظاً عليها وعلى حصتها في السوق. لنكن وأضحيا المطلوب اليوم العودة إلي المنافسة في مجال الاتصالات وإطلاق السوق في تنافس الأسعار وعدم وضع محرمات هذا هو السبيل الوحيد الذي يخدم المواطن وبغير ذلك يصبح هذا الكم من شركات الاتصالات غير مجدي للمواطنين، وعليه نام لان يتغير دور هيئة تنظيم الاتصالات من راعي لتقسيم السوق إلي منظم للمنافسة وفقا للقانون بين جميع الشركات الكبيرة والصغيرة في الأسعار والخدمات والمواطن هو الهدف النهائي لتحرير السوق وليس شي أخر.