تمتلك الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفاؤها البرجماتيون الذين ينظرون الى الدول النامية "المخلفة" بعيون المصالح المحكومة "بالنهب المنظم للثروات"، تمتلك اساليب حداثية محدثة في انتاج التهم والاسقاطات والذرائع المجردة عن المسوغات كمدخل لإقناع بعض الحكام بما يحيط بهم من مخاطر لا ترقى الى مستوى الوقاية والحد منها سوى تلك الدول، فقبل انهيار الحرب الباردة بعقود كان المبرر "غير المبرر" يتلخص كوسيلة لهدف آخر في حماية الدولة التي تمتلك ترسانات مسلحة وثروات في الأعماق من امتداد "الدب" السوفييتي وتغلغله في بعض مناطق النفوذ وكان يفترض -حسب ما قاله "اوباما حسين" بعد منازلات حروب البترول الاولى والثانية والذي قال: لقد تمكنا من القضاء على البلاشفة والشيوعيين بالتحالفات لا بحرب اطلاق الصواريخ" كان يفترض ان لا تبحث إدارات تلك الدول على سيناريوهات جديدة لكي تعزز بقائها حيث ادمنت البقاء وتبحث عن اكثر من "رجاء صالح" وممرات لتمر من خلالها صوب وجود الثروات الكافية في باطن الارض، وهو قول ثبت باندراجه في خانة التزييف للوعي وثبت بأن التفجيرات الهائلة التي وقعت يوم 11/9/ 2000م في مركز التجارة العالمي في نيويورك وفي مبنى وزارة الدفاع الامريكية بواشنطن تؤسس لمرحلة جديدة ستكون لها انعكاساتها الكبيرة على الاستمرار في قيادة العالم وفي ممارسة دور الوصي على الشعوب المستضعفة واذلالها ومصادرة خيراتها والتحكم في سياساتها ومصيرها. لقد نسيت او تناست دول النهب المنظم للثروات العديد من الأعمال الإرهابية التي حدثت قبل سبتمبر، وهو حدث ليس بوحيد ولكن هناك احداثاً لا تقل شناعة جرت في عصرنا فمن ينسى مشاهد الذبح في "صبرا وشاتيلا" والتي تستمطر دموع الصخر، ومن الذي نسي احداث "سير ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ في اليوم" الذي انسحبت منه القوات الدولية ودخل الصرب فقتلوا نحو عشرين آلاف من المدنيين وركموهم في القبور الجماعية، ومن ذا الذي ينسى احداث "رواندا" يوم سحبت جثث القتلى العزل في البحيرة وذهبت طعاما للتماسيح. أما هيروشيما و"ناجازاكي" و"فيتنام" فقد اصبحت تاريخا من التاريخ حتى ان انفجار "اوكلاهوما" الذي تبين انه من فعل الارهاب الامريكي تم غض الطرف عنه، ثم ان الانتحاريين غير البلا دينيين المؤمركين مؤخراً قتلوا "241" جنديا أمريكيا و100 جندي فرنسي في بيروت في اكتوبر 1983م لم يصنف بالعنف. ولما كانت اليمن الموحد اصبحت رقما في منظومة مكافحة الإرهاب وهو الذي طالها قبل ان يطال مركز التجارة العالمي ومبنى وزارة الدفاع الامريكية إلا ان ما يسمى "بالطرد الطريد" الذي اصدرته الإدارة الأمريكية حكما مسبقا بأنه صدر من اليمن اقام الدنيا واقعدها وبدوره الاخ علي عبدالله صالح –رئيس الجمهورية – ادرك تلك "الفبركة الطردية" واستنتج بأن الأهداف المخطط لها ابعد من ذلك ليؤكد بأن اليمن يرفض أي تدخل في شؤونه وكما لو كانت اليمن غير قادرة على مواجهة التحديات التي تواجهها، وقد استمد الاخ الرئيس تلك القناعة من قاعدة قانونية تقول إن العلاقات بين الدول تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شئون الدولة المرتبطة بعلاقات، ففرنسا التي قتل الارهابيون احد مواطنيها واسروا خمسة منهم لم تُثر مثل تلك الضجة الإعلامية المنفذة بإملاء اللوبي الصهيوني ومقتضيات معترك الانتخاب النصفي الامريكي. ان الولاياتالمتحدةالامريكية تهدف الى خلق شبكة من التحالفات الامريكية مع دول المنطقة لضبط الصين، واقامة حاجز امام انتشار النفوذ الصيني في العالم غير منطقة آسيا الوسطى المتاخمة للحدود الصينية معتقدة بأن مناطق الشرق الاوسط والعديد من دول افريقيا يسهل ترويضها وهي واهمة لان شعوب تلك المناطق قد خبرت التاريخ الاسود للاستعمار بشقيه ، ويقول "بوهو" الباحث في مركز الصين للعلاقات الدولية المعاصرة في الجريدة اليومية لجيش التحرير. الكل يعلم ان العنصرين التكوينيين للاستراتيجية الكوكبية الامريكية لما بعد الحرب الباردة هما: - مخطط للتعاون بين اليابانوالولاياتالمتحدة من ناحية وانتشار حلف الاطلنطي شرقا من ناحية اخرى،وفي اوروبا تعمل امريكا على توحيدها لمحاصرة روسيا. - خلق وتوليد حالة غير مستقرة في العديد من الدول بل والعمل على تفتيتها حتى لا تخل موازين القوى وتظل "اسرائيل" سيدة الموقف.