يبدو ان مطار القاهرة بانتظار مسافر يحمل تذكرة بلا عودة الا انه سيمر من خلال قاعة كبار الزوار ولكن الزوار المغادرين بلا عوده..الحكاية مسالة وقت وبقدر ما كان اسرع بقدر ما كسب الوقت وساهم في انقاذ البلاد,أو على ألأقل ترك شعبه وجها لوجه مع خياره ومصيره..خاصة وان الغطاء الامريكي ارتفع الان ولم يبق سوى تشكيل هيئة انقاذ البلاد من أبناء مصر الطيبين . شعب مصر قال له بالامس ''مش عايزينك مش عايزينك ..يبدو ان الريس فهم الرسالة,وأيقن ان الجماعة غلطوه وأن الموقف مش تحت السيطرة , ومش كله تمام ,ومنيل بستين نيله.. واذا ما فهم الريس موقف الشعب ,فان الرحيل برضى الطرفين سيكون مشرفا وضمانة لحقن الدماء. وما على بقية حكام المنطقة الا التشاور كما طلب منهم ابو حسين 'أوباما'.عظم الله اجركم في ممانعتكم,والمجد للشعوب الثائرة من رام الله للقاهرة. النظام المصري قام برهن البلد مقابل المساعدات الأمريكية والتي قد تتوقف إذا ما سارت الأمور إلى غير ما يشتهيه الأمريكان، وملك العرب من خلال توضيح موقفه من الأحداث الحالية إنما يرسل رسالة استباقية لمن يهمه الأمر في مصر مفادها بأن السعودية (كونها أغنى دولة عربية) لن تحل محل الأميركان ويجب ألا يتوقع أحد في مصر أي مساعدة من جانبها، هذا ناهيك عن تخوفه الحقيقي من نجاح الثورة ووصول العدوى إلى بلاد الحرمين عاجلا أم آجلا. مبارك كان تلميذاً نجيباً في الاستجابة لشروط صناديق القروض والتمويلات الغربية والأميركية. • وطد علاقاته مع الحكومات والإدارات الأميركية. وأرسى تعاون وتنسيق كامل بين أجهزته الأمنية والاستخباراتية وبين أجهزة الأمن والاستخبارات الأميركية .وعاهدهم على أن يكون في خدمة مصالحهم ومصالح حلفائهم في كل مكان من العالم من اجل مساعدته على البقاء.. • وضع معادلة تضع المقاربة الأمنية قبل المقاربة الديمقراطية.على اعتبار أن الديمقراطية يمكن لها أن تنتظر إلى ما بعد تحقيق التنمية الاقتصادية.وبهذه المعادلة حاز على رضا دول غربية باتت تعتبره نموذج فريد من حيث قدرته على الجمع بين التنمية والاستقرار وحماية المصالح الغربية والأميركية. بل أن هناك من يتهم بعض رموز نظامه لهم صلات وثيقة مع أجهزة غربية أو أمريكية وإسرائيلية اغلاق مكاتب 'الجزيرة'، ومنع بثها عبر القمر الصناعي 'نايل سات'، وحجب شبكة الانترنت، كلها اجراءات لن تحمي النظام، ولن تطيل في عمره، وإلا كانت أطالت في عمر النظام التونسي، بل لا نبالغ اذا قلنا انها ستأتي بنتائج عكسية تماما. لا أسف على الأنظمة الدكتاتورية القمعية وبطانتها الفاسدة، ولا مخرج مشرفا لكل الزعماء المخلوعين، من تقدم منهم ومن تأخر، ولا راحة لهم في منافيهم الآمنة، فسيظلون مطاردين من قبل العيون والقلوب التي أهانوها وجوعوها، بفسادهم وتجبرهم وغرورهم.