د.عبدالناصر ناصر فليح - ان الأختلاف لا يعد مشكلة , فا لاختلاف ليس موروثآ من الموروثات المتعددة , وأنما هو أمر طارئ تفرضه مستجدات الحياة العلمية أو الفكرية أو الأجتماعية , بل قبل كل شيئ فهو سنه من سنن الله فى خلقه ورحمة من الله , فمن الصعب إكراه‘ الناس على الخروج منه. وأن المشكلة تكمن فى مقدار التزامنا بالأدب فى اثناء الأختلاف . والتى تقتضى أنه يجب أحترام الشخص الذى أختلف معه فى ما يفكر ويقول فبالحوار الملتزم بالأداب نصل إلى الاتفاق وبغيره يظل الأختلاف بيننا قائما. وأداب الاختلاف مهم جدآ فى حياتنا وعلاقاتنا الأجتماعية والأسرية , به تصفو النفوس وتزول الأحقاد. لأن إيمان الشخص بصواب رأيه لايعنى أن رأى الطرف الآخر غير صواب بقوله تعالى على لسان نبيه فى محاورة الكافرين (( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو فى ضلل مبين )) صدق الله العظيم سورة سباء وقد علمنا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام كيفية التأدب ليس مع المسلمين فحسب وإنما مع الكفار الذين خالفوا دين الحق ,وكان لهذا التعامل الحسن الأثر الكبير فى انتقال الأخرين من عداوة الرسول الى حبه . إذن لايحق لإنسان أن يتصيد أخطاء الآخرين ويتناولهم بالتجريح , لأختلافهم فى الرأى , لأن هذا السلوك من أخطر الأمراض التى تسبب الأختلاف والفرقة ,كما أن من الأداب التخلى عن حب الذات ، وانصاف الطرف الآخر . وأداب الأختلاف سلوك حضارى راق\" لانه لايمكن أن تحل مشكلاتنا من غير أن نحترم الطرف الآخر ,ونتجنب الصراع ,فالضعيف‘ بفكره, يستعيض عن ضعفه بالصراخ , وربما بالقوة, العظلية. لذا يجب علينا أن نتأدب أذا اختلفنا. سلم الله اليمن من كل مكروه..