في مقال كتبه كاتب اسرائيلي نشر قبل عملية الاستفتاء في السودان يقول فيه ( أنه ليس هناك حل آخر سوى انفصال الجنوب؛ لإنقاذ السودان من حالته الرهيبة التي مرّ بها في السنوات الأخيرة، ولا يستطيع أحد أن يعرف أيضا ما إن كان هذا الحل يمكن أن ينقذ السودان، لكن في الوقت ذاته الكل ينتظر التصويت في الاستفتاء ، على أمل أن الدولة المريضة التي ستنقسم ستلد دولتين أكثر صحة ) هذا ما يتمناه كل الاعداء ومن يريد تقسيم البلدان العربية لتسهيل السيطرة عليها !! بعد خمسون سنة من الكفاح المسلح وتشريد الملايين والمذابح الجماعية وبعض الهدن هنا وهناك وايضا تواجد لقوات حفظ السلام !! استطاع هذا الجزء الجنوبي من السودان انتزاع استقلاله والذي كان له الاثر السلبي في نفوسنا جميعا وايضا في الجزء الشمالي من السودان !! لم يتوقع احد ان يرى دولة جديدة مستقله تخرج من بلد عربي شقيق ! الظروف التي دعت الى وصول الاستفتاء في الجنوب لصالح استقلاله بسبب ما لقاه الجنوبيون خلال الفترة الماضية من ظلم بل ان ثروات الجنوب والتي تعج بها اراضي الجنوب من النفط الى ثروات اخرى لا يعلم بها الا من اراد لهذا البلد الانقسام للسيطرة عليها من الدول العظمى وها قد هالت الاعترافات من جميع الدول مرحبة بهذا الانقسام !! لم يستفد منها اصحاب هذه الارض بل ان الحالة التي وصلوا اليها بعد هذه الفترة الطولية لم يجدوا شئ في اراضيهم من بنية تحتية او مدارس او مستشفيات يستطيعوا ان يتفاخروا بتواجده بينهم ! الان وبعد اعلان الاستقلال الكاتب الاسرائيلي يتحقق حلمه في انفصال السودان لكن لا اعتقد ان الدولة المريضة التي انقسمت ستكون بحالة صحية جيدة بعد الان !!
لان انقسام السودان عبر عنه الكثير في الشارع السوداني الجزء الشمالي وايضا الشارع العربي ان ما حصل في السودان شئ لا يصدق بل انه زاد من معاناة السودانيين وستكون عواقبه وخيمة على المدى القريب والبعيد وكيف للسودانيين وعلى مدى سنيين طويلة في قتال للحفاظ على الوحدة السودانية ان ينسوا دماء من ذهبوا فداء لهذه الوحدة !
السؤال الذي يجب علينا الآن التوخي منه ما حصل في السودان اصبح عامل مساعد بل هي الرياح التي ستزيد من توهج من يحلم بانفصال الجزء الجنوبي لليمن ! لذلك عاش السودانيين خمسون عاما ينتظرون تحقيق الاستقلال فهل على من يدعون الى انفصال اليمن ومن يقدّمون الحلول ونحن المتابعين سننتظر خمسون عاما اخرى قادمة ليكون الانفصال وكم سيكون الثمن من الدماء في سبيل ذلك يجب علينا جميعا ان نعمل على ايجاد حلول تساعدنا على الخروج من الوضع الاليم وبسبب متابعتي لما يجري في السودان وانا ارى علم الجنوب السوداني يرفرف في الارض السودانية معلنا الانقسام !!
تمنيت ان لا ارى ذلك مرة اخرى يحدث في اي بلد عربي لكن مع ما يحصل من ظلم وتعسف من قبل الانظمة العربية اظن اننا مقبلون على اوضاع مثل ما جرى في السودان واليمن مثال قريب وما نراه الان وما يحصل في الجنوب من تعبئة في السلاح والافكار ينبأ بالاسواء .
الاطروحات لحل القضية الجنوبية لا يمكن تجاهلها ولا الانتظار عليها يجب العمل على تهئية الاجواء للحوار مع كل الاطراف السياسية في الجنوب من اجل تجنب الانفصال والذي سيكون مؤلم وفي نفس الوقت سيكون ثمنه كبير والشعب اليمني دائما ما تكون العاطفة هي التي تسّيره نحو تحديد مصيره لكن هنا نريد ان يكون العقل متواجد و العمل على ايجاد واقع صحيح يرجع الحق لاصحابه وينهي حالة الانقسامات في وطننا الغالي ، وانصح بالعمل على الفيدرالية كمشروع ويجب البدء في تنفيذه وايضا العمل على وضع مقترح الاستاذ فؤاد النهاري في جعل عدن العاصمة السياسية والاقتصادية كأحد الحلول لاهميته في الوضع الراهن والصعب.