الدين شرع الله في الأكوان هو ملتي وهويتي عنواني لاتقحموه بطيشكم وسفاهكم لاتجعلوه مطيية الشيطان لاتبتغوا بالدين نيل سياسة وتسخروه لأخذ شيء فاني وتشوهوه أمام كل محايد كي يوصفوه برهبة رهباني ظهرت أمارات الساعة فنحن في زمن الفتنة التي أخبرنا عنها الصادق المصدوق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.فلقد تهنا بين تصديق هذا وتكذيب ذاك.وأقحمنا الدين في السياسة فصار العلماء من كل طائفة يدعون بأنهم هم الفرقة الناجية وأن غيرهم من الطوائف والفرق على خطر وهلاك وعصيان وارتباك..فأصبحنا نجد المنشورات والكتيبات قد ملأت الأسواق والطرقات والمدارس والمساجد والبيوت..تحمل في طياتها فتاوى آنية مستعجلة الهدف منها تكفير هذه الفئة أو تلك وتشويهها بأبشع مافيها من قصور وتبعات.وليت ذلك كان حبا في الدين ودفاعا عن شبهات الشياطين..كنا سنقر لهم بذلك.لكن الحقيقة أن تلك المنشورات لاتظهر إلا عند اختلاف تلك الطوائف الدينية على مطامع سياسية فإذا بالمفتين أو بالأصح المفتنين من كل فرقة يظهرون عيوب غيرهم وينعتونهم بأقبح الصفات وينشرون ماخفي وسكتوا عنه من الإبتداع في المعتقدات.. أصبحنا في حيرة من أمرنا بين التصديق والتكذيب فلكل فئة علماؤها وأتباعها ووسائل نشرها وأساليب إقناعها وهم في الأول والأخير تجمعهم عقيدة واحدة رغم إختلاف حيثياتها.وبدلا من الإجتماع والتحاور بين علماء تلك الطوائف الدينية, نجدهم يجعلون المسلم البسيط ضحية لمطامعهم السياسية وأهواءهم الشيطانية.. وفي خضم حيرتنا نتساءل: لماذا تظهر هذه الفتاوى في أوقات خاصة أوقات{الإختلاف السياسي}? ولماذا لانجد تلك الفتاوى ضد اليهود والنصارى _أعداء الأمة الحقيقون? لعب بنا الغرب واستولت علينا الأطماع والأهواء وصدق فينا قول الشاعر: يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.. فياعلماء الأمة وياعقلاء الشعب إصلاحيون أو حوثيون أو قاعدة أو سنييون كلكم أبناء ملة واحدة وشعب واحد جابهوا الخطر الخارجي أولا قبل تصفية الحسابات الداخلية ودعوكم من محاربة الدين بالدين, فالدين بريء من مطامعكم بعيد عن مساؤكم فدعوه ولاتقحموه في سياستكم.