ما أعظم أن نكون عند حسن الخلق، ونتصرف بما يليق وأفضل ، ونتعامل فيما بيننا برحابة صدر ورجاحة عقل ، فلنا في الرسول الأعظم صلي الله عليه وسلم القائد خير من يتبع ويعمل. فقد كان صلي الله عليه وسلم\" يمتاز بفصاحة ألسان، وبلاغة القول، وكان من ذلك بالمحل الأفضل ، والموضع الذي لا يجهل،\". وعلينا أن نتحلي بالطيبة وحسن المعشر. فقد كان صلي الله عليه وسلم \" سلاسة طبع، ونصاعة لفظ وقول، وصحة معان، وقلة تكلف.\" ونحن اليوم أحوج ما نكون إلي التعقل والصبر علي المكارة، وحسن التدبر، عملا بما جاء به الرسول الأكرم ، \" فقد أوتي جوامع الكلم، وخص بدائع الحكم، وعلم السنة العرب، يخاطب كل قبيلة بلسانها، ويحاورها بلغتها ، اجتمعت له قوة عارضة البادية، ونصاعة ألفاظ الحاضرة ورونق كلامها إلي التأييد الإلهي الذي مدده الوحي\". فانصاعت له كل القبائل ، وعملت معه في فتح العالم ، ونشر الفضائل، وبلغ الخير مبلغه، بفضل حسن تعامله. فكانت الأوس والخزرج وهما من ارض بلقيس بلاد اليمن السعيد ، خير من ناصر وأزر، عملوا بإخلاص حتى تأتي لهم مبتغاهم . فعلينا أن نخطي خطوات إلي الأمام ... كان الحبيب محمد حليما صبورا \" كان الحلم والاحتمال، والعفو عند المقدرة ، والصبر عي المكارة\". عمل صلي الله عليه وسلم من اجل الإسلام والبشرية جمعا . \"كان لم يزد مع كثرة الاذي الا صبرا، وعلي إسراف الجاهل إلا حلما، قالت عائشة : ما خير رسول الله صلي الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما، فان كان إثما كان ابعد الناس عنه \". وعلينا البعد كل البعد عن الثأر وروح الانتقام ، فما أطيب إن تكون السماحة هي العنوان ، والعفو هي رسالة الإنسان . إتباعا لنهج الرسول الأكرم حيث انه \"ما انتقم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها ، وكان ابعد الناس غضبا وأسرهم رضا \". وعلينا أن نرحم الفقراء والمساكين والمحتاجين والنازحين والمعوزين، مما انعم الله علينا ، فكثير من الأسر شرد بها ، ونكل بها، وتجرعت الألم والمعاناة ، فأين نحن منهم ، هل قمنا بمد يد الدعم والمساعدة والعون كما أمرنا به . امتثالا لأمر الله كما ورد في القران الكريم \"خذ من أموالهم صدقة تطهرهم بها، وصلي عليهم إن صلاتك سكن لهم\" صدق الله العظيم. فالرسول الأكرم \"كان من صفة الجود والكرم علي ما لا بقادر قدره، كان يعطي عطاء من لا يخاف الفقر، قال ابن عباس : كان النبي صلي الله عليه وسلم اجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل. وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان ، فيدارسه القران \". فلرسول الله صلي الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة وقال جابر ما سئل شيئا قط فقال. وعلينا أن نتمتع بالشجاعة المطلقة ، عند مواجهة المكارة ، علينا الاعتراف والاعتذار والعفو والبعد عن الضغينة والكره . إتباعا لنهجه وقدرته على مواجهة الصعاب بقوة، وحل المشكلات بحكمة، والإحسان والتواضع والبأس والقوة الممتزجة بالشجاعة الكاملة. \"كان من الشجاعة والنجدة والبأس بالمكان الذي لا يجهل، كان أشجع الناس، حضر المواقف الصعبة، وفر عنه الكماه والأبطال غير مرة، وهو ثابت لا يبرح، لا يتزحزح، وما شجاع إلا وقد أحصيت له فره وحفظت عنه جولة سواه، قال الأمام علي كرم الله وجه: \"كنا إذا حمي البأس واحمرت الحدق اتقينا برسول الله صلي الله عليه وسلم، فما يكون احد اقرب إلي العدو منه\". فعلينا أن نعمل بما عمل السلف الصالح ، أعطوا جل أيامهم ، وبكل قواهم، بما استطاعوا إليه سبيلا خدمة للإسلام والمسلمين ، ولمجتمعاتهم الفاضلة، أصلحوا واجتهدوا وتركوا لنا إرثا عظيما، وبسمة ناصعة نحاكي بها الزمان. فبلادنا أحوج ما تكون إلي من يتحلي بهذه الصفات الطيبة الكريمة من اجل إن نختزل الزمان، ونترك المحن، ونعلن للعالم بأننا أصحاب رسالة، وحكمة ومودة ورحمة . من اجل اليمن فالنعمل بصمت وجد ، حمي الله يمننا ووحد قلوبنا ، ونسأله أن يجنبنا المعاصي، والآلام والكدر، وقلة الحيلة والعوز والفقر، ينجينا من القوم الظالمين، المنافقين المتملقين، المتسلقين الانتهازيين، المارقين متسعي الذمم، الذين لا يكلون ولا يملون في سبيل كسب المال المدنس. يقتلون النفس البريئة، المعصومة بغير حق، ولا سلطان ، إلا لحاجة في نفوسهم الضعيفة التي تكتسيها وتملؤها الضغينة الممزوجة بالحسد والكراهية والإقصاء ، منعدمة الرحمة والشفعة والشفقة من قلوبهم الضيقة، ونفوسهم المأزومة . إنهم لا يريدون رؤية وحدة اليمن تستمر، ينادونا بالتجزئة والتشطير والعودة إلي الماضي المتشطر البغيض. وحدتنا وحدة قلوب .... لا طائل لها من حسود .... أو مخرب جبان مغلوب ، مرتهن متعوس .