الحلقة «11» أورد صاحب كتاب «الرحيق المختوم» في صفحتي 390 و391 نقلاً عن صحيح البخاري ومسلم و«الشفا» للقاضي عياض, و«مشكاة المصابيح» و«خلاصة السيد» نماذج من مكارم الأخلاق وكمال النفس عند رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يمتاز بفصاحة اللسان, وبلاغة القول, وكان من ذلك بالمحل الأفضل, وعلم بألسنة العرب؛ يخاطب كل قبيلة بلسانها وكان الحلم والاحتمال, والعفو عند المقدرة, والصبر على المكاره, صفات أدّبه الله بها. وقالت عائشة: ما خيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً, فإن كان إثماً كان أبعد الناس عنه, وما انتقم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها، وكان أبعد الناس غضباً, وأسرعهم رضا، وكان من صفة الجود والكرم على ما لا يقادر قدره, كان يعطي عطاء من لا يخاف الفقر. قال ابن عباس: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس, وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل, وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان, فيدارسه القرآن, فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة، وأكد ذلك جابر بالقول: ما سئل شيئاً قط فقال: لا. قال علي بن أبي طالب يصف شجاعة وإقدام النبي صلى الله عليه وسلم من نجدة وبأس في المواقف الصعبة، قال: كان إذا حمي البأس واحمرت الحدق, اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه. «يتبع في الحلقة القادمة». [email protected]