تعالوا بنا, في هذا الشهر الفضيل, نقرأ ونتأمل في صفات سيد الخلق نبينا محمد صلّى الله عليه وسلم, ونتملّى كثيراً في مكارم أخلاقه التي خصّه الله عز وجل بها لنتعلم منها ونقتدي بها في حياتنا ومعاملاتنا. ونتخذ منها مرشداً يضيء قلوبنا وعقولنا؛ ويهذب أرواحنا بما يؤصل فينا ديننا الحنيف بعد كتاب الله عز وجل وسنّة نبينا الأمين صلّى الله عليه وسلم. وقد كان دليلنا إلى ذلك كتاب «الرحيق المختوم» للشيخ العلامة صفي الرحمن المباركفوري، الفائز بالجائزة الأولى لرابطة العالم الإسلامي على بحثه القيّم الذي صدر له في الكتاب المشار إليه آنفاً. وقد أفرد فصلاً حول صفات ومكارم أخلاق سيد الخلق محمد صلّى الله عليه وسلم، انتقى معلوماته من بطون مراجع الصحاح وأمهات الكتب مثل «زاد المعاد» و«ابن هشام» و«جامع الترمذي» وصحيح البخاري ومسلم و«خلاصة السيد» و«الشفا» للقاضي عياض, و«مشكاة المصابيح» وغيرها. وعلى ضوء ذلك الكتاب نقدم في بضعة حلقات نماذج مختارة بعناية من صفات ومكارم أخلاق نبينا محمد صلوات عليه وسلامه, ونبدأ وفق ترتيب مؤلف الكتاب ب«جمال الخلق» لنصل إلى «كمال النفس وكمال الأخلاق» عند سيد الخلق صلى الله عليه وسلم. يقول مؤلف كتاب «الرحيق المختوم» في مقدمته لصفات وأخلاق نبينا محمد صلّى الله عليه وسلم: «كان النبي صلّى الله عليه وسلم يمتاز بكمال خُلقه وكمال خلقه بما لا يحيط بوصفه البيان، وكان من أثره أن القلوب فاضت بإجلاله، والرجال تفانوا في حياطته وإكباره، بما لا تعرف الدنيا لرجل غيره». تابعوا معنا حلقة غدٍ بإذن الله. [email protected]