أهم شيء في الدولة هيبتها، وأية دولة بلا هيبة هي دولة خيبة، وسيلها ما يشل زبيبة. حين يكون للدولة هيبتها، الكل يعرفون قيمتها، حتى في غيبتها، أما عندما يكون شعارها إس إس السلام عليكم، وفديت الوجه الذي قفا، فلا شك أن بيت الباني سيكون خرابة. هيبة الدولة لا تقاس بالقوة أو هيكلة الجيش، بل بفرض سيادة القانون، تروح دول ما تحصل شرطي واحد في شوارعها، وتلاقي الناس خائفين مترقبين من أية مخالفة، يهابون كاميرا في زاوية شارع، حتى الكلب -أعزكم الله- تلاقيه منتظر إشارة المرور متى تفتح. في اليمن الدولة تعتقد أن هيبتها تأتي بالصمت، حتى يفقد المواطن ثقته بها، لأن كل غلط تسكت عنه الدولة يدخل بحماره ويقرح الشعب وضماره. كم مرة انضربت أبراج الكهرباء؟ كم الخسارة؟ تصوروا أنها 36.892.880.000. مبلغ من هوله لا أستطيع قراءته، فوضعته لكم كما هو! ومع ذلك ما زالت الأبراج تنضرب دون أدنى اعتبار لهيبة دولة أو معاناة شعب، في وقت ينتشر فيه على امتداد خطوط النقل بين مأرب وصنعاء، 4 ألوية عسكرية، فما قيمة قانون عينه بصيرة ويده قصيرة لا تطال إلا الضعفاء؟! في مصر نزل الجيش إلى الشارع لاستعادة هيبة الدولة، وفي ليبيا تسببت الميليشيات والجماعات المسلحة في ضياع هيبة الدولة، وفي اليمن انعدمت هيبة الدولة إلى درجة التجرؤ على ضرب النفط والغاز والكهرباء، واحتجاز القاطرات وقطع الطرق، وإطلاق النار في شوارع المدن الرئيسية، وسرقة معاشات الموظفين، وكل من لقي ودعة، صبّح بها هارب. دولة بلا هيبة كارثة بحد ذاتها، والقانون العطلان بيت الشيطان، لأنها تجعل الذين يمارسون الهدم يشعرون بأنهم فوق القانون، ويتحولون إلى ديناصورات، ويصبح البلد في كف عفريت، وبدلا من تطبيق القانون، تحل على البلاد لعنات التصرفات الفردية والقبلية والفئوية والقبلية والمناطقية، ويصبح لسان الحال "مكسر غلب شعب عمار". إذا غابت هيبة الدولة حضرت جميع أنواع الفلتانات، وأصناف الموبقات، والطامات الكبرى والصغرى، ويا مواطن لمن تصيح؟ إن صحت ما أحد يسمعك، وإن سكت ما أحد يرحمك. هيبة الدولة في هذه البلاد تأتي في غير موضعها، فيا سبحان الله والهيبة التي تخرج لها عندما تستعرض عضلاتها في سجن صحفي، أو تمرير جرعة، أو تنفيذ طلب خارجي حيرها على الجدار القصير، أو كما قال الشاعر: ذئب بالديمة وثعل بالوادي. عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي. اللهم صلّ وسلم وبارك عليه.