رفضت مسمى الإرهاب منذ فترة وطالبت وسائل الإعلام بتصحيح المفهوم من إرهاب إلى إجرام لضرورة التفريق بينهما , فالأول إفزاع وتخويف بينما الثاني بغي وعدوان . ظهر مصطلح الإرهاب بقوة بعد تعرض برجي أمريكا للتدمير في سبتمبر من العام 2001م , من خلال الحرب العبثية الصهيونية التي تقوم بها أمريكا ضد الإسلام والمسلمين واستخباراتها في الحقيقة من ترعى وتخطط وعملاؤها مشائخ الناتو وحكام الفتن من يمول ويُجَيِّش . سلسلة طويلة من العبث الأمريكي الصهيوني الذي يرعاه ويتبناه حكام الفتن آخره الإجرام بإعادة إنتاجه في سوريا كما سبقها ليبيا وتونس ومن قبل الكل العراق وأفغانستان والصومال والباكستان . أمريكا تحارب الإرهاب .. الغرب يقف في وجه الإرهاب .. الدول العربية تضع استراتيجيات الحد من الإرهاب وصولاً للقضاء عليه .. دول النفط تندد .. الجامعة العربية تشجب .. .. عناوين كبرى لمؤامرة سخيفة ظهرت وبانت وانتكست في سوريا حيث : · دول النفط تمول تجييش الإرهابيين من دول العالم باتجاه سوريا حيث تصرف مليارات الدولارات للجمعيات والمؤسسات التي تقوم بتجنيد الضحايا وإغرائهم . · تركيا , الأردن , لبنان , محطات عبور الإرهابيين نحو سوريا وإن كانت تركيا المحطة الكبرى والرافد الأكبر لدخول وعسكرة المجرمين . · مصر , تونس , ليبيا , اليمن , الصومال .. البلدان التي تعد الرافد الأكبر للتجييش حيث بات للطيران التركي صولات وجولات في سماء اليمن من 4 إلى 7 رحلات جوية أسبوعياً رغم أن اليمنيين لا يهتمون بتركيا ولا يقصدونها نظراً لفارق الغلاء وارتفاع سعر الصرف حيث الدولار الأمريكي بليرة ونصف تركي مما يستحيل على اليمني التفكير في تركيا , بخلاف هذه الفترة فالسفر إلى تركيا بشكل صاخب وملفت للنظر ليس للتجارة طبعاً ولكنه عمليات ممنهجة عبر لوبيات العمالة السعودية القطرية التي تدفع 3000 دولار لعائلة الضحية وبقية تكاليف السفر تقوم بها هي . · أمريكا , الغرب ( الناتو) , إسرائيل , تقدم الرعاية السياسية وتوفر الغطاء الدولي لممارسة تجييش الإجرام باتجاه سوريا بنفس الطريقة والكيفية التي كانت في أفغانستان إبَّان الغزو السوفيتي وأنتجت طالبان واليوم جبهة النصرة في سوريا !! الشعب السوري يدفع ثمن صموده في وجه الإرتهان ودعمه المقاومة في لبنان وفلسطين ورفضه الإرتماء في أحضان أمريكا وإسرائيل , وهو اليوم ومنذ أكثر من عامين يمضي بشموخ صامداً بإباء رافضاً النكوص عن مبادئه والركوع كما ركع المتآمرون , ثمن باهض من الدماء والخراب والأشلاء يرضي مشائخ الناتو وحكام الفتن وعثمانيي أردوغان العابثين بثروات شعوبهم ومقدرات أمتهم !! العملاق البوطي آخر الضحايا : الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي .. عملاق عربي ومفكر إسلامي ومجدد في الفكر التنويري العربي , أثرى المكتبة والتراث الإسلامي بما لم ينافسه مجموع علماء الفتن ومشائخ الفتاوى والتكفير والتحريض , بل إنه يكاد يكون مكتبة إسلامية متكاملة . منذ بدأت المؤامرة على سوريا وقف الدكتور البوطي إلى جوار شعبه رافضاً البيع والشراء كما دأب عليه غيره من الواضعين مواقفهم على رفوف المناقصات لمن يدفع أكثر , صمد وواجه وتحدث وأدان وأبان , ولأنه كذلك لم يسلم حتى من هجوم شيخ فتوى القتل القرضاوي الذي هاجمه علانية من على قناة الفتنة القطرية الجزيرة لأنه لم يوافق هواه بينما كان البوطي فيما مضى رمزاً إسلامياً وعلماً عربياً في نظر القرضاوي وحين وقف في وجه التيار القرضاوي كان نصيبه التسفيه والتبليه والخذلان بحسب ما ورد على لسان القرضاوي . الدكتور البوطي وخلال إلقائه الدرس القرآني بجامعه مسجد الإيمان بدمشق يوم الخميس تعرض لعملية إجرام كان ومعه العشرات أحد ضحاياها , بداخل الجامع وهو يؤدي الدرس القرآني , في الرابعة والثمانين من العمر , عالم , مجتهد , مجدد لا نظير له يُقتل إرضاء لطموح قطر ونزوات السعودية وفتوى القرضاوي وجنون أردوغان !! نال الدكتور البوطي حسن الخاتمة إذ حصد الشهادة في ذاك المقام الكريم وعلى تلك الصفة والهيئة فهنيئاً له والعزاء لسوريا والشعب السوري والخزي والعار للقتلة , وختاماً : شُلَّت يد الإجرام والتآمر والعدوان .