آخر تقاليع التحريض والتعبئة والتجييش باتجاه تسويق الموت في سوريا جهاد المناكحة , أكثر من سنتين والقيادات العتيقة من أمراء النفط الخليجي تمول وتحرض وترعى الإجرام وإعلامه وشبكاته ومنظماته وما يسمى بعلمائه في سبيل الدفع بالشباب المسلم نحو الجهاد المقدس في سوريا (الكافرة) التي تحتل القدس وتسيطر على التراب وتقتل الفلسطينيين يومياً وتحاصر غزة !! سوريا البلد العربي المقاوم يواجه العالم بأسره في معركة الدفاع عن الكرامة والسيادة والمقاومة بثبات أسطوري عجيب , دماؤه تسيل وبُناه التحتية تُدمر والموت يأتيه من تركيا ولبنان وفلسطين المحتلة والعراق برعاية قطرية سعودية أمريكية صهيونية . على خطى أفغانستان والعراق يريد أمراء الفتنة وحكام الناتو وعلماء الإستخبارات تحويل سوريا , وفي أسواق النخاسة تُعرض الحرائر السوريات للزواج السياحي المترف أو البيع والمتعة بما يسمى الزواج إرضاءً لنزوات رعاة الفتن وذوي ثقافة الجنس ومروجيها !! فشلت المؤامرات وتأخر الحسم الموعود منذ سنتين وأثبت الجيش والشعب السوري تماسكهما بشكل لم يكن ليخطر على بال رعاة الفتن وعثمانيي أردوغان , تتساقط المعارضة وتتفرخ وتظهر خلافاتها وانشقاقاتها في الوقت الذي عجزت فيه الأموال القطرية والسعودية المتدفقة والوعود المرغبة في احتواء السلك الدبلوماسي في الخارج فضلاً عن الداخل ليدخل على الخط (الجنس) معمعة الصراع والترغيب المرضي لنزوات الضحايا كآخر التقاليع المحرضة . جهاد المناكحة : فتوى جديدة لترويج وإجازة وتسويق الدعارة باسم الدين , إنه عبارة عن فتوى تنص على إجازة أن يقوم المقاتلون ضد النظام السوري أو غيره من الأنظمة من غير المتزوجين أو من المتزوجين الذين لا يمكنهم ملاقاة زوجاتهم بإبرام عقود نكاح شرعية مع بنات أو مطلقات لمدد قصيرة لا تتجاوز الساعة يتم بعدها الطلاق وذلك لإعطاء الفرصة إلى مقاتل آخر بالمناكحة !!! وعلل أصحاب الفتوى بأن الهدف هو تمكين المقاتلين من حقهم الشرعي بالمعاشرة وهو ما يزيد من عزائمهم ويرفع معنوياتهم القتالية !!! ومن الشروط المطلوبة في الفتيات المجاهدات بالنكاح أن تكون قد أكملت 14 من العمر أو مطلقة ترتدي النقاب أو الزي الشرعي معتبرين أن هذا الجهاد هو ( جهاد في سبيل الله وفق الصيغ الشرعية يخول للقائمة به دخول الجنة ) !!! تناقلت وسائل الإعلام أن الفتوى التي اشتهرت في تونس ومنها كانت (الفضيحة) هي لرواد التحريض والتكفير وشواذ الفتوى وعلى رأسهم السعودي محمد العريفي . ليس لديَّ نفس لمناقشتها والتعليق عليها فالنفوس البشرية والطباع السوية تأباها ومن المعيب الحديث عن الإسلام لتفنيد هذا الشذوذ لكون فتوى من هذا النوع تُشوِّهه وتُظهر المسلمين عبارة عن طالبي نزوات حيث الجهاد الحقيقي لا يتعلق سوى بالله وحده وليس للنفس والماديات والنزوات فيه مكان , وما لي من رد عليها سوى القول : يأبى الله عليَّ ورسوله تصديق فتوى من هذا النوع حتى أرى المفتي ومن يُطبِّل له وقد بادروا بإرسال بناتهم وأخواتهم لينلن شرف التضحية في سبيل هذا الجهاد (الجنسي) !! إشمأزت نفسي حين سمعت عن هذا (الشذوذ) وما صدقت حتى رأيته وقد ملأ الدنيا ضجيجاً والضحايا من الفتيات على شاشات التلفزة – كما فعلت رحمة عطية - يتحدثن بمرارة عما واجهنه وهن من كن السبب في فضح هذه الفتوى وخروجها من دهاليز الممارسة , لأتعجب من صكوك الجنة ومفاتيحها التي صارت بيد هؤلاء يوزعونها كما يشاءون لمن يشاءون !!! تطور جديد : الشيخ عبدالله المنيع عضو هيئة كبار علماء السعودية أكد هذا الأسبوع أن ما يحصل في سورية ، وما وصفها ب"بلاد الثورات" هي حروب أهلية لا جهاد ، لافتاً إلى أن الحروب الأهلية يصعب فيها تحديد الأصدقاء من الأعداء خاصة وإن كانت الدولة مسلمة . واستنكر الفتاوى التي تدعو السعوديين للقتال في سورية تحت مسمى الجهاد . واعتبر أنه لا يجوز الدخول في الحروب الأهلية لما تحمله من آثار سلبية وإشعال للفتن ، والشرع يسعى لإخماد الفتن . مؤكداً بأن الفرد لا يستطيع تحديد المصلحة العامة كالدولة والحكومة ، ولا يجوز له أن يعمل برأيه ، مشيراً إلى أن الرياض لم تأذن بالجهاد في سورية . على ذات الصعيد حذر مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ من دعوة الشباب السعودي إلى ما سماه الجهاد في سوريا ، قائلاً : (أنا لا أؤيد خروجهم للجهاد مهما كان) ، في إشارة إلى شباب المملكة ، وعلل موقفه بأنهم -أي الشباب- سيذهبون إلى أماكن غير معروفة ولا يعلمون تحت أي لواء ينخرطون ، وأن ذلك (قد يوقعهم في أشياء غير مناسبة ويكونون هدفاً سهلاً لأعدائهم) . لا يحتاج إلى تعليق فالمتابع يدرك التغيير المفاجئ وعند جهينة الخبر اليقين .
السيد / الحسين بن أحمد السراجي خطيب الجامع الكبير بالروضة - صنعاء المدير التنفيذي لمنظمة دار السلام 777017770 [email protected]