بعد يوم دامي و تفجيرات و قتل في الشوارع من قبل مرتزقة حميد الأحمر وميليشيات الأخوان المفلسين من حزب الإصلاح و عناصر فرقة علي محسن لشباب المسيرة المغرر بهم والمواطنيين و رجال الأمن . بعد مشهد مرعب من دخول المدرعات والمصفحات شوارعنا في القاع والزراعة و الدائري و الزبيري و جولة كنتاكي و قصف بيوتنا وقتل اطفالنا و رجالنا في الشوارع و محاصرة و قتل رجال الأمن العزل هنا و هناك وإحراق المنشآت العامة و احتلال جولة كنتاكي و زرع ألغام مضادة للدبابات ، بعد هذا كله و بمجرد ان بدأت قوات الأمن بالرد على هذه العصابات و دحرها و تكبيدها خسائر موجعة وتحرير جزء من شوارعنا وبعد ساعات قليلة من استبشارنا بوجود دولة تحمينا وتحفظ أرواحنا.. فجأة .. طلعت لنا من جديد (الوساطة). الوساطة نفسها التي توسطت في أحداث الحصبة للقتلة والمجرمين من جهال الأحمر و ضباط الفرقة و طلاب جامعة العميان ومن معهم وشلت يد القانون و العدالة عنهم و أوقفت كل تحركات الأمن في دحر هذه العصابات وإلقاء القبض عليهم و تحرير قطاع الحصبة المحتل منهم بحيث اننا لم نرى او نسمع عن إلقاء القبض حتى على واحد من عشرة أخوة متأمرين و منفذين لجرائم القتل والتدمير في الحصبة ، الوساطة نفسها التي أوصلتنا لجريمة جامع دار الرئاسة لاننا جميعا نعرف أن من قتلوا ودمروا في الحصبة هم نفسهم من دبروا و خططوا ومولوا ونفذوا جريمة جامع دار الرئاسة ولو طالتهم يد القانون و العدالة في أحداث الحصبة لما تمكنوا من تنفيذ جريمتهم البشعة في جامع دار الرئاسة. و بعد جريمة جامع دار الرئاسة ايضا ظهرت الوساطة الآثمة لتوصلنا إلى جريمة أخرى من جديد تمثلت في مجزرة 18 سبتمبر ، والآن كنا ننتظر ونأمل بل ونرجو و نتوسل ان تواصل قوات الأمن ضرب عناصر التمرد من الخرقة الأولى مرقع من ميليشيات الأخوان المفلسين من حزب الإصلاح و المرتزقة من طالبان و الصومال الذين استأجرهم حميد الأحمر لقتلنا ، وتطهير شوارعنا و أحيائنا منهم حتى يتم إلقاء القبض على رأس الحية المجرم علي محسن أما حياً او ميتاً ، هو ومن معه من قيادات القاعدة خريجي سجون غونتاناموا الموجودين الآن معه في مقر الخرقة الأولى مرقع والذين يديرون المعارك ضد الدولة و المواطنين في أرحب و تعز و أبين وغيرها ، و إعادة هذه الفرقة الضالة إلى حظيرة الدولة و فرض سيطرتها عليها بحكم كونها جزء من الجيش اليمني ، و كسر ذلك السيف الذي سلط على رقاب المواطنيين طوال 8 اشهر. ولكن ماذا حدث ؟ بعد يوم واحد فقط من تحركات جادة وفاعلة و حاسمة من قوات الأمن فوجئنا بقرار نائب رئيس الجمهورية بوقف إطلاق النار !! وقف إطلاق النار الذي الزم قوات الأمن و لكنه لم يلزم و لم يلتزم به الطرف الآخر. طلعت لنا الوساطة من جديد ، وساطة قليلين الخير والضمير ، وساطة أصحاب و أحباب علي محسن الأحمر ورفقاء دربه ، ندماء حميد الأحمر ومرافقي مقايله ؟ يا الله ما أرخص دمائنا في مقايل القات و الحوارات الهاتفية. نفس اللعبة ونفس المهزلة تتكرر ، لم نتعلم و لم نعتبر .. لم نتعلم من هذه الوساطات في أحداث الحصبة وما جرّت ورائها من جرائم أبشع و انتهاكات أفظع ، لم نتعلم من هذه الألاعيب التي تمارس علينا مرة تلو الأخرى؟ لماذ نقبل وساطات ونحن دولة فيها نظام و قانون؟ الوساطة التي قبلها فخامة الرئيس الله يشفيه ويعافيه في أحداث الحصبة اوصلته ومن معه من قيادات الدولة إلى مستشفيات الرياض و الطائفوجدة ومنهم من قابل وجه ربه في لحظتها ومنهم من لا زال يعاني ألام الإصابات و الجروح الغائرة. نفس هذه الوساطة توقف تقدم قوات الأمن اليوم في تطهير شوارع صنعاء من عناصر طالبان و الصوماليين المرتزقة و بشمرقة حميد الأحمر ومتمردي الخرقة الأولى مرقع وميليشيات الأخوان المفلسين من حزب الإصلاح، و تعطيهم فرصة أخرى لترتيب صفوفهم و اعادة تدبير امورهم و تفتح لهم المجال للتخطيط والتمويل و التزود و الاستعداد لجوله أخرى قد تكون الاقسى والأبشع، تماما كما حدث في الحصبة ، التاريخ يعيد نفسه ، نفس السيناريو و نفس التسلسل و نفس الوجوه ، فهل من رشيد فيكم يا دولة النظام و القانون؟ قلتها صراحة لنائب رئيس الجمهورية أمس في قناة سبأ رغم تحذيرات من يعزني من مغبه ذلك ، قلتها ولا أخشى في الله لومة لائم مع احترامي وتقديري للجميع .. قلتها و ساقولها مرة أخرى لان دمي وروحي و دم وروح أولادي ليسوا أغلى من دماء و أرواح من سقطوا يومي الأحد والأثنين من الشباب المغرر بهم او المواطنيين الأبرياء أو رجال الأمن العظماء. يا نائب الرئيس اسألك بالله أي وساطة تقبلها في قتله ومجرمين على حساب دماء ابناءنا ونحن دولة نظام و قانون ؟ اي وساطة تقبلونها مع انقلاب عسكري متمرد ومسلح ؟ اي وساطة مع صواريخ ( لو) وقذائف (أر بي جي) و(بي 10) صوبت و اطلقت إلى صدرونا و رؤوسنا و بيوتنا و منشآتنا ؟ أو وساطة مع مدرعات و مصفحات جالت عبثاً وقتلا و تفجيرا في شوارعنا ؟ أي وساطة مع ألغام ضد الدبابات و المدرعات زرعت في شوارعنا و أحياءنا الأكثر ازدحاماً و اكتظاظاً بالمارة و السيارات ؟أي وساطة في وجود قانون المفترض ان يطبق على الجميع ؟ ومن المستفيد من هذه الوساطة ولصالح من ؟؟!! ماذا تريدوا من المجرم علي محسن ان يفعل هو وفرقته الضالة ومن معهم من ميليشيات الإصلاح و مرتزقة حميد الأحمر بعد ان خرجوا بمصفحاتهم وصواريخهم و بوازيكهم و مدرعاتهم و قذائفهم و قصفونا هنا و هناك و أحرقوا المنشآت العامة و الخاصة و زرعوا الألغام و تمركز قناصيهم أعالي المباني بطول شارع الزبيري و جولة كنتاكي و باب القاع و الزراعة و الدائري لقنص رجال الأمن و المارة كانهم (نعنعي نصع) ماذا تريدوا منهم أن يفعلوا أكثر من هذا لتطبقوا عليهم القانون يا دولة النظام والقانون ؟؟ ما هو المطلوب منا كمواطنيين لتقول الدولة كلمتها وتتفضل مشكورة بتطبيق القانون ؟؟ اعطونا رقم لعدد القتلى من نساءنا و أطفالنا و رجالنا و ضباطنا و جنودنا و شبابنا الذين يجب ان يموتوا و أن تهشم رؤوسهم و ان تقطع أوصلاهم حتى تتكرموا و تتعطفوا علينا و تتعاملوا بحزم مع الخرقة الأولى مرقع و علي محسن الدموي ومن معهم و تطبقوا عليهم القانون وعلى من يمولهم و على من يستأجر الصوماليين وغيرهم لقتلنا يا دولة النظام و القانون ؟ نريد تطبيق شرع الله والقانون ؟ شرع الله و القانون الذي يحمي أرواحنا وممتلكاتنا جميعاً مؤيدين ومعارضين في البيوت او في الساحات ، القانون الذي نعرفه و يعرفه العالم كله و تجمع عليه كل الاتفاقيات و الأعراف الدولية في مواجه اعتداءات العصابات المسلحة و التمرد العسكري. نريد القانون الذي يقف امامه الناس سواسية ، ما احد فيهم ولد شيخ و الثاني و لد جارية ، لا نريد القانون الذي وساطة قليلين الخير توقف سريانه ومفعوله بل و وجوده في ساعة لأجل خاطر عيون ابن الشيخ ، لا وساطه بوجود القانون. قولوا لنا كم بيت يهدم على ساكنية و كم شارع ينسف بمن فيه و كم سيارة تفجر بمن داخلها و كم عمارة تُدك على من تحتها و كم جولة تحتل و يقتل من فيها وكم طفل يستشهد وكم إمرأة ترمل و كم أم تفجع في فلذة كبدها سيجعلكم تحسمون الأمر و تطبقون شرع الله و القانون يا دولة النظام و القانون ؟