لم تحظى أي منافسة رياضية قارية أو دولية بهذا القدر الهائل من الاستعداد والتنافس الشديد مثلما حظيت المباراة المرتقبة بين مصر والجزائر ، فعلى مدار أكثر من شهر والمواقع الالكترونية والصحف وشاشات التلفاز المصرية والجزائرية والقنوات الرياضية المتخصصة تتحدث عن اللقاء المرتقب وتنشر الملاسنات الساخنة بين مسئولي البلدين ، في تسويق غريب يبين مدى الهوس الذي طغى على كل مظاهر الحياة في البلدين الشقيقين بحيث لم يعد هناك من اخبار تتداول في الشارع المصري او الجزائري إلا عن المباراة المرتقبة .. ناهيك عن ما تداعت له هذه على كل مجالات التعاون بين البلدين ، وقد تمتد الى مستوى العلاقات الدبلوماسية الرفيعة بين القطرين الشقيقين ..
ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل أن المتابعين في الوطن العربي برمته قد عاشوا تفاصيل تلك الحمى التي سبقت المباراة وبلا شك سيديرون كل موجات شاشاتهم على تردد المعركة التي ستشهدها ساحة ملعب القاهرة الدولي مساء اليوم السبت .. فلمن تكون الغلبة ؟! الاتحاد الدولي كان قد اعلن في وقت متأخر في حالة أن آلت نتيجة المباراة الى تعادل الفريقين في النقاط فأن السودان ستكون هي المحطة الفاصلة والتي من خلالها يتحدد هوية البطل العربي المتوج ! وقال الفيفا إن مكان اللقاء الفاصل بين الغريمين التقليديين في شمال أفريقيا والذي رشحه المصريون اختير عن طريق قرعة أجريت في مقر الفيفا. وأوضح الاتحاد المصري لكرة القدم على موقعه على الإنترنت أنه تلقى خطابا من الفيفا صباح الأربعاء يؤكد أن القرعة على البلد المستضيف للمباراة الفاصلة بين الفريقين والمقررة في 18 من الشهر الجاري أسفرت عن اختيار السودان. وأضاف أن الخطاب أوضح أن القرعة بين كل من تونس (ترشيح الجزائر) والسودان (ترشيح مصر) جرت صباح الأربعاء بمقر الفيفا بزيوريخ، وتم إخطار الاتحاد الجزائري لكرة القدم بالنتيجة أيضا عن طريق الفيفا.
وأعلن الاتحاد الدولي انه سيخاطب الاتحاد السوداني بذلك ليقوم بعمل الترتيبات والتجهيزات اللازمة لاستضافة المباراة في حالة حدوثها. وكان الفيفا طالب الفريقين بداية الأسبوع بالتحلي بروح اللعب النظيف، في خطاب جاء فيه أن الاتحاد يراقب عن كثب كل الأنشطة المتعلقة بالمباراة الأخيرة ويؤكد مجدداً على رغبته في أن تنتهي تصفيات كأس العالم 2010 كما بدأت بروح اللعب النظيف من خلال التعاون اللازم لجميع الأطراف. وتتصدر الجزائر التي لم تتأهل لكأس العالم منذ 1986 المجموعة الأفريقية الثالثة في التصفيات برصيد 13 نقطة متقدمة بثلاث نقاط على مصر بطلة أفريقيا. ورغم أن مصر واحدة من أكبر القوى في كرة القدم الأفريقية إلا أنها لم تتأهل إلى النهائيات سوى مرتين كان آخرها عام 1990. ويخشى الاتحاد الدولي لكرة القدم في ظل حالة من الاحتقان لدى جماهير البلدين، من أن يتكرر سيناريو اللقاء الذي جمع عام 1989 بين مصر والجزائر وفازت الأولى 1-صفر لتضمن مكانها في النهائيات التي أقيمت في إيطاليا عام 1990. وشهدت المباراة عراكا وأحداثا عنيفة انتهت بإصدار الإنتربول أمراً قضائيا بالقبض على نجم الكرة الجزائري الشهير لخضر بلومي، لتنفيذ حكم قضائي مصري بحبسه بتهمة التسبب في إحداث عاهة مستديمة في عين طبيب مصري عقب المباراة.