منذ بداية انطلاق الاحتجاجات في اليمن دأبت قناة سهيل على نقل فعالياتها واستضافة وابراز الشخصيات التي تعجب وتتوافق مع افكار ومنهج القائمين عليها ، فقد اقتصرت على نقل مشاهد مختارة بعناية من الساحات التي هي تابعة لهم فقط وتمسح من برنامجها مشاهد المظاهرات التي لا تنتمي لتيارهم وكانها ليست مظاهرات وليس من خرجوا فيها ثوار وجهودهم ليست مقبولة عندهم. فترى كاميرا قناتهم متسمرة او مسمرة في زاوية عند نصب الحكمة في ساحة التغيير في جولة الجامعة الجديدة ولا يسمح لها الا بالتقاط مساحة تم قياس امتدادها مسبقا .. واذا ما خرجت الى احد الشوارع والازقة او ساحات التغيير في المحافظات اليمنية الاخرى لا تلتقط الا الشخصيات المرغوبة وكأنه حدد لها ذلك . قناة سهيل في سياستها وللاسف تنبئ عن منهج اقصائي واستئثاري خطير لم نر مثله في أي قناة اخرى تدعي ان فيها نوع من الاستقلالية ومساحة للراي ، والادهى انها تدعي انها ناطقة باسم الثورة. صحيح انه ليس هناك أي قناة لا تظهر تعصبها وانحيازها والغاءها للاخر مثلما يفعل القائمون على قناة سهيل ، فهل من المعقول مثلا ان تحذف من اخبارها ساحات اخرى خارج المساحة القريبة من نصب الحكمة ومن المحافظات الاخرى على الرغم ان لها مراسلين هناك في تلك الساحات ومصورين كما كان في صعده مثلا ؟ والغريب انها لا تكتفي باخفاء ما يجري في ساحات التغيير بل دابت ايضا على استضافة شخصيات غالبيتها تنتمي لتيار واحد يغلب عليه طابع التعصب وتفوح منه رائحة المذهبية المقيتة والعدوانية باتجاه اغلبية اطياف الشعب اليمني والتي لها ارث سيئ في علاقتها مع اليمنيين عموما ، حتى انها مع كونها قناة محسوبة على الاخوان المسلمين وحزب الإصلاح بالتحديد فانها حتى هنا تقسمهم الى طرفين وتبرز منهم التيار الديني الانتهازي المتعصب كما ذكرنا وتحاول استبعاد التيار والشخصيات ذات الاتجاه المنفتح الذي له علاقات جيدة مع كثير من اطياف المجتمع اليمني بحكم انها لم ترتكب بحقه أي اساءات ولم تكن طرفا في حروب النظام على الشعب او على الاقل كانت تبعد نفسها عن مثل تلك الصفقات سيئة الصيت مع الاطراف الخارجية التي تلعب بالمشهد اليمني ، فمثلا الم نر ابرازا كبيرا لعلي محسن الاحمر وكذلك تابعه " زعيل" الذي يكفيه انه كان سببا للحرب الخامسة التي شنت على ابناء صعده بتفجير جامع ابن سلمان ، ويكفيه تاريخه البطولي في قمع الصحفيين والناشطين والناشطات في ساحة التغيير بصنعاء وعلى نفس المنوال شخصيات دينية واخرين كل ذلك الم يكن على حساب حزب الإصلاح خصوصا التيار السياسي فيه على حساب الثوار وابناء الشعب اليمني…؟