صعقت تصريحات الرئيس علي عبد الله صالح اليوم السبت جميع خصومه السياسيين في صفوف القوى الانقلابية، الذين وقفوا مذهولين يتساءلون عن سر ثقة هذا الرجل بنفسه وشعبه، وسر شجاعته التي حولت كل تهديداتهم ووعيدهم إلى اأشبه بطنين ذباب، وسر قوة أمله التي يتوعد بها مناوئيه بأنه سينزل الى الشارع بعد مغادرته الرئاسة لمنازلتهم من موقعه الجديد كمعارض..!! جاء ذهول المعارضة الذي أرهب الساحات، وشغلها طوال اليوم بالتساؤلات، بعد إعلان "صالح" بانه سيتوجه الى الولاياتالمتحدة كي يسمح للحكومة المؤقتة بالاعداد لانتخابات رئاسية مبكرة لاختيار رئيس جديد لكنه لم يحدد متى سيغادر. واضاف صالح انه سيمكث في الولاياتالمتحدة لعدة ايام لكنه سيعود لانه لا يود أن يترك شعبه. وإنه سينسحب من العمل السياسي وينزل الى الشارع كجزء من المعارضة، مؤكداً للصحفيين مساء اليوم السبت انه لا يخطط للبقاء في السلطة. وقال الرئيس صالح انه سيتوجه الى الولاياتالمتحدة لكن ليس للعلاج، مشيرا الى أنه بصحة جيدة بل للابتعاد عن الانظار والكاميرات والسماح لحكومة الوحدة الوطنية بالاعداد للانتخابات بشكل مناسب. ففي الوقت الذي يفر فيه الزعماء من قصورهم، صمد صالح في قصره الرئاسي لأكثر من أحد عشر شهراً فيما فرت قيادات المعارضة إلى عواصم الخارج، وفر كبار قادة الانقلاب المسلح من ابناء الأحمر وقائد الفرقة المنشقة وقادة المشترك الى الجحور تحت الأرض تلوذ بنفسها وفرائصها ترتعد.. الرئيس صالح وبعد أن ظن خصومه أنهم سيخيفوه بفرق المرتزقة القادمين من تعز مقابل (100) ألف ريال لكل مشارك، خرج اليوم ليسقط الذرائع التي يمكن أن يبرر بها سفره الى أمريكا للعلاج، وليقول أنه بخير وصحة جيدة ولن يسافر للعلاج وإنما لأغراض اخرى، في الوقت الذي كان حتى أنصاره يتخذون من العلاج مسوغاً لتبرير سفره..لكن تصريحه هذا كان أشد وقعاً على قلوب معارضيه الذين اغرقتهم الحيرة تفكيراً عن السر وراء سفره!! ومنذ أن ظهر الرئيس اليوم على الشاشات وهو يدلي بتلك التصريحات وكل مرتزقة االمسيرات ، وتجار الفتن، وقادة التسول المشترك على ابواب القصر الأميري للدوحة مذهولون، ويناقشون بانفعال سر شجاعة هذا الرجل الذي كلما صعدوا سعير الفتنة كلما اشتد صلابة وفاجاهم من حيث لا يعلمون..!! الرئيس صالح الذي منحه محمد قحطان قبل عشرة أشهر مهلة 24 ساعة للتنحي ، خرج صبيحة عيد الأضحى يجوب العاصمة بموكب رئاسي مهيب، وخرج اليوم ليرعد فرائص مناوئيه، فيما ما زال اليمنيون يبحثون عن قحطان وعن مشائخ آل الأحمر وجنرال الفرقة المنشقة دون أن يعرفوا بأي جحور الثعالب مختبئون وبأي سيارات الأجرة والهيلوكس يتنقلون، وبأي العباءات يتبرقعون لإخفاء هويتهم..!! "صالح" الذي قال بداية هذا العام أنه لن يتنحى قبل 2013م، ولن يسلم السلطة إلا عبر الانتخابات، فيما راهن معارضوه على اسقاطه في سويعات أو أيام ، وصالوا وجالوا في الشوارع كقطعان النعاج، أثبت للعالم أجمع أنه هو من كسب الرهان، وأنه تيس الضباط الذي تعرف فحولته كل نعاج المعارضة!! " نقلا عن نبأ نيوز"