لم يتدافع الكثير من الشعب للاحتجاج من اختلالات وظروف المراحل السابقة إلا تعبيرا عن نوايا الخروج من بوتقتها و التطلع الى فسحة الأمل .. لكن الأمل الموعود كان قد تم وأده في دهاليز ليل مظلم جمع العجوز وحاشيته.. فالداء الذي ظل ينخر جسد هذا الشعب المنهك طيلة الثلاثون عاما فطن إلى الخطر مبكرا ليبدأ لعبة التقمص لدور جديد " المخلص" ، الذي يراهن على أنه النجاة .. ليزيد الجسد إنهاكاً والمرض استفحالا.. علي محسن الأحمر .. يتفق الجميع من أقصى اليمن إلى أقصاه بأنه كان إلى يوم قريب الرجل الثاني في البلاد ، والرجل الأول في التسبب بكوارث هذا البلد ، يدير الأحداث من وراء الأكمة ويلعب بحبائله في الكواليس ، ثم يتكور في زاوية بعيدة عن ضوضاء الإعلام.. هذا الرجل العجوز ، من ملامح وجهه التي يميزها خبراء الملامح ، تكشف عن الشر المكنون والمتقادم تقادم السنين العجاف بكل ما حوته من مراحل ومنعطفات ، اليوم لا يزال يضن أنه يعبث وراء الكواليس ، لكن الستائر قد سقطت لتكشف عن مدى القبح الذي يحويه الشر المتقمص عبثاً دور الفضيلة. وحين بدأ اليمانيون بالاستبشار بدفن أزمنة الأزمة بتسوية سياسية وضعت النقاط على الحروف .. انتفض هذا الرجل ليصنع الفوضى ويشعل اوراقه التي احترقت طمعا في البقاء في مربع الحرب الذي ما فتئ يراها تجارة رابحة حققت له المجد والشهرة.. لا شي يردعه ، والشر لا يردعه قيم ولا تحده أحكام ، إذ يتلذذ هذا الأصولي العجوز بنغمة الفوضى والعبث ، ويستمتع في أخذ حمام دم يمارس فيه صخب احتفالاته ويشفي فيه غليل الحقد المتسرطن بداخله . وحين نتحدث عن إنتهاكات القوانين والمطامع التي لا تنتهي لدى هذا الكهل فأننا نحتاج الى مجلدات لتفصيلها .. لم تكن القاعدة إلا إحدى خيوط لعبة الشر التي يمسك هو بحبائلها ويرميها متى ما شاء للترزق والاكتساب أو لتصفية الحسابات. ولم تكن الفوضى المؤسسية التي حدثت والتي يخطط لحدوثها الا صنيعته ، ليس ببرهان الدلائل المادية التي تتكشف بل بسوء النوايا ودافع المصلحة الذي يرمي اليها من وراء تلك الأفعال بحسابات السياسة والشخصنة المعروفة لدى جميع شرائح الشعب. متى سينتشل هذا الرجل نفسه من مستنقع المؤامرات التي ادمنها .. وهل بقي في العمر متسع لتأجيل التوبة ؟ .. تبا لأرذل العمر إن لم يفلح في أن يصنع القيم ويجسد الحرص والرزانة والمسئولية على وجوه العجائز ...!