يصادف اليوم الثامن من مارس، الاحتفال بيوم المرأة العالمي، وهو ما يجعلنا نقوم بتقييم لواقع المرأة اليمنية في الوقت الحالي . فكثير من الدراسات والتقارير الرسمية وغير الرسمية تؤكد على أن المرأة اليمنية تعاني الكثير من العوائق نتيجة الفقر والمرض والبطالة ، فبعض الدراسات تؤكد على أن المرأة اليمنية ، وخصوصا الريفية تعيش حياة مليئة بالفقر والأمية والجهل الكبير، فقد طالبت دراسة رسمية حديثة بتوفير مراكز أو برامج استشارية للأسرة، والاهتمام بالبحث العلمي في مجال الأسرة وتشجيع الدارسين الباحثين على اختيار الأبحاث المتعلقة بها ومشكلاتها واحتياجاتها وأسباب توقف الأبناء عن التعليم في سنواته الأولى (الأساسية) ومعالجة التسرب. وأوصت الدراسة بدعم وتطوير أوضاع الأسرة اليمنية المعاصرة ووظائفها بالعمل على رفع المستوى التعليمي والقضاء على حالة الأمية بين أعضائها، نظراً للدور الذي يلعبه التعليم في رفع مستوى وعيها وتحسين مستوياتها المعيشية.. وأشارت دراسة "واقع الأسرة اليمنية المعاصرة والتغير في وظائفها (مسائل نظرية وميدانية)"، الصادرة عن المركز اليمني للدراسات الاجتماعية وبحوث العمل، التي أجريت على عينة قوامها 2917 أسرة في محافظات: البيضاء، تعز، حجة، الحديدة، حضرموت، ذمار، والمهرة، في الريف والحضر، إلى أن الأسرة السعيدة المتماسكة المتكيفة في أوضاعها وأدوارها ووظائفها هي التي تقود إلى مجتمع سعيد متماسك.. وكشفت ارتفاع نسبة الأمية بين الإناث وخاصة في الريف لدى الفئات الشابة والمتوسطة, أن 57.5 بالمائة من الإناث في الريف يعملن بالمهام الزراعية، وأن نسبة 90.8 بالمائة من العينة يعيشون في كنف أزواج وزوجات, في حين 34 شخصاً في الفئة العمرية 17-19 متزوجون وقلة في حالة طلاق أو ترمل.. وأوضحت أن الحالة العملية (وظائف حكومية وأعمال تجارية خاصة ومهن حرفية وزراعة ووظائف المنزلية) ارتبطت إلى حد كبير بمستوى التعليم، فالأمية والمستويات التعليمية المتدنية قادت إلى مهن أقل مستوى وبخاصة في الدخول التي بدت متدنية، وأنه كلما مال المجتمع إلى إعطاء فرصة أكبر للمرأة للمشاركة في الحياة العملية تواجدت المرأة فيها وأسهمت عمليا وتنمويا. وأظهرت أن 95 بالمائة من المبحوثين لديهم أبناء ذكور وإناث بعضها يزيد عن ستة أطفال وعشرة أحياناً مقابل 5 بالمائة ليس لديهم أبناء وأن أسر العينة في حالة استقرار أسري، لأن الإنجاب وخاصة إنجاب الذكور يشكل قيمة كبيرة ويحقق استقراراً وتوازناً في العلاقات الأسرية، فعدم الإنجاب يعرضها للطلاق أو للزوجة. ونوهت بأن 49.3 بالمائة من الأبناء ملتحقين بالتعليم وهي أعلى بين الذكور من الإناث وفي الحضر أكثر من الريف، وأن من لم يلتحق إطلاقا حوالي 12 بالمائة خاصة الإناث بسبب الزواج المبكر، والحالة الاقتصادية للأسرة. فعلى الرغم من وجود عدد كبير من المنظمات الخاصة إلا أن دورها مازال ضعيفة في الواقع ، وتتنقد المرأة اليمنية بعضا من هذه المنظمات التي لا تسعى في خدمة المرأة اليمنية التي ترضخ تحت وطأة الفقر والجهل والمرض ، فالحكومة مازالت أيضا مهملة للمرأة ويتم استغلالها فقط في الانتخابات وتركها فيما بعد تئن من آلامها ومكدراتها ومآسيها الكبيرة. فالدراسات تؤكد أن وعي المرأة اليمنية مازال متدنيا في شتى المجالات حتى أن حقوقها ليست واعية بها بل وقد تتكيف مع الظلم كما توصف بعض التقارير ، فالعالم يحتفل باليوم العالمي للمرأة ، إلا أن اليمن مازال محتفلا بالجهل والتخلف والأمية.