(إيفارمانيوز) - لطالما اعتبر علاج قصور القلب واحداً من أهم التحديات التي تواجه أطباء القلبية خصوصاً وأن علاج هذه الحالة يتطلب إزالة الخلل الحاصل على المدى الطويل في بنية العضلة القلبية ووظيفة البطينات، إلا أن دراسة حديثة نشرتها مجلة CIRCHEARTFAILURE أول أمس 10 مايو/ أيار أظهرت أن العلاج قد يكون متاحاً أكثر من المتوقع خصوصاً وأن جذور الجنسينغ قد تكون هي الحل. يحدث قصور القلب نتيجة خلل في بنية العضلة القلبية يؤدي إلى ضعف قدرته على ضخ الدم والانقباض بشكل فعال، وترافق هذه الحالة العديد من الاختلاطات التي تؤثر على كافة أنحاء الجسم وتصيب ما يقارب النصف مليون إنسان سنوياً في الولاياتالمتحدةالأمريكية وحدها، ما يجعل من علاجها أمراً في غاية الأهمية على الصعيدين الصحي والاقتصادي.
في دراسة أجريت ضمن جامعة ويسترن أونتاريو الكندية قام الباحثون بدراسة عينات مزروعة من الخلايا القلبية بالإضافة إلى تجارب على حيوانات المخبر، الهدف منها تقييم فائدة الجنسينغ في علاج قصور القلب. القائمون على الدراسة قاموا بتعديل التروية القلبية لدى مجموعة من فئران التجارب بحيث أصيبت بنفس التغيرات المصاحبة لقصور القلب بما فيها تضخم الألياف العضلية في البطينات، ثم تمت إضافة الجنسينغ إلى مياه الشرب لهذه المجموعة بتركيز محدد ولمدة 4 أسابيع تلاها تقييم لوظيفة العضلة القلبية.
وقد أكدت النتائج حدوث تراجع شبه تام للمشاكل التي كانت قد أصابت الوظيفة الانقباضية والانبساطية في القلب، كما تبين أن تطبيق مستخلص الجنسينغ على الخلايا القلبية المتضخمة المزروعة أسهم في تراجع حجمها إلى الحدود الطبيعية خلال 24 ساعة وهذا ما يعني أن للجنسينغ فائدة واضحة في إزالة الضخامة القلبية المرافقة عادة لقصور القلب.
ويرى الباحثون في هذه النتائج أهمية خاصة في مجال العلاج ويفسرون هذا التحسن بدور الجنسينغ في تفعيل بعض مواد الجسم المسؤولة عن التقليل من المشاكل التي تؤثر مباشرة على عمل الخلايا ووظيفتها والتي تسبب الخلل الحاصل في العضلة القلبية، كما أن الجنسينغ يسهم في تصحيح أي خلل يطرأ على الخلايا المولدة للألياف المنظمة لعمل القلب. وتوضح رئيسة الدراسة الدكتورة ميليسا موي نتائج بحثها بالقول: "أظهرت دراستنا قدرة وواضحة للجنسينغ على تصحيح الضخامة القلبية أو أي مشكلة بنيوية تحدث في سياق قصور القلب، لذا فإن استخدام الجنسينغ بالمشاركة مع باقي الأدوية المعتمدة قد يكون من العلاجات الفعالة لقصور القلب الضخامي".
يبدو إذاً أن الجنسينغ قد لا يكون نباتاً عاديا،ً فبعد سنوات طويلة من استخدامه كمقوٍ جنسي ومنشط للجسم، وبعد إثبات دوره علمياً كعامل مضاد للسرطان والانفلونزا ومثبط للالتهاب ومتمم غذائي مهم، يبدو أنه قد يعود ليحتل مكانة مهمة لدى أطباء القلب كعنصر أساسي في علاج حالات القصور، ولكن يبقى الأمر برسم الدراسات القادمة لتؤكد هذه النتائج بحيث يمكن إدخالها إلى حقل الممارسة العملية والبدء بتطبيقها.